المكسيك تتطلع لمساعدة من دول أخرى في وقف تدفق المهاجرين إلى أمريكا
قال مسؤولون ان المكسيك والولايات المتحدة قد تتخذان خطوات إضافية الشهر المقبل لتقييد تدفق المهاجرين غير الشرعيين من دول أمريكا الوسطى، وذلك في ظل التهديد الذي تواجهه مكسيكو سيتي بفرض رسوم جمركية على منتجاتها إذا لم تبذل ما يكفي لتحقيق مطالب واشنطن.
وقال وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرارد ليل الإثنين/الثلاثاء أنه ربما يتطلب الأمر الحصول على مساعدة من البرازيل وبنما وغواتيمالا إذا فشل اتفاق جرى الإعلان عنه الأسبوع الماضي بين واشنطن ومكسيكو سيتي في تقليل أعداد المهاجرين الوافدين إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك.
وساهم الاتفاق الذي تم التوصل له يوم الجمعة الماضي في تلافي فرض رسوم جمركية أمريكية على جميع السلع المكسيكية، وهي الرسوم التي سبق وتوعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرضها إذا لم تبذل المكسيك المزيد من الجهد للحد من الهجرة.
وتقول إدارة ترامب أنها قد تطبق الرسوم الجمركية إذا رأت أن المكسيك لم تبذل ما يكفي. وأمس الأول أبلغ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الصحافيين بأن واشنطن تتوقع رؤية نتائج في غضون أربعة إلى ستة أسابيع.
ويعني الاتفاق المبرم بين البلدين الأسبوع الماضي أن المكسيك ستوسع برنامجا يتعين بموجبه أن يبقى المهاجرون الذين يطلبون اللجوء في الولايات المتحدة في المكسيك حتى تنتهي عملية نظر طلباتهم. كما تعهدت المكسيك بتعزيز التواجد الأمني على حدودها الجنوبية مع غواتيمالا بنشر 6000 عنصر من قوات الحرس الوطني.
وكان من نقاط الخلاف الرئيسية في محادثات الأسبوع الماضي طلب الولايات المتحدة إعلان المكسيك «دولة ثالثة آمنة» لطالبي اللجوء، وهو ما يتطلب تقديمهم طلب للجوء في المكسيك إذا مروا عبر البلاد في طريقهم إلى الولايات المتحدة.
ورفضت المكسيك هذا الطلب، لكن إيبرارد كشف أن هذا الطلب قد يطرح مرة أخرى على طاولة المفاوضات، إذا لم تستطع المكسيك وقف تدفق المهاجرين المتجهين إلى الحدود الأمريكية.
وقال للإذاعة المكسيكية «إذا لم نحصل على نتائج مما نقوم به (خلال 45 يوما)، سنبدأ محادثات حول ما يريدون، وهو أن تصبح المكسيك بلدا ثالثا آمنا». وأضاف ان هذه الخطوة تتطلب من الحكومة المكسيكية التشاور مع مجلس الشيوخ بشأن كيفية المضي قدما فيها.
وقال ترامب بعد ظهر الإثنين ان المكسيك ستعلن قريبا «جزءا لم يُكشف عنه» من الاتفاق الذي سيتعين أن ينال موافقة الكونغرس المكسيكي. ولم يقدم المزيد من التفاصيل. وأضاف في حديث إلى الصحافيين في البيت الأبيض «يجب أن يحصلوا على موافقة وسيحصلون على موافقة. إذا لم يحصلوا على موافقة فسيتعين علينا التفكير فيما يتعلق بالتعريفة الجمركية أو أيا كان».
وارتفعت الأسهم الأمريكية مساء الإثنين بعد الاتفاق، مما حد من المخاوف من تأثير حرب تجارية جديدة على الاقتصاد العالمي. وارتفع البيزو المكسيكي بأكثر من اثنين في المئة مقابل الدولار.
وقال إيبرارد أنه إذا لم تستطع المكسيك احتواء سيل المهاجرين، فربما يتطلب الأمر إشراك بلدان أخرى فيه. ويمر طالبو اللجوء من السلفادور وهندوراس أولا عبر غواتيمالا عندما يفرون من بلادهم، بينما يسافر القادمون من كوبا وهايتي جوا أولا إلى بنما قبل التوجه إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك. وعادة ما يسافر المهاجرون من دول أفريقية إلى البرازيل قبل القيام بالرحلة الشاقة شمالا.
وقال إيبرارد «إذا لم تنجح الإجراءات التي نقترحها، فيجب أن نتشاور مع الولايات المتحدة ومع دول أخرى، مثل غواتيمالا وبنما والبرازيل». وأضاف «إذا كان يتعين علينا المشاركة في نموذج إقليمي مثل النموذج الذي وصفته للتو، فسيتعين علينا تقديم ذلك إلى الكونغرس».
ولم يخض الوزير في تفاصيل، لكنه طرح فكرة أنه قد يتعين على طالبي اللجوء الحصول على حق اللجوء في أول بلد يصلون إليه بعد مغادرة وطنهم.