النصر المزعوم علي داعش حول جزء كبير لأرض قاحلة مع تجاهل الإعلام للخسائر البشرية
نشر موقع “الاشتراكي العالمي” تقريرا تحت عنوان “بينما تشيد واشنطن بالنصر علي داعش تتجاهل وسائل الإعلام الخسائر البشرية الكبيرة”، مشير إلى إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتصار على تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وبحسب الموقع، ترامب تباهى وتفاخر في خطبته اليمنية أمام مؤيديه في ولاية ميشجان بالقضاء علي خلافة داعش بنسبة 100%، وفي الأسبوع الماضي عرض خرائط على الصحفيين قبل وبعد خلافة داعش في سوريا والعراق.
ولفت الموقع إلى إرسال وسائل الإعلام الأمريكية مراسليها إلى قرية الباغوز بشرق سوريا التي كانت آخر معقل لداعش في سوريا، واعترف احد مراسلي شبكة “أن بي سي” بإنهم قاموا بتطهير المنطقة قبل وصولهم ونقلوا جميع الحثث.
أصدر البنتاجون تقريراً يوم الخميس زعم فيه أن إجمالي عدد المدنيين الذين قتلوا في كل من العراق وسوريا 34038 شخصاً، وعدد الأشخاص الذين قتلوا جراء الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ما بين شهر اغسطس عام 2014 إلى فبراير عام 2018 بلغ 1250 شخص فقط.
بينما أشارت شركة ” Airwars” إلى أن عدد الخسائر البشرية في صفوف المدنين وصلت إلى 30 الف حالة وفاة خلال الحرب، في حين اصدرت وكالة “أسوشيتدبرس” الأمريكية تقريراً حول حصار مدينة الموصل منذ ما يقرب من عامين وأكدت مقتل 3200 مدني نتيجة الغارات الجوية الأمريكية والقصف المدفعي وقذائف الهاون من قبل البنتاجون، وقدرت تقارير موثوقة أخرى عدد القتلى في الموصل بأكثر من 10 آلاف مدني، بينما قال مسؤول من وكالة الاستخبارات الكردية العراقية ، التي تعتبر واحدة من أكثر المصادر الموثوقة في الشرق الأوسط ، إن ما يصل إلى 40 ألف شخص ذبحوا.
وفي الوقت نفسه قدرت ” Airwars” أن 1500 شخص قتلوا من المدنيين جراء هجمات التحالف الجوية والمدفعية ما بين شهري يونيو وأكتوبر لعام 2017 في مدينة الرقة السورية، واكتشفت مقابر جماعية في سوريا كان بها 2500 شخص ويعتقد أنهم ضحايا الحصار الأمريكي، ومازال هناك الآلاف الآخرون مدفونين لم يعرف عددهم بعد.
وأضاف الموقع أن بجانب قتل المدنيين في سوريا والعراق إلا أن مساحات كبيرة في شمال وغرب العراق وشمال وشرق سوريا في حالة دمار كامل جراء حملة القصف الأمريكية، دمر في العراق حوالي 130 الف منزل بجانب تدمير 90% من المستشفيات المدنية وعشرات المدارس، وقدرت الأمم المتحدة أن يوجد حوالي 8 ملايين طن من الأنقاض والحطام التي يجب إزالتها قبل البدء في عملية ترميم المدينة، وقد تستغرق المهمة مع تخصيص الموارد والمعدات الآن تقريباً 10 سنوات..
ما زال حوالي مليون عراقي مشرد داخليا من الموصل ومدن أخرى مثل تكريت والفلوجة والرمادي التي هدمت إلى حد كبير بسبب حملة داعش، والكثير منهم في معسكرات ويتعرضون لوحشية قوات الأمن العراقية والمليشيات الطائفية ، حيث يتعرض الرجال للتعذيب والإعدام، والنساء يتعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسي.
والظروف في الرقة لم تكن الأفضل حيث تشير التقديرات إلى تدمير حوالي 30 الف منزل بالكامل و25 الف منزل هدم أجزاء منه، ووصف الأمين العام لمنظمة العفو الدولية كومي نايدو الدمار في سوريا خلال زيارته لها في أكتوبر الماضي بـ” بالدمار المروع” و “الدمار الإنساني”، وقال “ان ما رأيته في الرقة صدمني بشدة حتي إصابني في نخاع جسدي”.
وأضاف: المدينة عبارة عن مباني تعرضت للقصف، ومياه جارية وكهرباء قليلة للغاية ورائحة الموت بالهواء في كل مكان، وأي شخص مازال قادر علي العيش هناك يتحدي المنطق.
ويقول الموقع “بينما تفتخر واشنطن بهزيمتها الأخيرة علي داعش ، فإن الحقيقة هي أن الميليشيات الإسلامية كانت وحش الإمبراطورية الأمريكية فرانكشتاين، لقد نشأت كفرع من تنظيم القاعدة ، الذي رعته بنفسها وكالة الاستخبارات المركزية أثناء الحرب المدبرة من قبل الولايات المتحدة للإطاحة بالحكومة المدعومة من الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، لقد تم تزويرها في حرب العدوان الأمريكي على العراق والتي أدت إلى مقتل ما يقرب من مليون عراقي ، ثم استخدمت في حرب 2011 للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، ثم تم تحويل المقاتلين والأسلحة بمساعدة وكالة المخابرات المركزية إلى الحرب من أجل تغيير النظام في سوريا”.
ويشير الموقع إلى أن ميزانية البنتاجون المقترحة لعام 2020 تتضمن مبلغ 300 مليون دولار لتسليح ودعم شركاء المعارضة السورية الذين تم فحصهم بعناية ، بالإضافة إلى 250 مليون دولار لدعم متطلبات أمن الحدود في سوريا.
تهدف واشنطن إلى استغلال مجال نفوذها في شمال شرق سوريا ، والسيطرة على المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط والغاز في سوريا واستخدام سوريا كقاعدة لإعداد هجوم عسكري على إيران.
لقد حول النصر المزعوم على داعش جزءًا كبيرًا من المنطقة إلى أرض قاحلة، مما أوجد ظروفًا للانفجارات الاجتماعية، حتى مع استعداد الإمبريالية الأمريكية لشن حرب أوسع وأكثر دموية في الشرق الأوسط.