الهجوم علي ناقلة النفط السعودية يزيد المواجهة بين واشنطن وطهران
وصفت صحيفة “هآرتس” العبرية الهجوم علي سفينة النفط السعودية بالهجوم الغامض، واعتبرت ان الحادث يزيد من الأجواء الساخنة بين الولايات المتحدة وإيران، وتخشي واشنطن هجوماً إيرانياً علي القوات في العراق ويقول السياسيون الإسرائيليون ان الكقاح ضد التواجد الإيراني في سوريا اثبت نجاحه ولكن الجيش مازال متشككاً.
وأشارت الصحيفة إلي أن الهجوم علي حادثة النفط السعودية لم يلقي تغطية إعلامية جيدة وكانت قليلة نسبية، ولكنها جذبت اهتمام منظمات الاستخبارات في المنطقة ومنظمات صناعة النفط.
تعرضت ناقلة نفط ضخمة تحمل شحنة نفط من السعودية متجهة إلى مصر لأضرار جراء هجوم صاروخي من مضيق باب المندب الشمالي في البحر الأحمر، أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن ، المسلحين والممولين من قبل إيران ، وهم المسؤولين عن الهجوم، وحدث ذلك في أعقاب تبادل متجدد للتهديدات بين الولايات المتحدة وإيران ، وهو ما قد يؤذي سوق النفط.
واوضحت الصحيفة أن ناقلة النفط كانت ترفع العلم السعودي وتقوم بنقل حوالي مليوني برميل من النفط إلي مصر، وتعرضت لقصف بالصواريخ بالقرب من ميناء الحديدة في اليمن، حيث تخوض المملكة العربية السعودية والإمارات العربية السعودية هجوما ضد الحوثيين في اليمن ، واعلنت السعودية وقف شحنات النفط في البحر الأحمر حتي يتم تسوية الموقف، ويعد البحر الأحمر ثالث ممر شحن الأكثر أهمية، ولكن الأكثر أهيمة في والمرتبة الأولي هو مضيق هرمز.
ولفتت الصحيفة إلي ان الحادث وقع في خضم نزاع متوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقيادة الإيرانية ، والذي هدد فيه الإيرانيون بتعطيل شحنات النفط الدولية إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات تضر بصناعة النفط الإيرانية، واتهم قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني ، الجنرال قاسم سليماني ، المملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة الماضية بالمسؤولية عن الظروف “غير الآمنة” في البحر الأحمر.
بينما يركز الصراع الإسرائيلي مع الإيرانيين بشكل رئيسي على الأحداث في سوريا ، في ضوء نجاح نظام الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية، ويرفعالعلم السوري مجدداً عند معبر القنيطرة في مرتفعات الجولان يوم الخميس، ويقترب الأسد من إعادة فرض سيطرته على مرتفعات الجولان السورية، وفي هذه الأثناء استمر القصف المكثف من قبل الجيش السوري والقوات الجوية الروسية على المواقع الأخيرة التي يحتلها المتمردون المدعومون من تنظيم داعش في الركن الجنوبي الغربي من الجولان السوري.
وتستعد إسرائيل للعودة الكاملة لقوة الأمم المتحدة للمراقبة ، وهي قوة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك ، في الجولان عندما يستقر الوضع على الجانب السوري.
وأضافت الصحيفة أن الساسة في إسرائيل كانوا متفائلين في عطلة نهاية الأسبوع حول إمكانية تطبيق التفاهمات الأساسية مع روسيا ، كما توصل إليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الروسي ورئيس أركان الجيش الأسبوع الماضي، وهي إعادة إبرام اتفاقية فصل القوات لعام 1974، والتزام روسيا بإبقاء الإيرانيين والميليشيات الشيعية على بعد 100 كيلومتر من الحدود مع الجولان الإسرائيلية.
وتعتقد الحكومة الإسرائيلية أن إسرائيل كانت حتى الآن ناجحة للغاية في كفاحها لوقف الإيرانيين في سوريا، وكان الضغط الإيراني على الرئيس السوري بشار الأسد سيسمح لهم بإنشاء مطار وميناء بحري تحت سيطرتهم على ما يبدو دون جدوى، و تم تأجيل خطة إيرانية لنشر ميليشيا شيعية كبيرة في سوريا ، تضم عشرات الآلاف من المقاتلين ، بعد أن قُصفت إحدى قواعد المليشيا المقصودة، وفي هذه الأثناء تعمل حكومة الحريري في لبنان على وقف بناء خطوط التجميع لإنتاج صواريخ دقيقة ، في أعقاب الضغط الأمريكي القائم على افتراض استخباراتي دقيق.
بينما تستمر إيران في جهودها في سوريا لنشر أنظمة مضادة للطائرات وصواريخ أرض-أرض متوسطة المدى وطائرات بدون طيار على مسافة بعيدة من الحدود، وستواصل إسرائيل الضغط على روسيا بسبب هذه الأسلحة ، على أمل أن تمنع الإيرانيين من الحصول على موطئ قدم في سوريا، وفي أوائل يونيو شهد فشل حركة قامت بها روسيا لإبعاد حزب الله عن الحدود بين سوريا ولبنان ، من أجل الحد من تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، وواجه وصول القوات الروسية عند الحدود مقاومة من حزب الله وقام الروس بإجلاء قواتهم.
وينطوي مطلب إسرائيل الفوري من روسيا على إبعاد إيران والميليشيات على بعد 100 كيلومتر من حدود الجولان الإسرائيلية، وقد وعدت موسكو بالعمل على إزالة الإيرانيين عندما يتم استعادة الجولان السورية بالكامل، وتناقشت القضية أيضا في اجتماع ترامب بوتين في هلسنكي منذ أسبوعين.
وعلي الرغم من تفاؤل السياسيين الإسرائيليين في هذا الشأن ، فإن جيش الدفاع الإسرائيلي أكثر تشككًا ، ويخشى من أنه بمرور الوقت ، سيخترق الإيرانيون الاتفاقية ولن يفرضها الروس.