المواجهة الأمريكية الإيرانية نحو حرب لا انتصار فيها
نشرت صحيفة “التايمز” مقالا كتبته، بارتريك كوبرن، يقول فيه إن الولايات المتحدة “تسير بلا هداية نحو حرب لا انتصار فيها”.
ويقول كوبرن إن حربا بين الولايات المتحدة وإيران أصبحت محتملة بعدما استبدل ترامب “صقور البيت الأبيض بصقور أقوى وأشد”. فمستشار الأمن القومي الجديد، جون بولتون، دعا إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني ويدعم تغيير النظام في طهران.
ووصف وزير الخارجية الجديد، مايك بومبيو، الاتفاق بأنه كارثي. وتعهد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه لن يقبل باتفاق أجريت عليه تعديلات تجميلية، مثلما اقترحته دول أوروبية.
ويرى الكاتب أن الاتفاق أصبح لاغيا في الواقع. وأن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران قد يحدث اضطرابا في الشرق الأوسط. فقد ارتفعت أسعار النفط بسبب مخاوف من قطع إمدادات إيران.
ويضيف أن المنهجية التي يتبناها كبار الصقور في البيت الأبيض شبيهة بتلك التي تبنوها قبيل غزو العراق عام 2003. ولكنهم، حسب كوبرن، لا يعرفون حقيقة ما يدعون إليه.
ويعتقد أن الولايات المتحدة في حالة أضعف حاليا مما كانت عليه قبل وصول ترامب إلى السلطة. فهي منقسمة سياسيا ولا تجد عددا كافيا من الحلفاء وبالتالي فليس باستطاعتها السيطرة على مجريات اللعب.
ويذكر الكاتب مثالين عن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، إذ زار ترامب السعودية في مايو/ آيار الماضي وأعلن دعمه الكامل لحكامها وحمل إيران مسؤولية الاضطرابات في المنطقة، ولكن تبين فيما بعد أن هدف السعودية والإمارات لم يكن إيران وإنما دولة قطر الصغيرة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تليرسون، أعلن في يناير/ كانون الثاني أو الولايات المتحدة ستبقي قواتها في سوريا بعد سقوط تنظيم الدولة الإسلامية وستعمل على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وتقليص النفوذ الإيراني. وتبين بعدها أن التصريحات كانت مجرد طموح، وأن الميدان كان للقوات الروسية والتركية.