الوليد بن طلال يبيع فندق “فور سيزونز” لأحد رجال بشار الأسد
باع الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال حصته في فندق فور سيزونز الذي يقع في العاصمة السورية دمشق، لرجل أعمال على علاقةٍ بالرئيس السوري بشار الأسد، وفقاً لما ذكره أشخاص مُطَّلعون على الأمر.
واكتملت عملية البيع أثناء احتجاز الملياردير السعودي في حملة مكافحة الفساد التي قادها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال الفترة الماضية، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة فايننشيال تايمز البريطانية
وقال أشخاصٌ مُطَّلعون على الصفقة إنَّ المشتري هو سامر فوز رجل الأعمال الذي كان مجهولاً نسبياً قبل الصراع الدائر في سوريا منذ 7 سنوات، لكنَّ شهرته ازدادت بعد الحرب السورية.
وأجرت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية لقاءاتٍ صحفية مع العديد من رجال الأعمال السوريين الذين يعيشون في دبي، وقالوا إنَّ فوز على علاقةٍ وثيقة بنظام الأسد، وقال أحدهم: “فوز مرتبطٌ بعلاقةٍ مباشرة مع دائرة المُقرَّبين من الأسد”.
يذكر أنَّ الأمير الوليد بن طلال عاد إلى عمله بعد إطلاق سراحه في يناير/كانون الثاني من فندق الريتز كارلتون بالعاصمة السعودية الرياض، حيث كان من بين مئات الأمراء والوزراء ورجال الأعمال الذين احتُجِزوا وخضعوا للتحقيق بتهمة الفساد.
جديرٌ بالذكر أن شركة المملكة القابضة التي تعد أداة الوليد الاستثمارية تلقَّت دعماً حكومياً لمواصلة عملها منذ الارتباك الناتج عن اعتقال رئيسها.
ويأتي بيع فندق فور سيزونز بدمشق في إطار عمليةٍ لتصفية الفنادق التي تمتلكها شركة المملكة القابضة منذ أمدٍ بعيد، وهي عملية بدأت منذ اعتقال الأمير الوليد.
ففي أثناء إقامة الوليد الجبرية بفندق الريتز كارلتون، تمكَّن فريقه كذلك من بيع فندق فور سيزونز في العاصمة اللبنانية بيروت بمبلغ يصل إلى 115 مليون دولار.
وقد تثير صفقة دمشق الأخيرة -التي يقال إنَّ الوليد جنى من ورائها مبلغاً أكبر- جدلاً بالنظر إلى التدقيق في التعاملات التي تجري مع النظام السوري.
جديرٌ بالذكر أنَّ فندق فور سيزونز دمشق يحظى بتفضيل وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية ودبلوماسيين زائرين، ويُعتَقَد أنَّه من أفضل الأصول أداءً في سلسلة فنادق فور سيزونز، التي تضم 17 فندقاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يُذكَر أنَّ امتلاك فندق في دمشق أثناء الحرب السورية كان إشكاليةً لشركة المملكة القابضة، نظراً لدعم السعودية القوات المُعارضة للأسد. إذ يقع الفندق على بعد مسافةٍ قصيرة بالسيارة من ضواحي الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة والواقعة تحت الحصار منذ 5 سنوات، فضلاً عن تعرُّضها حالياً لقصفٍ دمَّر حياة العديد من السكان المدنيين.
من جهة أخرى يمتلك رجل الأعمال السوري سامر فوز أعمالاً في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من بينها شركة مياه، واستثمارات في فنادق، ومنجم ذهب في تركيا، وفقاً لما ذكره في لقاءٍ أجراه مع مجلة أرابيسك، وتقارير وردت في صحيفة “الاقتصادية” السورية.
ويُذكَر أنَّه أسَّس شركةً لاستيراد الأغذية وتصديرها عام 1988، ثم انتقل إلى مجالات النقل والإسمنت والمقاولات، وتوسَّع في دولة الإمارات.
وقال بعض قادة المعارضة السورية إنَّ فوز استخدم دبي كمركزٍ تجاري، ما مكَّنه من إقامة علاقاتٍ مع إيران حليفة نظام الأسد. لكنَّ مراقبين في دمشق قالوا إنَّه يتقرَّب الآن من رجال أعمال في العاصمة الروسية موسكو، في الوقت الذي تُصعِّد فيه روسيا جهودها للاستثمار في سوريا.