انطلاق القمة الإسلامية بكوالالمبو
انطلقت مساء الأربعاء 18 ديسمبر 2019 أعمال قمة كوالالمبور بحضور رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد بالعاصمة الماليزية، حيث يجمع اللقاء الإسلامي لأول مرة قادةً سُنةً وشيعةً في نفس التجمع، وسط ضغوط خارجية يتعرض لها المشاركون لثنيهم عن حضور القمة.
مهاتير ألقى كلمة في مأدبة عشاء ترحيبية بالمشاركين أعرب فيها عن أمله في أن تفتح قمة كوالالمبور الطريق أمام إنجازات كبرى للأمة الإسلامية.
عن سبب انعقاد القمة في ماليزيا، قال رئيس الوزراء الماليزي: «لقد بذلنا الجهود لعقد هذه الأمة لأننا نشعر بأنه يتعين علينا القيام بشيء لتحسين حياة المسلمين في جميع أنحاء العالم دون استثناء».
مضيفاً:» نشعر بأن بنا حاجة إلى التغلب على ظاهرة الإسلاموفوبيا. نحتاج إلى إيجاد سبل لمعالجة أوجه قصورنا واعتمادنا على غير المسلمين لحماية أنفسنا».
أثناء ترحيبه الحار بالمشاركين، انتهز مهاتير الفرصة لتسليط الضوء على التعايش السلمي في المجتمعات المتعددة الثقافات والأديان كماليزيا، مؤكداً أنه رغم اختلاف الديانات والثقافات تمكن الماليزيون من التعايش في سلام ووئام .
كيف جاءت فكرة القمة؟
بحسب وكالة الأنباء الماليزية «بيرناما»، جاءت فكرة عقد القمة الإسلامية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في أثناء لقاء رئيس الوزراء مهاتير محمد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزراء باكستان عمران خان.
قال مهاتير، في وقت سابق، إن أبرز القضايا التي تواجه المسلمين بشكل عام حالياً هي «طرد المسلمين من أوطانهم، وتصنيف الإسلام كدين إرهاب»، مؤكداً أن غالبية الدول الإسلامية ليست دولاً متطورة، وأن بعضها أصبحت «دولاً فاشلة».
الدكتور مهاتير محمد من أبرز القادة بالعالم الإسلامي، وتجربة التنمية التي قادها في ماليزيا قصة نجاح كبيرة بدولة إسلامية، كما أنه يتمتع باحترام كبير في العالم الإسلامي وعلى المستوى الدولي بشكل عام، ومواقفه من قضايا المسلمين محل تقدير من جانب دول وقادة إسلاميين كتركيا وباكستان.
ما الهدف من عقد القمة هذه المرَّة؟
بحسب الموقع الرسمي للقمة، تتخذ «دور التنمية في تحقيق السيادة الوطنية» عنواناً لها، والهدف من انعقادها هذه المرَّة هو «النقاش والبحث عن حلول عملية، لمواجهة المشاكل التي تواجه العالم الإسلامي والمسلمين حول العالم».
تعتبر قمة كوالالمبور هي الثانية بعد قمة نوفمبر عام 2014، والتي شارك فيها عدد كبير من المفكرين والعلماء من العالم الإسلامي، ووضعوا أفكاراً وحلولاً للمشاكل التي تواجه المسلمين، ولهذا تأتي مشاركة القادة هذه المرَّة للاتفاق على آلية لتنفيذ الأفكار والحلول التي يتم التوصل إليها.