المرأة الحديدية تستقيل من حزب “الخير” التركي بعد اجتماع طاريء
أعلنت زعيمة حزب «الخير» المعارض في تركيا، ميرال أكشينار التي تلقب بالمرأة الحديدية، بإنها ستستقيل من منصبها بعد اجتماع طارئ للحزب.
وشكَّلت أكشينار، وهي وزيرة داخلية سابقة ومشرّعة عن حزب الحركة القومية، الحزب الصالح، العام الماضي، بعد أن انفصلت عن الحزب القومي، الذي يدعم الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية».
وبعد تجمّع دام يومين لمسؤولي الحزب بهدف تقييم نتائج الانتخابات، دعت أكشينار، اليوم، إلى مؤتمر طارئ ينتخب فيه الحزب الصالح زعيماً جديداً، وقالت على تويتر: «عملاً بالسلطة التي خولها لي النظام الأساسي للحزب، قرّرت أن أدعو إلى مؤتمر مع إجراء انتخابات. لن أترشح في المؤتمر. أتمنى النجاح لزملائي الذين سيترشحون».
ويأتي القرار في أعقاب انتقادات متزايدة لأكشينار داخل الحزب، فيما يتعلق بأداء حزبها في الانتخابات.
وكان ينظر إلى أكشينار قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، الشهر الماضي، على أنها أكبر تحدٍّ لأردوغان يمكن الوثوق فيه والتعويل عليه، قبل أن يسحب البساط من تحت أقدامها محرم إنجيه، مرشح المعارضة الرئيسي.
وعُرفت أكشينار بلقب «المرأة الحديدية»، وكانت استطلاعات الرأي قبل انتخابات الرئاسة التركية الأخيرة، أظهرت أن الرئيس التركي سيحوز انتصاراً سهلاً في الجولة الأولى، لكن إن استمرت الانتخابات لجولةٍ ثانية يواجه فيها ميرال، سيكون السباق الرئاسي محتدماً، لكن الانتخابات حُسمت لصالح أردوغان من الجولة الأولى، بنسبة وصلت إلى 52.6%.
حفيدة مهاجرين وصلوا إلى تركيا من اليونان
وميرال هي حفيدة لمهاجرين وصلوا إلى تركيا من اليونان في عشرينيات القرن الماضي، خلال تبادل السكان الصادم بعد حرب الاستقلال التركية. وكانت ميرال في الماضي من الأعضاء البارزين بحزب الحركة القومية، وتولَّت منصب وزير الداخلية في التسعينيات، حتى أجبرها تمردٌ في قيادة الحزب على الرحيل.
وكانت ميرال تأمل في حملتها للترشح للرئاسة، أن تجتذب أصوات المنشقين عن حزب العدالة والتنمية، وأصوات مَن توصّفهم هي بالمحافظين المخلصين، غير الراضين عن الاتجاه الذي تسلكه تركيا، وفقاً لصحيفة الغارديان.
وتعهَّدت ميرال في وقت سابق بالتراجع عن التغييرات في النظام الرئاسي، وإعادة العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي إلى وضعها الطبيعي، وفق تعبيرها.
وكانت ميرال قد تعهَّدت بإعادة اللاجئين السوريين البالغ عددهم في تركيا 3.6 مليون شخص إلى بلدهم، في حال فازت بالانتخابات الرئاسية، وكانت قد انتقدت مراراً وجودهم.