انطلاق أعمال الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة
افتتح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أعمال الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة أمام ممثلين عن 193 دولة. وقد خصص كلمته للحديث عن التحديات التي يواجهها العالم وعلى رأسها “أزمة المناخ” كما سماها والتي لا تستحمل التأجيل أو التسويف. وقال جوتيريش إنه إما أن ينجح هذا الجيل في احتواء أزمة المناخ وإما أن تخسر الأجيال القادمة مستقبلا مزدهرا ومستقرا.
وتحدث الأمين العام عن الأزمة في الخليج العربي وملف إيران النووي والقضية الفلسطينية والحرب السورية، وغيرها من القضايا الدولية. وحذّر من احتمال نشوب نزاع مسلح في الخليج العربي، وقال إن أي سوء تقدير بسيط يمكن أن يقود إلى مواجهة كبيرة، داعيا قادة العالم إلى القيام بكل ما هو ممكن للضغط من أجل التعقل وضبط النفس.
وفي ملف الأزمة السورية، قال جوتيريش إن خطوة طويلة إلى الأمام اتخذت، أمس الإثنين، للخروج من المأساة في سوريا، وتماشيا مع قرار مجلس الأمن 2254، إذ تم التوصل إلى اتفاق مع جميع الأطراف المعنية من أجل إنشاء لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة وشاملة ومملوكة لسوريا وبقيادة سورية.
وحذر جوتيريش في كلمته أمام قادة العالم بالجمعية العامة للأمم المتحدة من سلسلة من الإجراءات الأحادية التي تهدد بنسف “حل الدولتين” بين إسرائيل وفلسطين.
وفيما يتعلق بملف إيران النووي، عبر غوتيريش عن أمله بالمحافظة على التقدم في الحد من انتشار السلاح النووي الذي أحرزه الاتفاق النووي مع طهران كما عبر عن خشيته من حصول تصدع عظيم في العالم، حيث يخلق الكيانان الاقتصاديان الكبيران (الصين والولايات المتحدة) عالمين منفصلين ومتنافسين لكل منهما عملته وقوانينه المالية والتجارية الخاصة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ثاني المتحدثين بعد الرئيس البرازيلي كما جرت العادة منذ إنشاء الأمم المتحدة. وقد كان خطابه بشكل أساسي موجها للداخل الأمريكي مقدما معلومات وأرقاما حول إنجازات إدارته في مجالات العمل والطاقة والصناعة. كما تحدث عن القدرات العسكرية الأمريكية الخارقة والمبالغ التي أنفقتها الولايات المتحدة على قدراتها الدفاعية، مثمنا الاتجاه الوطني لبلاده والعالم منتقدا “العولمة”.
كما خصص ترامب جزءا من كلمته حول إيران و”ممارساتها غير المسؤولة في المنطقة”، متهما إياها بالوقوف وراء الهجمات الصاروخية على منشآت “أرامكو” السعودية، متوعدا أن طهران ستتعرض لأشد العقوبات الاقتصادية التي لن ترفع إلا إذا غير النظام الإيراني سلوكه المتهور.
كما اتهم الرئيس الأمريكي الصين بسرقة التكنولوجيا وانتهاك القوانين الدولية في التبادل التجاري، مستغلة الحريات الغربية لتعزيز قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية. ومع العلم أن ترامب لم يأت على ذكر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا أنه دعا الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل ومواجهة التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة معا.