المانيا أطلقت حملة “لردع” اللاجئين السوريين
في موقف غريب على الحكومة الألمانية، أطلقت الأخيرة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للتشجيع على منع اللاجئين السوريين من النزوح إلى وسط أوروبا، وأعربت عن دعمها لقرار اليونان بتعليق طلبات اللجوء على حدودها، وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Guardian البريطانية.
التقرير الذي نشر الأربعاء 4 مارس 2020، أشار إلى أنَّ حوالي 12500 لاجئ ينتظرون على الجانب التركي من الحدود اليونانية، بعدما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت الماضي، 29 فبراير، إنَّه سيفتح حدود بلاده للاجئين الفارين من الحرب المستمرة منذ تسع سنوات في سوريا لعبور الحدود نحو أوروبا.
بين رفض اللاجئين وقبولهم
تجمَّع الآلاف من المتظاهرين خارج مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين مساء الثلاثاء، 3 مارس/، وطالبوها بالدعوة إلى فتح حدود الاتحاد الأوروبي أمام اللاجئين، لكنَّ حكومتها رفضت انتقاد الحكومة اليونانية علانيةً لتعليقها طلبات اللجوء لمدة شهر.
من جانبه قال هورست زيهوفر، وزير الداخلية المحافظ في حكومة ميركل: “لا نريد تكرار ما حدث في عام 2015″، في إشارةٍ إلى وصول حوالي مليون طالب لجوء إلى ألمانيا، بعدما قررت البلاد عدم إغلاق حدودها أمام اللاجئين قبل خمس سنوات.
يأتي هذا في الوقت الذي تصاعد فيه الوضع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي تصاعداً أكبر، صباح يوم أمس الأربعاء، 4 مارس، في ظل وروود تقارير عن لجوء السلطات اليونانية إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، لصدِّ محاولات المهاجرين عبور الحدود البرية من تركيا.
في إعادة لسيناريو عام 2015
يُذكَر أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي أدَّت دوراً حاسماً في عام 2015 في جذب العديد من اللاجئين إلى ألمانيا، بعدما أدت تغريدةٌ ذات صياغة غامضة نشرتها الوكالة الفيدرالية الألمانية للهجرة واللاجئين إلى زرع اعتقادٍ لدى العديد من السوريين بأنَّ البلاد لم تعد تُطبِّق لائحة دبلن في التعامل مع طلبات اللجوء.
يبدو أنَّ التغريدات التي نشرتها وزارة الداخلية الألمانية باللغات العربية والفارسية والإنجليزية والألمانية مساء أمس الأول تهدف إلى القضاء على أي تأثيرٍ مشابه قد يجذب اللاجئين إلى ألمانيا هذه المرة.
وقالت الوزارة في تغريدتها: “نحتاج إلى النظام على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. سوف ندعم اليونان بكل ما أوتينا من قوة في هذا الصدد. إن حدود أوروبا ليست مفتوحة أمام اللاجئين من تركيا، وينطبق هذا على حدودنا الألمانية أيضاً”.
فيما أشار أولريك ديمر، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، يوم أمس الأربعاء، إلى أنَّ بلاده لن تسعى إلى حلٍّ أحادي الجانب للوضع المأساوي على حدود اليونان، قائلاً “نبحث عن حلٍّ أوروبي جماعي، فألمانيا لا تستطيع أن تفعل ذلك وحدها”.
غير أنَّ زيهوفر قال إنَّ حكومته مستعدةٌ للانضمام إلى “ائتلافٍ من الراغبين” قد يستوعب حوالي 5 آلاف شخص قاصر من مخيمات المهاجرين اليونانية.