الولايات المتحدة تخاطر بفقد هيمنتها علي الساحة الدولية سياسياً واقتصادياً
أكد مسؤولون أمريكيون سابقون كانوا بوزارة الخارجية وعملوا علي صياغة الاتفاق النووي لعام 2015، أن الولايات المتحدة تخاطر بفقد هيمنتها العالمية ودورها المركزي علي الساحة الدولية سياسياً واقتصادياً، بعد اختلافها مع حلفائها والقوي الكبري الأخري التي تعارض قرار انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة علي إيران، وفقاً لمجلة “نيوز ويك” الأمريكية.
عقوبات جديدة علي إيران
ومن المتوقع ان تفرض الولايات المتحدة يوم الاثنين دفعة جديدة من العقوبات علي إيران بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الأتفاق النووي لعام 2015 في مايو الماضي، وقد يؤثر ذلك علي إيران والشركات الأوروبية والدولية الأخري، وسيكون القرار سبب لمزيد من الانقسام بين إدارة ترامب والاتحاد الأوروبي الذي يستمر في تعهده بالالتزام بالاتفاق.
روسيا والصين مستفيدين من انقسام أمريكا وحلفائها
وعندما سألت مجلة “نيوزويك” ما إذا كان بإمكان منافسي الولايات المتحدة الصينيين وروسيا الاستفادة من هذا الانقسام ، قال النائب المنسق التنفيذي للشؤون النووية الإيرانية السابق لمنصب نائب وزارة الخارجية الإيرانية التنفيذيين في الشؤون النووية الإيرانية جاريت بلان “نعم”.
وقال بلان “هذا ليس سلوكًا استراتيجيًا ، فنحن جميعًا على الخريطة ، وليس لدينا قائمة بالأولويات ، فنحن لا نربط المسألة أ بإصدار ب “.
المحافظين الأمريكيين والإيرانيين لا يقبلوا الاتفاق النووي
وأضافت المجلة أن الاتفاق النووي المعروف رسمياً باسم خطة العمل المشترك الشاملة، هو خطة لكبح إنتاح إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات، وتم التوصل إلى اتفاق بين إدارتي الرئيس السابق باراك أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني في يوليو 2015 ، وانضمت الولايات المتحدة وإيران إلى الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة في توقيع الاتفاقية.
ولكن الصفقة كانت صعبة على كل من المحافظين الأمريكيين والإيرانيين. واتهم ترامب طهران باستخدام تخفيف العقوبات لتمويل الجماعات المسلحة وتعهد بالغاء الصفقة إذا لم تتم إعادة التفاوض بشأن شروطها وهو أمررفضته إيران وقالت “أنه غير ممكن”.
القطاعات الإيرانية المتأثرة من قرار ترامب
ويصادف يوم الاثنين المقبل هو اليوم الـ 90 منذ أن تخلى ترامب عن الصفقة وأول مهلة زمنية حددتها إدارته، وتشمل القطاعات الإيرانية التي تاثرت بقرار ترامب العملة الإيرانية وبيع المعادن وصناعة السيارات والطيران، ومن المقرر تحديد الموعد النهائي الثاني عند 180 يومًا، وهو الرابع من نوفمبر وستلحق هذه العقوبات الضرر بصادرات إيران من النفط بهدف معلن هو تخفيضها إلى الصفر.
تكتيكات ترامب تنفر الحلفاء
وحذر ريتشارد ابفيو ، نائب المنسق الرئيسي السابق لسياسة العقوبات في وزارة الخارجية وخبير العقوبات الرئيسي لفريق الولايات المتحدة الذي يتفاوض مع إيران ، من أن احتمالية منع سوق النفط الإيراني بالكامل غير محتملة إلى حد كبير، و حذر من أن تكتيكات إدارة ترامب القاسية يمكن أن “تنفر” الحلفاء الأوروبيين الذين أصبحوا محبطين بشكل متزايد من هيمنة الولايات المتحدة على النظام المالي العالمي.
أمريكا والحلفاء منقسمون في العديد من القضايا
ولفتت المجلة إلي أن الصفقة الإيرانية ليست القضية الرئيسية الوحيدة التي انقسم فيها ترامب بوضوح مع حلفائه الأوروبيين، فهناك قضية منظمة التجارة العالمية ضد التعريفات التي تشمل الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا ، فضلاً عن جيران الولايات المتحدة كندا والمكسيك، وأعلنت هذه الدول إجراءات انتقامية من المقرر أن تكون تكلفتها المليارات من الدولارات الأمريكية.
كما أثار ترامب ضجة كبيرة في اجتماع حلف الناتو العسكري في الشهر الماضي ، عندما دعا الحلفاء إلى إنفاق المزيد على الدفاع ووجه انتقادات دولية في العام الماضي لقراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ، مما أثار موجة الاضطرابات الفلسطينية ، والانسحاب من اتفاقية باريس المناخية