الولايات المتحدة تدفع لإجراء تغييرات في الأتفاق النووي الإيراني
ضغط المسؤولون الأمريكيون في فيينا على الحلفاء الأوروبيين لإجراء تغييرات في الأتفاق النووي الإيراني، حيث أنهى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أسبوعًا مضطربًا في الداخل قد يكون له تداعيات كبيرة على الاتفاقية الدولية لتقييد برنامج طهران النووي.
ترتيبات ترامب للتصدي لأتفاق النووي الإيراني
وبحسب شبكة “سي أن ان” الأمريكية أن ترامب شرح سبب اقالته لوزير الخارجية ريكس تيلرسون واستبداله بمايك بومبيو بسبب عدم اتفاقهما بشان الاتفاق النووي الإيراني، بينما يتفق هو وبومبيو ولديهما تفكير مماثل.
ويقول المراقبون والمحللون ومسؤولو الإدارة الأمريكية ودبلوماسيون في إيران، إن إيران علي يقين تام بمسار الاتفاق ومستعدون لأي تحول بعد أشهر من تهديدات ترامب بإلغاء الاتفاق.
ومن المتوقع أن يتم إجراء التغييرات بحلول الثاني عشر من مايو، وهو الموعد النهائي التالي لترامب لرفع العقوبات المفروضة ضد إيران وهو التاريخ الذي حدده لحلفاء الولايات المتحدة لإجراء تغييرات على خطة عمل اللجنة المشتركة وتحديد العيوب بالاتفاق.
ويقول مسؤولين أمريكيين “ان ترامب سيكون سعيد إذا لم يعالج الحلفاء العيوب لأنه سيقوم بإلغائها”.
انتقادات داخلية وعالمية
وأوضحت الشبكة أن الغاء الاتفاق النووي الإيراني سيثير انتقادات في واشنطن وفي الشرق الأوسط وستثير استياء قادة عسكريين امريكيين يرون ان الاتفاق من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة وسيتسبب الغاء الاتفاق أيضا في توترات العلاقة مع أوروبا.
ويري المحللون أن الغاء الاتفاق لن يقوض فقط مصداقية الولايات المتحدة، وأنما سيؤكد أيضا صحة المزاعم الإيرانية بإن الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها ما يجعل كوريا الشمالية لا تتخلي عن برنامجها النووي.
وقال جيمس كارافانو، نائي رئيس مؤسسة هيريتيج “أعتقد أن ترامب لا يهتم بشيء سوي الغاء الاتفاق وانه اتخذ قراره بالفعل دون الاهتمام بقرار الحلفاء الأوروبيين”.
وقال أحمد مجيدار ، مدير المشروع الإيراني في معهد الشرق الأوسط ، “ان خروج تيلرسون وتعيين بومبيو يجعل من المرجح أكثر أن إدارة ترامب ستتخلي عن الاتفاق الإيراني، وهي بالفعل معلقة بخيط رفيع ومع تواجد بومبيو من المؤكد أن ترامب سيلغي الاتفاق”.
استمرار المحادثات
وأشار فريق من المسؤولين الأمريكيين في فينا إلي أن المحادثات حول الاتفاق لم يغلق الأمر بالكامل.
وقال بريان هوك مدير التخطيط السياسي بمجلس الأمن القومي “يمكننا العمل في إطار الاتفاق النووي الإيراني على فرض تطبيقه بصرامة ، بينما نعمل على جميع الجوانب خارج البرنامج النووي الإيراني والتهديدات المتمثلة في إيران”.
وأشار هوك إلي ان المخاوف الأمريكية بسبب الصواريخ البالستية لطهران ووجودها في لبنان ودعمها لحزب الله والهجمات الإلكترونية والاستفزازت العدوانية البحرية، بالإضافة إلي قوات الحرس الثوري الإيراني التي تتسبب في زعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وأضاف هوك ان القضايا التي يريد ترامب تعديلها داخل الاتفاق تسمي ببنود غروب أو البنود التي تنتهي بعد سنوات من الاتفاق وإمكانية ارفاق اتفاق تكميلي للاتفاق الصلي لمعالجة اوجه القصور في الاتفاق النووي وعمل علي ذلك المسؤولون الأمريكيون في فينا لتأمين اتفاق تكميلي لمعالجة اوجه القصور في الاتفاق النووي الإيراني.
ويؤكد المسؤولون الأوروبيون أنهم لديهم نفس مخاوف الولايات المتحدة ، ويؤيدون الولايات المتحدة ، خاصة فيما يتعلق بأخذ تدابير بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية.
ترامب لن يتنازل
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لشبكة “سي إن إن”: “الرئيس أوضح وجهة نظره بأن إيران حصلت علي الكثير في مقابل القليل، ولن يتنازل عن عقوبات اخري مقابل الاستمرار في الاتفاق النووي الإيراني”.
وأضافت الشبكة ان القادة العسكريون الأمريكيون من بينهم وزير الدفاع جيمس ماتيس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دونفورد ، والجنرال جوزيف فوتيل ، قائد القيادة المركزية الأمريكية ، جميعهم يعتقدون أنه من ضمن المصالح الأمنية الأمريكية أن يظلوا في الأتفاق .