المسلحون في إدلب شنوا حملة اعتقالات لمنع أي مصالحة مع دمشق
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بأن مسلحي “جبهة النصرة” والتنظيمات المرتبطة بها احتجزوا في إدلب السورية عشرات الأشخاص الذين يتهمونهم بالرغبة في المصالحة مع الحكومة السورية.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته أمس عن ناشط محلي طلب عدم الكشف عن اسمه قوله إن المسلحين أقاموا مشنقة في إحدى ساحات مدينة حارم، بهدف إظهار نيتهم في إعدام “الخونة” الراغبين في التفاوض والمصالحة مع دمشق.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسلحي “هيئة تحرير الشام” المسيطرة على نحو 60% من أراضي المحافظة والتي تشكل “جبهة النصرة” الإرهابية عمودها الفقري يحاولون بذلك منع أي مفاوضات بين الفصائل المسلحة وممثلي الحكومة على غرار تلك التي أجريت في مناطق أخرى من سوريا.
وذكرت الصحيفة أن حملة الاعتقالات طالت عشرات الأشخاص المتهمين بـ”الإقرار بهزيمتهم” والتفاوض مع ممثلي الحكومة، ومورس التعذيب بحق بعض المحتجزين في سجون المسلحين السرية، ما يزرع الرعب بين سكان المنطقة.
وأكد شهود عيان أن طبيبا محليا احتجز في منزله تحت غطاء الليل مؤخرا، كما اعتقل بائع فستق بأيدي مسلحين ملثمين في الشارع.
وقال أحد شهود عيان: “تمشي في الشارع وتأمل أن يكون كل شيء على ما يرام.. والجميع مذعورون هناك ولا يريدون التحدث”.
وأشار التقرير إلى أن المراقبين والسكان المحليين يحملون “هيئة تحرير الشام” غالبا المسؤولية عن هذه الاعتقالات، مؤكدين في الوقت نفسه أن عشرات الأشخاص في المحافظة احتجزوا بأيدي المسلحين المدعومين تركيا.
وأوضح مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” فضل عبد الغني للصحيفة أن “هيئة تحرير الشام” تستخدم أيضا هذه الاعتقالات للقضاء على خصومها الإقليميين ومنتقديها.
من جانبه، أعلن طبيب محلي للصحيفة عن اعتقال عدد من زملائه في المحافظة، مشيرا إلى أن الأطباء شريحة اجتماعية مثقفة ترفض التطرف.
وأفادت مؤسسة “JAN Violations” الحقوقية بأن لدى “هيئة تحرير الشام” خمسة سجون على الأقل في المحافظة يتعرض المحتجزون في بعضها للتعذيب، مضيفة أن “الهيئة” ركبت عشرات كاميرات المراقبة لمتابعة تحركات المدنيين في مدينة إدلب.
وذكر المتحدث باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة تركيا، ناجي أبو حذيفة، أن الاعتقالات طالت في الأسابيع الماضية 40 شخصا على الأقل، بينما سجلت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” احتجاز قرابة عشرة آلاف شخص لدى المسلحين خلال سبعة أعوام من الحرب.