المسماري: عملية طرابلس تستهدف الإرهابيين
أكد المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن عملية طرابلس العسكرية تستهدف الإرهابيين، مشيرا إلى أنها منفصلة عن العملية السياسية التي تجري برعاية الأمم المتحدة.
وقال المسماري في مؤتمر صحفي: “في ديسمبر 2018 خرج أهالي طرابلس يطالبون بجيش، وقال لهم القائد (المشير خليفة حفتر) إن صوتهم مسموع، واليوم نؤكد أننا ما زلنا نسمع هذا الصوت وما زال فاعلا، ومازال يحرك فينا الواجب الوطني المقدس، لتطهيركم وتأمينكم من العصابات الإجرامية والإرهابية، والمليشيات التي استولت على الأركان الرئيسية في العاصمة”.
وأضاف: “القائد العام (حفتر) أكد أن هذه المعركة هي ضد الإرهابيين بصنوفهم، داعش والقاعدة والإخوان وغيرهم، وهي معركة مستمرة حتى النهاية، وبالتالي فإن القوات المسلحة أتت لتطهير المنطقة من الإرهاب، كما فعلت في بنغازي والهلال النفطي ودرنة، وهي الآن أمام المهمة الرئيسية في الغرب الليبي”.
وشدد المسماري على أن الجيش الوطني الليبي منح الميليشيات في طرابلس 3 خيارات “لتكون آمنة”، هي “رفع الراية البيضاء لقادة الميليشيات، وتسليم المسلحين لأسلحتهم، وأن يلتزم المتهمون بالانتماء إلى الميليشيات أو الدواعش، أو المتعاطفين معها، بيوتهم”، مشيرا إلى أن الخيار الرابع في حال لم يلتزموا بهذه الحلول، هو “البندقية”.
واسترسل قائلا: “نقدم هذه الخيارات في إطار احترامنا لكل المبادئ الإنسانية، التي أكدت عليها الشريعة الإسلامية، أو العادات والتقاليد الليبية، أو القوانين الدولية الإنسانية، أو اتفاقيات جنيف، وذلك لتفادي سفك المزيد من الدماء”.
وتطرق المسماري أيضا لوضع البعثات الدبلوماسية والأجانب في طرابلس، قائلا: “في كلمة القائد العام، قال إن البعثات الدبلوماسية، أي ضيوف ليبيا، ومقراتهم ومقرات المؤسسات والهياكل الرئيسية للدولة الليبية، هي أمانة في عنق القوات المسلحة، لذا عليكم أيها الجنود أن تضربوا مثلا في الإنسانية والقوة والشجاعة، في الوقت الذي يتطلب القوة والشجاعة”.
وعلى الصعيد الميداني، أكد المسماري أن قوات الجيش الليبي دخلت مدينة غريان في الواحدة ليلا، “بترحيب كبير من الأهالي”، لافتا إلى أنه “قبل وصول القوات، قامت مجموعات تابعة لـ(رئيس ما يعرف بالمجلس الرئاسي) فايز السراج، بدفع عصابات إرهابية مسلحة للوصول إلى غريان لمواجهة قوات الجيش في هذه المنطقة، مستخدمين دروعا بشرية”.
وأوضح أن هذه القوات هي “مجموعات تم تجميعها بشكل سريع، وتمكنت وحدات الجيش المسلحة وغرفة عمليات غريان والأصابعة من التصدي لها وأرجعتها للخلف، حتى تجمعت في منطقة العزيزية”.
وأشار إلى أنه: “بعد تأمين غريان بالكامل من خلال أهلها، وصلت قواتنا إلى منطقة الهيرة، وهي تستعد الآن لتنفيذ الخطة (ب) من العمليات العسكرية”.
وبيّن أن الهدف من هذه العمليات كلها هو طرابلس، وبالتالي “نحيي أهالي غريان والأصابعة وكل المناطق، لانتمائهم للوطن واختيارهم للوطن ولانحيازهم الكامل لقواتهم الليبية”.
وشدد على أن الجيش الوطني الليبي هو “جيش مدرب تدريبا راقيا وخاض حروبا قاسية جدا”، مؤكدا أن جنوده “لديهم تعليمات ومدربين على كيفية التعامل مع المدنيين والأهالي، للحفاظ على ممتلكاتهم وأرواحهم، وتأمين الشوارع والأماكن الرئيسية”.
عملية عسكرية منفصلة عن المسار السياسي
وتطرق المتحدث باسم الجيش الليبي، إلى موعد العملية العسكرية، الذي جاء قبيل انطلاق “المؤتمر الجامع”، قائلا: “نحن مع المؤتمر و(المبعوث الدولي إلى ليبيا) غسان سلامة يعلم ذلك، وسنعمل على تأمينه وتوفير البيئة الحقيقية لإنجاح أي مبادرة تخرج عنه، ولكن يجب الفصل بين الحرب على الإرهاب والجريمة، والعمل السياسي”.
واستطرد: “لا علاقة للجيش أو للعملية القائمة الآن بالسياسة، نثق في أن المجتمع الدولي سيريد هذه العمليات العسكرية لأنه ملّ من أكاذيب وخداع وتضليل الفئة الباغية، التي بغت على الشعب”.
وأشار في حديثه إلى البيان الذي أطلقه السراج وإعلانه حالة النفير العام، قائلا: “صدر بيان من فايز السراج، رئيس ما يعرف بالمجلس الرئاسي، يستنجد بالأمم المتحدة ويعلن حالة النفير، لماذا لم تعلن حالة النفير عندما استنجدت فتاة طرابلسية حرة برجل ينقذها من الإرهابيين؟، لماذا لم تعلنها ضد الذين يقومون بالاستيلاء على المصارف وضرب الناس أمام المصارف والاعتداء على المتظاهرين في طرابلس؟”.
وأضاف: “ثانيا ما هي القوات التي لديك لتفهم معنى النفير وواجباته؟.. كنا نتوقع أن السراج سيصمت على الأقل ليستفيد من تقدم القوات المسلحة للقضاء على الميليشيات والعصابات وداعش والقاعدة والإخوان، وغيرهم، لنقضي على هؤلاء، لتكون هناك أرضية وبيئة مهيأة بشكل جيد لأي عمل مدني سياسي”.
وتابع: “نحن في بنغازي وجدنا صناديق اقتراع تابعة للمؤتمر الوطني العام في مزرعة للإرهابيين لم تُفتح. هذه الميليشيات التي سيطرت على طرابلس التي تمثل ثلث سكان ليبيا، لم تسمح للطرابلسيين بالانتخابات أو تعليق اللافتات الخاصة بالانتخابات، أو للأمم المتحدة بأي إجراء سلمي، لكننا سنعلم السراج وزمرته الفاسدة معنى كلمة النفير”.
وقال المسماري: “كنا نأمل في أن يكون لك موقف، خاصة بعد أن وصلت القوات إليك، كنا نأمل أن تكون لك خطوات جريئة وشجاعة كما يتخذها الرجال من أجل إنقاذ مسيرة العمل السياسي والمؤتمر الجامع القادم وغيرها من المبادرات. كنا نأمل أن تكون واع ومدرك لأهمية الأمن والسلامة أولا، حتى يتمكن الرئيس من مجاراة الواقع السياسي الداخلي والخارجي”.
واختتم: “لكن أنت لا تمثل نفسك ولا تمثل إلا زمرة فاسدة من الإرهابين المتغلغلين في المجلس الرئاسي، والمتغلغلين في مؤسسات الدولة ومفاصلها. انتهت اللعبة وهذا أمر صدر ولا رجعة فيه، ولم نتعود في القيادة على التراجع عن الأوامر العسكرية الضاربة للإرهاب”.