انسحاب وفد النظام السوري خلال إلقاء وزير «قواتي» كلمة في جنيف
القطيعة بين حزب القوات اللبنانية والنظام السوري تُرجمت بانسحاب الوفد السوري خلال إلقاء أحد وزراء القوات وزير العمل كميل أبو سليمان كلمة لبنان في الدورة 108 لمؤتمر العمل الدولي لعام 2019 المنعقد في جنيف. وقد غرّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع على حسابه الخاص عبر «تويتر»، على انسحاب الوفد السوري قائلاً: «شرف لنا ان يقاطع وفد النظام السوري كلمة وزير العمل كميل أبو سليمان في الدورة 108 لمؤتمر العمل الدولي لعام 2019 المنعقد في جنيف، ولم يكن شرفاً لمؤتمر العمل الدولي ان يستقبل اصلاً وفد النظام السوري».
وغرّد عدد من نواب القوات معلّقين بينهم النائب زياد الحواط الذي قال «لمن يريد أن يفهم: النظام السوري في وادٍ وبعض اللبنانيين الداعين الى الحوار معه حول ملفات الساعة في واد آخر. إنسحاب الوفد السوري من مؤتمر العمل الدولي فيه انتقاص من قيمة لبنان الدولة الممثل بوزير العمل، وفيه رد مباشر وواضح على الدعوات الى الحوار مع هذا النظام». كما علّق النائب وهبه قاطيشا على الإنسحاب كاتباً «ليش مستغربين؟ متى كان بإمكان الباطل سماع كلمة الحق؟». أما النائب جوزيف اسحق فغرّد قائلاً «عندما ينسحب المجرم من أمام صوت الحق والضمير». وأرفق التغريدة بهاشتاغ: #شرف_النا.
وكان رئيس المجموعة العربية وزير العمل كميل أبو سليمان أكد أنه «لم يعد خافياً على أحد أن أهمّ التحديات التي يواجهها لبنان يكمن في العدد غير المسبوق للنازحين السوريين منذ بداية الأزمة السورية في العام 2011، ممّا يجعل حالياً من لبنان البلد الأول في العالم من حيث حجم النازحين نسبة إلى عدد مواطنيه، إذ تخطّى عدد النازحين السوريين ثلث عدد المواطنين في لبنان، هذا من دون احتساب أعداد اللاجئين من جنسيات أخرى».
وشدّد على أن «التداعيات الخطيرة لاستضافة هذا العدد من النازحين السوريين لم تعد خافية على أحد، وذلك في مختلف المجالات وعلى الصعد كافة، ومنها الارتفاع الحاد في نسب البطالة الوطنية، خصوصاً لدى الشباب اللبناني، في ظلّ انخفاض نسب النمو».
وفي المقابل، فإن وزيرة الداخلية ريا الحسن تناولت مع وفد من نقابة الصحافة موضوع التوتر مع النازحين السوريين في البقاع. ونقل النقيب عوني الكعكي عن وزيرة الداخلية «أن البحث تناول المسألة الخطيرة التي تتعلق بالهجوم على النازحين واقتلاع 700 شخص من منطقة أو قرية، حيث أن ما ينتج عن هذا الموضوع يسبّب انعكاساً وتأثيراً سلبياً وخطيراً».
من جهته طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، باحترام الاتفاقات الدولية المتعلقة باللاجئين، ومحاسبة المتورطين في خرقها، معبراً عن رفضه واستنكاره لخطابات الكراهية والعنصرية التي يطلقها وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وأطراف رسمية أخرى ضد اللاجئين السوريين في لبنان.
من جهة أخرى وفي جولة صغيرة في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت تظهر حجم المعاناة التي يعيشها الأطفال في أماكن العمل. وهي معاناة تعمل الأمم المتحدة على نشر التوعية بشأنها، في 12 يونيو من كل عام، وهو «اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال». ففي لبنان، البالغ عدد سكانه نحو أربعة ملايين نسمة، يعمل أطفال في مجالات منها الزراعة، المصانع، وتصليح الدواليب، بينما آخرون يتسولون بين السيارات وعلى الطرق. وأفادت الوكالة التركية بأن «عدد الأطفال العاملين في لبنان بلغ مئة ألف طفل يعملون في ظروف صعبة للغاية من دون أي رقابة تذكر». وأوضحت أن «من بينهم 15 ألف طفل في الشارع، قرابة 76 في المئة منهم هم من الجنسية السورية».