اليابانيون يتخلون عن استقبالهم للسياح بسبب سلوكهم المثير للاشمئزاز
كتبت صحيفة “Asahi Shimbun” أن عددا متزايدا من المعالم والمرافق السياحية في اليابان بدأ يتخلى عن استقبال السياح الأجانب، وذلك بسبب أخلاقهم السيئة وسلوكهم المثير للاشمئزاز.
وأفادت بأن معبد “نانزوين” في مدينة ساساغوري في مقاطعة فوكوكا، المعروف بتمثال بوذا المستلقي الضخم، نشر إعلانا بـ12 لغة على جدرانه وبالقرب من محطة القطارات القريبة، أشار فيه إلى أن نانزوين مكان محترم للصلاة ولا يسره وجود المسافرين الأجانب.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الكهنة في نانزوين، كاكوجو هاياسي، أن معبده بدأ يواجه صعوبات مع السياح منذ نحو 10 أعوام، وذلك بسبب وصول ما بين 20 و30 حافلة سياحية بالسياح الأجانب إليه كل يوم. وذكر أن سيل السياح غير أجواء المعبد، مشيرا إلى أن عددا من السياح كانوا يثيرون الضوضاء ويسبحون في المياه حول الشلال حيث تجري هناك الدروس الدينية، فيما حاول أحدهم تسلق سطح مبنى المعبد.
وبالرغم من التحذيرات التي وجهها رجال الدين إلى السياح غير المتأدبين لم يتوقف سلوكهم السيئ، الأمر الذي أجبر عددا من رجال الدين لمغادرة المبعد. وقررت إدارة المعبد في مايو 2016 وقف قبول مجموعات السياح الأجانب، غير أن هذا الحظر لا يشمل السياح المنفردين.
من جانبه تحدث صاحب حانة بيرة (الجعة) في مدينة كيودو أن سلوك السياح الأجانب يثير قلقا لديه أيضا، إذ أنهم يأتون إلى حانته مع الطعام الذي يشترونه في المحلات التجارية ويستخدمون أطباق الحانة وكأنها منافض للسجائر، ويرمون الرماد على الأرض. ولهذا السبب بدأ صاحب الحانة يقول للسياح الأجانب إن حانته محجوزة بالكامل! لكي لا يدخلوها.
وأضاف: “أريد أن توقف مدينة كيودو الحملات الإعلانية التي تدعو السياح الأجانب لزيارتها”.
هذا وتوقف المعبد في مدينة ياتسوشيرو في مقاطعة كوماموتو مؤقتا عن استقبال الضيوف في أغسطس 2017 وخاصة في أيام دخول السفن السياحية إلى الميناء القريب، وذلك بسبب الازدياد الملحوظ لعدد هذه السفن. وبدأ عدد من زواره التقليديين يشكون من أنه لا يمكنهم القيام بالصلاة في مثل هذا المكان الصاخب. وعبرت إدارة مدينة ياتسوشيرو عن ارتباكها من قرار المعبد، داعية لفتح أبوابه أمام السياح.
وكانت إدارة المدينة تبذل جهودها من أجل زيادة عدد السفن السياحية التي تصل إليها، وذلك لإنعاش الشارع التجاري القريب. كما قررت وضع تحذيرات باللغة الصينية تدعو السياح لمراعاة القواعد المحلية.
وبفضل هذه الجهود استأنف المعبد في بداية عام 2018 استقبال السياح الأجانب من السفن السياحية.
وتخطط الحكومة اليابانية لزيادة عدد السياح الأجانب في البلاد إلى 40 مليون شخص بحلول عام 2020.
وقال تاكاو إيكادو، بروفيسور إدارة السياحة في جامعة تاكاساكي الاقتصادي، إنه يجب على السلطات المركزية والمحلية في اليابان إبلاغ السياح بالقواعد الاجتماعية التي يجب مراعاتها في بلادهم، مثل التمعن والسكوت في بعض الظروف.