الكويت وباكستان من بين أسخن الدول على وجه الأرض
أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، وذلك بعد سنوات من الفحص الدؤوب، أنه تم قبول قراءتين حديثتين لدرجات الحرارة ليصبحا من بين أعلى درجات الحرارة المسجلة على الأرض.
وحسب موقع Stuff النيوزيلندي، تقع إحدى هاتين البقعتين الملتهبتين بالشرق الأوسط، في حين تقع الأخرى بجنوب آسيا.
كانت درجة الحرارة قد وصلت إلى 53.9 درجة مئوية، بزائد أو ناقص 0.1 درجة عدم يقين، في «مطربة» بالكويت، في 21 يوليو/تموز من عام 2016، و53.7 درجة مئوية، بزائد أو ناقص 0.4 درجة عدم يقين، في تربت بباكستان، في 28 مايو/أيار من عام 2017.
وكتبت المنظمة في بيانها: «أصبحت الآن درجة الحرارة المسجلة في مطربة بالكويت مقبولة من جانب WMO، باعتبارها أعلى درجة حرارة مسجلة على الإطلاق في المنطقة القارية من آسيا». وأضافت: «هذه القياسات تحتل المرتبتين الثالثة (مرتبطة بحدود عدم اليقين) والرابعة ضمن أعلى درجات الحرارة المعترف بها من قِبل WMO».
هذه هي أعلى درجات الحرارة المعترف بها في الأعوام الـ76 الأخيرة.
قائمة أعلى المناطق حرارة على سطح الأرض
يُذكر أن قائمة المنظمة لأعلى درجات الحرارة المسجلة عالمياً لا تتضمن درجة حرارة 54.0 مئوية المسجلة في فيرنس كريك بوادي الموت بولاية كاليفورنيا، في 30 يونيو/حزيران 2013. ولكن هناك سبب لذلك.
هذا الموقع كان أكثر سخونة في عام 1913 عندما ذُكر أنه وصل إلى 56.7 درجة مئوية. وهذه هي أعلى درجة حرارة مسجلة على سطح الأرض معترف بها. لكن بعض الخبراء يشككون في صلاحيتها. وتم وصفها مؤخراً في تحليل مفصل، بأنها «غير ممكنة في الأساس من منظور الأرصاد الجوية».
ولا تختلف القصة بالنسبة لثاني أعلى درجة حرارة معترف بها على هذا الكوكب، والتي تبلغ 55.0 درجة مئوية والمسجلة في مدينة قبلي بتونس، يوم 7 يوليو/تموز من عام 1931، والتي تعد أيضاً أعلى درجة حرارة مسجلة في إفريقيا. فهذا الرقم يحوي، وفقاً لكريستوفر برت، الخبير في بيانات الطقس القاسي، «مشكلات جدية في المصداقية».
لكن رغم ذلك فالحقيقة تبقى «مشكوكاً فيها»
لهذا توجهنا بالسؤال إلى راندال سيرفني، كبير مقرري اللجنة التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية المختصة بتقييم المناخ والطقس القاسي: لماذا لا تُعتبر قراءة وادي الموت في عام 2013، بشكل رسمي، من بين أعلى درجات الحرارة المسجلة على سطح الأرض؟ حتى لو كنت تضع في الاعتبار القراءات المسجلة في وادي الموت لعام 1913 وبتونس في عام 1931، فإن قراءة وادي الموت لعام 2013 يجب أن تظل محتفظة بالمرتبة الثالثة.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني ردَّ سيرفيني: «لا تتحقق WMO من قياسٍ ما، خلال عملية تقييم الطقس القاسي، إلا إذا كان هذا القياس يمثل رقماً جديداً، سواء كان رقماً عالمياً أو نصف كروي أو قاري».
«لم يتم اقتراح درجة الحرارة المسجلة بوادي الموت عام 2013 على WMO، باعتبارها درجة قصوى في أي من تلك الفئات»، وذلك بالنظر إلى أنها لم تكن أعلى من تلك المسجلة عام 1913 في الموقع نفسه.
وبالنظر إلى الشكوك المحيطة باثنتين من أعلى درجات الحرارة المسجلة (وادي الموت في عام 1913، وتونس في عام 1931)، يمكن أن تكون درجتا الحرارة المسجلتان في وادي الموت (2013) والكويت (2016) هما في الواقع أعلى درجتي حرارة تم قياسهما بشكل موثوق.
لكن نظراً إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان سيتم الاعتراف بقراءة وادي الموت لعام 2013 بشكل رسمي ، و/أو إبطال قراءة عام 1913، فقد لا نعلم ما هي الحقيقة أبداً.