المجلس الدستوري في الجزائر يعلن “إيداع ملفي ترشح” للانتخابات الرئاسية
أعلن المجلس الدستوري في الجزائر الأحد تسجيل إيداع ملفي ترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 4 تموز/يوليو، في استحقاق ترفضه بشكل قاطع الحركة الاحتجاجية ويبقى إجراؤه غير مؤكد.
وكانت الإذاعة الجزائرية أكدت صباحاً انتهاء المهلة القانونية للترشح منتصف ليل السبت الأحد بدون تقدم “أي مترشح”.
وقالت إنّ المجلس الدستوري المكلف بدراسة ملفات الترشح “سيجتمع الأحد للفصل في هذا الوضع غير المسبوق” بدون توضيحات وبدون ذكر أي مصدر.
غير أنّ المجلس أعلن في وقت لاحق في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه، أنّه “سجل إيداع ملفين اثنين في 25 مايو 2019” لدى أمانته العامة، وهما “من طرف عبد الحكيم حمادي وحميد طواهري”.
وقال البيان إنّ المجلس “سيفصل في صحة ملفي الترشح” في مهلة يجب ألا تتعدى عشرة أيام بحسب القانون الانتخابي.
ولا يُعدُّ هذان المرشحان معروفين لدى الرأي العام في الجزائر.
ولكن يُظهر قرار صادر عن المجلس الدستوري بتاريخ 13 مارس 2019، أنّ حمادي وطواهري كانا من بين المرشحين للاستحقاق الرئاسي الذي كان مقرراً في 18 ابريل.
وكان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ألغى في 11 مارس، قبل أيام من استقالته في الثاني من أبريل، ذلك الاستحقاق.
وحدد الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح الذي تولى رئاسة الدولة بعد استقالة بوتفليقة، في مرسوم في 10 ابريل، الرابع من يوليو موعدا للاقتراع الجديد.
ويرفض المتظاهرون الذين يواصلون تحركهم منذ شهر شباط/فبراير انعقاد انتخابات رئاسية قبل رحيل مجمل وجوه “النظام” الممسكين بالسلطة منذ نحو عقدين، تاريخ وصول بوتفليقة إلى الرئاسة.
كما يطالبون بإنشاء هيئات انتقالية قادرة على ضمان انتخابات حرة وعادلة.
من جانبه، ظهر رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح الذي تحول بحكم الأمر الواقع الرجل القوي في الدولة، متمسكاً بموعد الانتخابات معتبرا أنها “الوسيلة الوحيدة للخروج من الأزمة”.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت خلال الأسبوع الجاري “في آخر حصيلة لعملية تسليم استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية للراغبين في الترشح للانتخاب الرئاسية، أنه تم إيداع 77 رسالة نية ترشح” لديها.
ويشار الى ضرورة حصول الراغبين في الترشح الى الرئاسة على آلاف التواقيع من الناخبين أو مئات من اعضاء المجالس المنتخبين.
وقبل ساعات من انتهاء مهلة تقديم الملفات أعلن أشهر ثلاثة مرشحين محتملين انسحابهم من السباق الرئاسي، وفق وزارة الداخلية.
وفي منشور على صفحته على فيسبوك، قال اللواء المتقاعد علي غديري الذي كان أول من اعرب عن رغبته في الترشح إنه قرر “عدم تقديم ملفه للمجلس الدستوري” تماشيا “مع رغبة الشعب”.
كما أعلن حزب التجمع الوطني الجمهوري “تعليق” مشاركته في الانتخابات وعدم تقديم ملف ترشيح أمينه العام بلقاسم ساحلي إلى “غاية توفر الشروط المناسبة لنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي المصيري”، بحسب بيان للحزب.
من جانبه، قرر رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، سحب ملف ترشيحه، نظرا “لانعدام التحضير الحقيقي والجدي لهذه المحطة الهامة، وانعدام التنافسية السياسية المطلوبة لإضفاء الجو الديموقراطي لهذه الرئاسيات”، وفق بيان للحزب.
وكانت غالبية الشخصيات السياسية رفضت الانتخابات منذ إعلانها، على غرار علي بن فليس الذي ترشح مرتين ضد بوتفليقة، وكذلك عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم أهم حزب معارض في البرلمان.