امرأة تقضي عاماً بأكمله وحدها على متن قارب
يلف السواد خليج بسكاي على الساحل الغربي بأوروبا، في مشهدٍ خالٍ إلا من النجوم في السماء، والوديان في الأرض، بينما كانت سوزان سميلي تطفو بقاربها لتقضي عام كامل في البحر.
كان هذا البحر المظلم أعمق مما كانت تتخيل، لا أحد يلوح في الأفق ولا توجد إشارة راديو. يُخيم الصمت على المكان فلا تسمع إلا صوت تلاطم الأمواج المندفعة باتجاه قاربها الصغير «إسيان».
تسطع النجوم فوق رأسها، تحاول عبثاً أن تشد انتباهها، تحدق في الأسفل حيث الدلافين المتوهجة بالألوان الفسفورية.
يدور من حولها مخلوقٌ رائع، تتبعه سلسلة نجوم.
تحرك الماء بذراعها في نشوة. بعدما أرخيت الأشرعة، وخرجت عن مسارها بحثاً في السماء عن نجوم «المحراث».
ربما بعدها تغفو قليلاً بينما تحاول الدلافين اختراق نافذتها.
تقول لـ «The Guardian» «أكاد لا أصدق أنَّني الآن هنا على متن قاربي متوجهة إلى إسبانيا، فلم أكن حتى أتوقع أن أعبر هذه القناة».
عام كامل في البحر .. ومن هنا بدأت الرحلة
في الصيف الماضي، تملكت سميلي، وهي محررة سابقة بقسم الطعام في مجلة G2 وصحيفة The Guardian، فكرة أن تستقيل من عملها لتجوب بريطانيا بحراً.
لم تشغلها فكرة التمتع بجمال الساحل، أو تجميع بلح البحر أو السباحة مع الفقمات.
أبحرت وحدها، كانت تمرُّ على الموانئ بحثاً عن مكانٍ تقيم فيه، كانت تدعى دائماً للدخول، ليس كواحدةٍ من السكان المحليين أو كسائحة، لكن وفقاً لأحد أعراف الملاحة القديمة.
تقول «أحسستُ كأنَّني في موطني وأنا أتجاذب أطراف الحديث مع الرجال على متن إحدى سفن الصيد في بريكسهام، وشاهدتُ العجائز يتمايلون رقصاً في ميناء فووي على أنغام فرقة Erasure».
في البحر عاشت حياة تختلف تماماً عن نمط حياتها في لندن
القارب الذي أبحرت به
كانت سعيدة للغاية، تقول » كنتُ هناك أعيش على متن قارب كبير في نهر التايمز، في الوقت ذاته أعمل محررة منوعات في صحيفة The Guardian، وهي المهنة التي طالما تمنيتها. بيد أنَّ إحساساً داخلياً بالانزعاج ظل يراودني باستمرار».
كانت تشعر أنها منعزلةٌ عن نطاق العالم الخارجي، وعمَّق انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي ذلك الشعور.
لم تُخيب نتيجة التصويت وحدها آمالها، بل تلك الفكرة التي تبنَّاها بعض أصدقائها حتى المتسامحين منهم، حين وصفوا المؤيدين للانفصال بأنَّهم إما عنصريون أو حمقى.
حينها حدثتها نفسها بأن عليها الرحيل بحثاً عن صورةٍ أكثر تسامحاً لبريطانيا، «لربما يُصادفني بعض الأمل فأكتب عنه».
لكن كان الأمر أكثر أنانيةً من ذلك، بحسب وصفها فقد كانت تبحث عن مهرب، وكان البحر وسيلتها لذلك.
بحلول أغسطس وصلت إلى منطقة لاندز إند.
لم تكن لديها رغبة في أن تبحر شمالاً، بعد أن علقت في هذا الطقس السيئ، أضف إلى أنَّ الخريف كان على وشك أن ينتهي.
فاعتزمت أن تتجه جنوباً، وبدت الفكرة مثيرةً لدرجة تعجز الكلمات عن وصفها.
وأكدّ لها أصدقاؤها الذين سبق لهم الإبحار هناك سهولة الأمر.
بدأت الرياح تهب باتجاه قاربها «إسيان».
بدا لها أمر الإبحار عقلانياً، لكنَّه كان مخيفاً!
تمتلك سميلي المؤهلات الأساسية في الإبحار، إذ درست دورةً في الإبحار ليومٍ واحد وحصلت على رخصة ربان، لكنِّها لا تحسب نفسها صاحبة خبرة، كانت تنوي التعلم أثناء الإبحار.
وكان عليها أن تعثر على طاقمٍ بحريٍ يُرافقها في الرحلات الطويلة.
اتجهت إلى اليسار عند منطقة لاندز إند بدلاً من اليمين، تاركةً خلفها بريطانيا التي تسعى للانفصال. قالت في نفسها «لو وصلتُ إلى بريتاني في فرنسا سأسعد بهذه المغامرة الشتوية. قطعتُ آلاف اﻷميال مُبحرةً إلى البرتغال، وها أنا بعد عامٍ في إيطاليا، ولم أعد إلى بلادي منذ ذلك الحين».
صحيح أنها كانت قلقة بشأن بقائها وحدها في فرنسا، لكن اتضح لها فيما بعد أنَّه لم يكن هناك داعٍ.
كانت منطقة بريتاني هي مركز رحلتها البحرية التي حازت اهتمام كل من تعرفه.
كان رد فعلهم: «هل تُبحرين في بريتاني؟ وحدك؟ بهذا القارب الصغير؟! واجهتُ رد الفعل هذا كثيراً؛ إذ يندر وجود نساءٍ يُبحرون وحدهم.
كانت تضحك حين يقابلها أحدهم في البرتغال فيقدم نفسه قائلاً: «سمعنا عنك وعن رحلتكِ في إسبانيا». ومرةً قال لي رُبان المرفأ وهو يشير إلى المقصورة: «هل معكِ رجل باﻷسفل؟».
بعد مرور عام، أصبحت تتضايق أكثر ممن ينظرون لها كشيءٍ غريب وجديد!
تقول «مثل الرجال الذين يحدقون في أو يلتقطون صورتي، أو من يشيرون إلى وأنا أرفع مرساتي. عادةً أُلوح بيدي كي أُقلل من غرابة الموقف، بالنسبة لي لا أستشعر أنَّ اﻷمر يُضايقهم».
أحياناً يتجاوز الموقف حدود الغرابة!
رافقتها هذه الكائنات الجميلة في رحلتها
ربما يحوم رجلٌ ما حولها في السفوح الخاوية، وهو يقود دراجته المائية ويُحدق فيها عاجزاً عن النطق لفترةٍ طويلة.
ومن المؤسف أنَّها كانتُ تشعر أنها مُهددة وهي تقفُ على رصيف الموانئ الخاوية بسبب وجود بعض السكارى في الخارج أكثر من خوفها من المخاطر التي واجهتها في البحر.
تقول «أظهر لي العديد من البحارة احتراماً كبيراً على طول الطريق، أحببتهم وهم يخرجون من اليخوت ويشيرون بأصابع اﻹبهام ﻷعلى، في إشارةٍ منهم إلى تقديرهم لي بشأن محاولتي اﻹبحار بقاربٍ صغير، فطول إسيان أصغر من 8 أمتار».
وتلقت دعماً يفوق الوصف، فهناك مجتمع دولي مُكتفٍ ذاتياً من البحارة يهرع لمساعدتك عند مواجهة مشكلة، لأنَّ الجميع يعرف كيف هو شعور أن تكون في مأزق وأنت في عرض البحر».
«اﻵن أشعر أنّ البحر أصبح موطني أكثر من أي مكانٍ آخر»
تغيّر منظورها للحياة حين نشرت صورةً لها وهي ترسو بقاربها في بقعةٍ شاعرية خاوية، فإذا بوالدها سام قلقٌ حول مدى وحدتها هناك.
«ياله من مسكين! بالنسبة له هذه الصورة أشبه بكابوسٍ. كان أبي يعمل في الأسطول البحري التجاري، لذا فهو يتفهم بعض التحديات التي أواجهها» بحسب وصفها.
تضيف «ظهر التحدي اﻷول بعد عبور القناة (كان العبور 24 ساعةً غير مثيرة، ومرت بجانبي بضع سفن): في مجرى شينال دور فور، حيث توجد تياراتٌ قوية لمسافة 30 ميلاً حتى ممر راز دو سين سيئ السمعة. توقف المحرك قرب المدخل، فكرتُ أنَّه ليس الوقت الملائم لكنِّي سأبحر على أي حال. بعدها توقفت الرياح وتكاثف الضباب. وبعد ثلاث محاولاتٍ لتنظيف فتحة التهوية، عاد المحرك للعمل واجتزتُ الممر».
كان ظهور الضباب تحدياً قائماً طوال الوقت. وبعد عبور خليج بسكاي، مررتُ بساحل كوستا دا مورتي، أي ساحل الموت، الذي يستحق هذا الاسم عن جدارة. «انضمت إليّ حينها صديقتي كات في رحلتها البحرية الأولى».
لحسن الحظ لم تكن لدى كات مشكلة مع الأجواء السيئة، إذ قضت خمس ساعاتٍ في ساحل الموت والضباب يكسو المكان.
بدأ الوضع بتدهور الظروف الجوية، ثم أضحى مخيفاً، وبعدها صار تعساً. اقتربت من خط الساحل ونحن نحاول تفادي الاصطدام بالسفن الأخرى.
وكانت مستعدة لإطلاق صافرة الضباب، واللاسلكي يبث إشاراتٍ عن قاربٍ اختفى هنا الليلة الماضية.
تدريجياً، انقشع الضباب وأصبح بإمكانها النظر وراءها إلى تلك الهالة البيضاء الكثيفة التي تغطي بلدة فينيستيري. بدت الهالة جميلةً عند النظر إليها من مسافةٍ آمنة.
وتشكلت بعض السحب عند وصولنا إلى جزر الغال، أضفت سحراً عابراً على هذا الأرخبيل المذهل حين نظرنا إليه. وحين ظهرت جزر سييس،نادتني كات بتفاؤل: «انظري، ما أجمل هذا المشهد!.
لحظات لا تُنسى في هذه الرحلة
مثل مشاهد الشروق واختفاء النجوم ورحيل مراكب الصيد، أو لحظات الإحساس بدفء الجو في مدينة لشبونة في أكتوبر/تشرين الأول، والقفز ابتهاجاً بإبحار الشمس وقت وقت الغروب. لكنَّها كانت رحلة شاقة، فلم تكن هناك رياح لتدفعها جنوباً.
وانطلقتُ متأخرة، في أواسط شهر سبتمبر/أيلول، وتسابقتُ مع الريح قبل قدوم العواصف. وقضيتُ الشتاء في مدينة أولهاو.
إحدى المدن البحرية الواقعة في الغارف في البرتغال الرائعة. تعلمتُ بضعة جمل باللغة البرتغالية تكفي للدردشة مع الصيادين عن أحوال الطقس، وتكوين صداقات، والتعامل مع المكان كالوطن.
وبدأت ألاحظ ضيق الحيز السكني الذي أعيش فيه.
فليس في قاربها إسيان سوى أساسيات المعيشة: دورة مياه، ومطبخ صغير وحوض، مدفأة ومشواة رديئة، ومنضدة طعام ومضجع للنوم.
وبسبب رحيلها المفاجئ فإنَّ القارب لم يكن مُعداً للرحلات الطويلة.
لم تمتلك حتى براداً على خلاف كل من قابلتهم، إذ كان أصدقاؤها الفرنسيون يملكون التجهيزات الكافية للطهي بالبخار.
وكان الشتاء في البرتغال معتدلاً، لكن بعد أن رسوت لمدة شهرٍ اتسمت أجواؤه بالرطوبة، اقتنعتُ أنني في حاجة إلى مزيدٍ من الحرارة كي أشعر بالدفء.
ثبَّت لها أحد الأصدقاء مدفأة صغيرة، غيرت يومها إلى حدٍ ما.
كان يمكنها على أيّ حال أن تمضي قدماً دون
الحاجة إلى توفير وسائل الراحة الأساسية. لم يكن هناك داعٍ إلى أن تقبع في الموانئ.
حين التقت قارباً من الجزائر!
كان الهواء معبأً برائحة البترول. انجرف قاربها ليصبح على بعد عدة أقدام من قاربٍ صغير يشق طريقه وسط أمواجٍ متلاطمة.
كان الظلام دامساً، إذ كانت الساعة الثالثة صباحاً، استطاعت أن ترى قرابة عشرة رجال على متن القارب.
هم في البحر منذ خمسة أيام، أبحروا مئة ميل من الجزائر إلى هنا، على بعد 40 ميلاً من الساحل الإسباني.
رقد بعضهم من المرض، واتكأ آخرون يدخنون في هذا القارب الممتلئ بالوقود، قلقتُ حيال ذلك. كان المشهدُ قاتماً، لكنِّي توقعتُ الأسوأ.
قطعت خمسة أميال حتى تصل إلى هنا بعدما أُطلِقَت استغاثة من قارب ويلما، وهو قارب سويدي أُبحِر معه إلى جزر البليار.
كان الرجال قد تتبعوهم مذعورين، وظلوا يصرخون، وفي لحظة يأس اندفع قاربهم في اتجاه هيكل سفينة ويلما فارتطم به، ثم قفز أحدهم على ظهر السفينة.
بدا الأمر مُرعباً عبر جهاز اللاسلكي.
سمعتُ صوت صديقي تيوبي وهو يقول: «وقع شخصٌ في الماء».
هذه هي أسرع وسيلة لطلب النجدة، لكنَّها كانت تفتقر إلى التفاصيل. لم يكن واضحاً من الذي وقع في الماء؟ هل هو زوجته هيلينا؟ وكيف وصلوا إلى هنا؟.
تقول «تخيلتُ الأسوأ وأنا أغير مساري باتجاههم. كنتُ أرتجف بشدة حتى أنَّني بالكاد أدرتُ مفتاح محركي.
تبين أنَّ رجلين سقطا في الماء أثناء محاولتهما بلوغ سطح سفينة ويلما، وانتُشِلا ولم يتأذَّ أيٌ منهما».
أما السفينة ويلما فقد دارت لتجنب الزورق ولم تتضرر
تحول الخوف إلى ارتياحٍ ثم استيعاب للموقف. مرت أربع ساعات حتى حضر خفر السواحل.
صرخ الرجال طلباً للصعود على متن السفينة، وهو أمرٌ بوجود تلك الأمواج العاتية، وتعطل محرك قاربهم.
كانت ليلة طويلة ولم تنم منذ 30 ساعة. «لا أستطيع أن أتخيل كيف يقضي الإنسان أسبوعاً في زورق.
وصل خفر السواحل الإسباني في الفجر. انهمرت الدموع حين اصطف الرجال على حواف المركب ولمسوا قلوبهم عند توديعهم سفينة ويلما، وتركوها في أمان».
قدَّرت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين هذا الصيف أنَّ أكثر من 1800 شخصٍ لقوا حتفهم أثناء عبورهم البحر الأبيض المتوسط، وهي زيادة كبيرة في عدد الوفيات.
وتُعد مؤشراً على تزايد مخاطر عبور البحر الأبيض المتوسط.
أما وزير داخلية إيطاليا اليميني المتطرف ماتيو سالفيني فقال إنَّه كان ينبغي على خفر السواحل ألا يلتفت لنداءات الاستغاثة الصادرة من زوارق المهاجرين.
بدأ هذا الفكر يترسخ في جميع أنحاء أوروبا؛ إذ تُجرَّم الآن الجهود الإنسانية التي تُبذل لمساعدة زوارق اللاجئين.
ووجه قادة الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران الماضي تعليماتٍ إلى سفن المنظمات غير الحكومية بوقف إنقاذ سفن المهاجرين، بعد ساعاتٍ من غرق 100 شخص قبالة السواحل الليبية.
البحر الأبيض المتوسط هو بحر قاس
مهما كانت الرحلة قاسية، لكن مشهد الغروب بالنسبة لها كان يغير كل شيء
«إنَّني مندهشة مما خضته»، وعرفتُ أنَّنا كبشر لدينا قدرة على التحمل والتأقلم أكبر بكثير مما نتصور. لم أكن يوماً ما شخصاً عملياً، لكنَّني أتعلم.
ورضيتُ عن نفسي حين تعلمتُ أبجديات الميكانيكا. كان ينبغي عليّ أن أتعلمها لأنَّه عندما تكون في عرض البحر.
فعليك أن تحل مشكلاتك بنفسك، كما أنَّه ليست لدي أيّ نية في أن أعتزل هذه الحياة. في عقلي أسطورة يونانية أمتثل بها، ناهيك عن أنَّني أفكر في الإبحار صوب إفريقيا.
أحبت التغيير الذي طرأ على شخصيتها نتيجة نمط الحياة ذاك.
فقد أصبحت أكثر حرصاً في تعاملها مع الموارد، تنتقي منها فقط ما تحتاج إليه، فقد تحولت لشخص عملي.
تقول «عندما تجد نفسك مضطراً على أن تبحث عن الماء، فإنَّك لن تُضيع قطرة واحدة منها.
حين تكون الدكاكين على بعد 20 ميلاً بحرياً، فإنَّك ترتجل، تسخن خبزاً على المقلاة وفوقه بعضٌ من السمك المملح. ستصير واسع الحيلة».
فقد أصبحت تحب وضع الميزانيات، تنفق حوالي 60 دولاراً إسبوعياً (تقريباً ما كنتُ أنفقه على المواصلات وشراء القهوة والغداء أثناء العمل).
تصف ذلك أنني «أسعد وأقوى وصحتي أفضل، نعم هناك ضغوط، لكنَّها تؤكد على قيمة الحياة. تتعلم التواضع حين تكون تحت رحمة العالم، وتركز على الأشياء المهمة.
هل أنا بمأمن؟ أين أستطيع أن أجد ملاذاً وماءً وطعاماً؟ لا أفتقد شيئاً سوى أن أستحم بانتظام (لا يفيد الاستحمام اليومي والاغتسال في الحوض الشعر كثيراً)، لكنِّي أحب تقديري العميق للمتع البسيطة، فمن كان يصدق أنَّه قد تكون هناك الكثير من البهجة في الحمام الدافئ والملابس النظيفة؟».
هناك لحظات لا تنسى في كل تحدٍّ
أبحرت باتجاه جبل موسى المقدس في إفريقيا، وأعمدة هرقل التي تفصل بين قارتي إفريقيا وأوروبا.
ذات صباح انضم إليها سربٌ من الحيتان الطيارة، وأسماك أبو سيف، التي بدت عضلاتٍ خالصة من الفضة وهي تنبثق من البحر.
ومشاهدة القمر الأحمر وهو يرتفع فوق الخليج الهادئ، أو النوم في الهواء الطلق تحت تساقط الشهب.
حديقتها الخلفية كانت بركةً من الماء الصافي، أما جيرانها الفضوليون فكانوا من الأسماك الأنبوبية والسلاحف.
ولم يكن يمكن لأحد أن يعيق رؤيتها للشمس المتوهجة بلونها البرتقالي عند ظهورها، ولم تكن الأضواء تلوث سماءها المرصعة بالنجوم.
في كل يوم يمر عليها، شعرت أنها محظوظة لأنها اتخذت من هذا البحر الرائع الجمال بيتاً لها.