المدير التنفيذي لدول حوض النيل يحث علي التعاون للاستفاده من النهر
قدم المدير التنفيذي لدول حوض النيل، أنوثينت نتابانا نظرة تحليلية لدول حوض نهر النيل وما يجب ان تقوم به الدول من أجل حل المشاكل المشتركة لدول حوض النيل.
حافلة في وضع الأنهيار
ووصف نتابانا في مقاله الذي نشر في صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية تحت عنوان “العمل الجماعي فقط سيفيد دول حوض النيل”، وضع دول حوض نهر النيل الذي شبهه بالحافلة التي في وضع الأنهيار و تسير لكي تصل إلي المنزل، وبفضل جميع الركاب وعملهم الجماعي وجهودهم للدفع فيمكنهم الوصول بنجاح إلي وجهتهم بطريقة آمنة وسليمة.
الجهود الجماعية
ويقول نتابانا “ان البعض يفضل البقاء علي متن الحافلة وعدم المساهمة في الجهود الجماعية وفي نهاية المطاف مع مثرة الضغوط لا يصل أحد إلي وجهته ويتك ترك الحافلة مهجورة علي جانب الطريق ولا توجد وجهة وتبقي الحافلة مكسورة وركاب مشوشين”.
ويتابع نتابنا: ولكن مع اتفاق الجميع والمشاركة بطاقتهم من اجل عمل جماعي سيكونوا بالتأكيد قادرين علي العمل المشترك بأفضل الطرق لتقليل الجهود المشتركة والضمان الوصول لمرآب لتصليح الحافلة، وتشغيلها مرة أخري لتواصل نقلهم يوما بعد يوم بخدمة موثوقة وتفيد الجميع وبطريقة معروفة للجميع.
250 مليون مستفاد من نهر النيل
ويشير نتابانا إلي ان الحافلة استدارت الآن لحوض النيل وأنظمته البيئية وهو مصدر هام لأكثر من 250 مليون شخص في 11 بلد تواجه الآن تحديات كبيرة ومختلفة في طبيعتها، والمسافرون هم دول حوض النيل الذين يتقاسمون نهر النيل، والتحديات تتعدي الحدود الإيكولوجية والهيدرولوجية.
عمل جماعي أو مواجهة كارثة
ويوضح نتابانا ان جميع دول حوض النيل تستفيد من النظام المشترك لنهر النيل ولكن هناك قلق بشأن الفيضانات وتدهور الأراضي وتغير المناخ وتلوث المياة والجفاف وانعدام الأمن الغذائي وعدم الحصول علي الكهرباء بشكل موثوق فيه، لذلك فنحن بحاجه لضمان استمرار تقديم حوض نهر النيل خدماته التي نحتاجها من اجل صحتنا وثروتنا ونمونا المشترك، ولكن مع تزايد الضغط سيكون انهيار كبير وبمثابة كارثة لجميع الدول التي تتشارك نهر النيل ومورد رئيسي لها.
رعاية نظام نهر النيل
ويعتقد نتابانا ان مهمة دول حوض النيل في هذه الرحلة الطويلة تتمثل في معرفة كيفية رعاية النظام لنهر النيل الذي يتمتع بإمكانات كبيرة لتوفير منافع متعددة علي العديد من المستويات المختلفة لجميع الشعوب والبلدان التي تتشارك في هذا الحوض، ويجب أن تتحول الاحتياجات إلي فوائد ملموسة تصل لمستويات أكبر للمجتمعات.
وعلي سبيل المثال إذا قررت 10 دول من دول حوض نهر النيل العمل بشكل فردي بعيدا عن خطط الجيران سيبدأ النظام في الأنهيار ولكنإذا عملت الدول بشكل جماعي فالجميع سيصل لوجهته والجميع سيستفاد من نهر النيل، لذلك مبادرة حوض نهر النيل منصة تعاونية دولية تأسست في 22 فبراير عام 1999 توفر مظلة جماعية لدول حوض نهر النيل للتعاون في تحديد وتنفيذ نهج مشترك.
6 أولويات استراتيجية
ويؤكد نتابانا أن مباردة حوض نهر النيل تعمل علي محور الجهد الجماعي وحددت 6 أولويات استراتيجية للسنوات العشر المقبلة وهم: تعزيز التوافر والإدارة المستدامة لموارد مياة النيل العابرة للحدود، تعزيز تنمية الطاقة الكهرمائية وزيادة الترابط بين الشبكات الكهربائية وتصدير الكهرباء لدول الحوض، عمل تحليلي لاقتراح الخيارات لمعالجة الترابط بين الماء والغذاء، إجراء دراسات تشخيصية وإعداد قوائم جرد لتعزيز الاستخدام الحكيم والإدارة المستدامة للأراضي الجيدة ذات الأهمية العابرة للحدود، تحسين مقاومة الأحواض لتأثيرات تغير المناخ ؛ معالجة قضية إدارة المياه العابرة للحدود.
ويضيف نتابنا أن الاستراتيجية الأساسية لضمان أن المسافرين بالحافلة يصلون لوجهتهم بأمان وسلام هو مواصلة العمل بشكل جماعي والتعامل مع حوض النيل كمورد مشترك يساعدنا جميعاً في الوصول لوجهتنا وتحقيق أهدافنا معاً.