اليابان تطلق أول قميص مكيّف!
يبدو أن الاحتباس الحراري وارتفاع درجة كوكب الأرض فتحا المجال لإبداعات تساعد البشر على مواجهة الحر. والبداية من شركة سوني التي أطلقت أول قميص مكيّف شخصي للمساعدة على مكافحة حر الصيف.
ويعمل جهاز Reon Pocket الذي يقع على ظهر مرتديه بمجرد لمسه، فتخرج مروحة صغيرة الهواء الدافئ إلى الخارج بعيداً عن الجسم.
الجهاز نفسه عبارة عن جهاز بلوتوث تقريباً بحجم محفظة، وينزلق تحت القميص مع جيب مميز في قاعدة العنق. من خلال الاتصال بأحد التطبيقات، يمكن للمستخدمين التحكم في درجة الحرارة عبر الهاتف الذكي.
باستخدام تأثير بلتيير (مفهوم في الديناميكا الحرارية، للقيام بالتبريد الفعلي) ليكون بمثابة مضخة حرارية تعد بالمساعدة في تبريد درجة حرارة جسم مرتديها إلى ما قد يصل إلى خمسة تحت الصفر في الأيام الحارة.
سوني تطلق أول قميص مكيّف
ويعمل جهاز Reon Pocket الذي يقع على ظهر مرتديه بمجرد لمسه، فتعمل مروحة صغيرة على إخراج الهواء الدافئ إلى الخارج بعيداً عن الجسم.
باستخدام تطبيق جوال يعمل على نظامي iOS و Android، يمكن ضبط Reon Pocket يدوياً حسب الحاجة، أو حتى ضبطه على الوضع التلقائي الذي يستخدم مستشعرات درجة الحرارة والحركة لاكتشاف حرارة مرتديه.
بعد ذلك، يتم ضبط وضع التبريد لضمان الحفاظ على مستوى الراحة المطلوب.
يمكن استخدام الجهاز حتى في أشهر الشتاء الباردة التي تعمل بشكل عكسي للمساعدة في رفع درجة حرارة جسم مرتديها، ولكن بغضّ النظر عن الطقس، فإن Reon Pocket ليس حلاً طوال اليوم.
ونظراً لصغر حجمها، فإن بطاريتها الداخلية جيدة فقط لمدة ساعتين إلى أربع ساعات من الراحة اعتماداً على مدى صعوبة العمل، ويتوجب الانتظار حوالي ساعتين حتى يتم إعادة شحنها قبل أن تتمكن من ارتدائها مرة أخرى.
وكانت سوني وعدت صيف عام 2019 بنسختين من Reon Pocket. وبعد مرور عام، أصدرت نسخة من خلال متجرها على الإنترنت مقابل حوالي 120 دولاراً، أو على أمازون اليابان، حيث تقترب حالياً من 160 دولاراً للقميص الواحد مقابل 20 دولاراً للكنزة أو التي شيرت.
وكان هدف سوني إطلاق القميص الثوري بالتزامن مع أولمبياد طوكيو 2020 (التي تم تأجيلها لصيف عام 2021 بسبب جائحة كورونا)، وذلك بهدف الترويج لها ضمن المشجعين وحتى الرياضيين المشاركين أنفسهم.
وتتخطى درجات الحرارة في طوكيو صيفاً حاجز 30 درجة مئوية، ناهيك عن معدلات الرطوبة التي تتخطى 90% مع هطول للأمطار.
المكيفات الكهربائية تستهلك طاقة وترفع حرارة الهواء
يعد العدد الهائل لوحدات التكييف تهديداً للمناخ بسبب كمية الطاقة التي تستهلكها هذه الأجهزة.
وفقاً لأحد التقارير، هناك بالفعل 1.2 مليار وحدة تكييف هواء تضخ الهواء البارد إلى منازل الناس، وهذا الرقم في طريقه للوصول إلى 4.5 مليار بحلول عام 2050، من المتوقع أن يتضاعف الطلب على الطاقة ثلاث مرات في نفس الفترة الزمنية.
إنها حلقة مفرغة: تبريد أنفسنا يسهم في الواقع في تغير المناخ الذي يسخّن الكوكب. وقد يكون تبريد الأفراد أرخص بكثير وأقل إهداراً من تبريد المباني بأكملها.
سباق عالمي نحو أجهزة التبريد الفردية
مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية وزيادة كفاءة الطاقة، تتسابق مجموعة من الشركات والشركات الناشئة والمجموعات البحثية لبناء أجهزة يمكن ارتداؤها وتعمل مثل وحدات تكييف صغيرة، سواء كنت ترغب في توفير المال، أو تنظيم صحتك، أو تقليل بصمتك الكربونية على كوكب الأرض.
وبالتزامن مع سوني، تعمل شركة Ember التي أسسها 3 طلاب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، على إنتاج جهاز صغير يتم ارتداؤه على المعصم على أن يتم تشغله لتبريد حرارة الجسم بمجرد نقرة؛ والهدف منه توفير الطاقة المستهلك في المباني والمكاتب عبر تبريد الأفراد أنفسهم.
وفي الوقت نفسه يستكشف باحثون أكاديميون الطرق التي يمكن من خلالها استخدام تأثير بلتيير في صنع الأجهزة القابلة للارتداء.
ففي جامعة كاليفورنيا ابتكر أستاذ الهندسة الميكانيكية وعلوم المواد “رن كن تشن” رقعة يمكن ارتداؤها وتستخدم تقنية مماثلة لتوفير تبريد فوري.
ويهدف تشن إلى نسج الرقعة في الملابس، والتي يمكن أن تساعد أشخاصاً مثل عمال البناء الذين يعملون في الخارج في ظروف قاسية. أما المرحلة الثانية فهي التواصل مع شركات الملابس لتسويق التكنولوجيا في غضون بضع سنوات.
قد يكون إيجاد طرق لتجنب استخدام مكيفات الهواء التقليدية طريقة عملية لتوفير المال في تكاليف الطاقة. وقد تكون مكيفات الهواء الأصغر والأكثر كفاءة مثل Embr و Reon Pocket قادرة على كسر هذه الحلقة المفرغة لمكيفات الهواء المتعطشة للطاقة والتي تسهم في الحرارة الشديدة، فتزداد حاجة الأشخاص لتشغيل مكيف الهواء للبقاء مرتاحين.
بدلاً من ذلك، قد تساعد هذه الأجهزة على تبريد الأشخاص وبالتالي توفير الطاقة، حتى عندما يكون الجو حاراً في الخارج وكسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها مكيفات الهواء التقليدية.