اللاجئون السوريون يخشون العودة رغم قسوة المخيمات
رغم الظروف القاسية المروعة التي يعاني منها اللاجئين السوريين في مخيمات لبنان ومعظم مخيمات اللاجئين إلا أنهم يرفضون العودة لبلادهم لأن عودتهم غير آمنة ولا احد يضمن سلامتهم في ديارهم، وفقاً لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلي عائلة الطفل صالح قرقور “10 سنوات” في قرية عرسال، التي حالها مثل باقي حالات الأسر اللاجئة في المخيم الواقع علي حافة الحدود اللبنانية السورية ويعيشون في خيام وسط الكتل المتجمدة التي تحاصر المخيم.
وتقول الصحيفة أن عاصفتان ثلجيتان ضربت مخيم عرسال ومخيمات اخري غير رسمية في وادي البقاع اللبناني خلال الأسبوعين الماضين، وواجه اللاجئون الاختيار مع بقائهم في بؤس يهدد حياتهم او العودة إلي سوريا كما ناشدهم بعض السياسيين بالعودة إلي وطنهم، وجميع اللاجئين تقريبا اختاروا البقاء علي العودة لوطنهم لأن مخاطر العودة أعلي من بقائهم في المخيمات التي تهدد حياتهم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولو الإغاثة، قولهم ” إن حوالي مليون لاجئ مسجلين لدى الأمم المتحدة ما زالوا في لبنان ، وأن ما يقدر بنحو 16 الف لاجيء عادوا إلى الوطن في العام الماضي، ويصر المسؤولون في بيروت ان سوريا اصبحت آمنة وتطالب اللاجئين بالعودة”.
وأوضحت الصحيفة أن مع انتهاء الحرب في سوريا ومع رسم روسيا وإيران صورة لاستقرار نظام بشار الأسد في سوريا، عملت دمشق علي إظهار صورة للاستقرار والمصالحة والنخب السياسية في لبنان اتفقت مع دعوة الأسد لعودة اللاجئين رغم ان الأمم المتحدة تؤكد ان شروط العودة للاجئين لم تتحقق حتي الآن.
وقال عارف الحمصي ، أحد سكان أحد مخيمات عرسال: “لا أحد في دمشق أو بيروت أو أي مكان في العالم يمكنه ضمان سلامتنا “.
وأضافت الصحيفة أن حالة من عدم اليقين تسود بين اللاجئين السوريين لما يحدث في سوريا، وحول دوافع الذين يدفعون اللاجئين للعودة إلي الوطن، واللاجئين في وادي البقاع اللبناني لا يفكرون بجدية في العودة إلي ديارهم رغم ظروفهم المروعة.
وقال عبد الحكيم الشهابي في عرسال لـ”الجارديان”: لا أستطيع العثور على وظيفة في أي مكان، أنا مدين للبقالة بالقرب من 100 دولار، وتم تهديدي بعدم اعطائي الخبز إذا لم أبدأ في السداد، فكيف يمكنني العودة إلى مدينتي بدون مال؟ لا أعتقد حتى أنهم سيسمحون لنا بالعودة.
وأضاف الشهابي ان الجيش البناني يحب اللعب معنا، فقبل بضعة اسابيع في الفجر اقتحم الجيش مخيمنا، وأخذوا جميع الرجال وكبلوا أيديهم بدون أي سبب، أننا نشعر بأننا غير مرغوبين هنا وغير مرغوب في بلادنا.