القوات الكردية في سوريا تشن هجوما مضاد قوي يدل علي معركة طويلة مع تركيا
تأمل تركيا في انتصار سريع في عفرين، لكن جنودها والميليشيات السورية المتحالفة معها يواجهون هجمات مضادة من قبل القوات الكردية على القرى القريبة من الحدود، ويجري الاكراد استعدادات للأنضمام إلي المعركة انطلاقا من قواعدهم فى شمال شرق سوريا حيث يوجد الالاف من القوات التى كانت تحارب داعش حتى وقت قريب.
وأشارت صحيفة “إندبندنت” البريطانية إلي أن القوات التركية استولت علي قري قليلة من الحدود خلال ثلاثة أيام من القتال وهناك حوالي 350 قرية في عفرين، ما يعني ان المعركة ستكون طويلة أمام القوات الشبه عسكرية الكردية التابعة لحزب الشعب الكردستاني التي خارج عفرين في شمال حلب، ويقدر عدد السكان حوالي 200 ألف نسمة.
وقال قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه كان هناك هجوم كردستاني قوي ظهر ما بين عشية وضحاها استعاد قريتين شنكال وأدمالي.
واوضحت الصحيفة أن تركيا بحاجه إلي نجاح سريع في عفرين لأنها معزولة دبلوماسيا وهناك ضغط دولي متزايد لإنهاء القتال، ودعت فرنسا الى عقد اجتماع طارىء لمجلس الامن الدولى لبحث القتال فى عفرين ومناطق اخرى من سوريا. وقالت بريطانيا انها ستبحث عن سبل لمنع التصعيد، ولكن أردوغان قال في خطاب ألقاه في أنقرة “إن تركيا ناقشت هجوم عفرين مع أصدقائنا الروس، ولدينا اتفاق معهم”، وهذا يشير على الأرجح إلى موافقة روسيا على العمل التركي المحدود كإنذار للأكراد لكي لا يكونوا عملاء دائمين للولايات المتحدة في سوريا.
ولفتت الصحيفة إلي أن القوات التركية وحوالي 10 آلاف جندي من مليشيات الجيش السوري الحر المتمركز في تركيا سيواجهوان صعوبات أكثر في حال عدم سماح روسيا استخدام المجال الجوي السوري للطائرات التركية.
وعلي الرغم من ان تركيا عضو في حلف الشمال الأطلسي “الناتو” إلا أنها أصبحت قريبة من روسيا بسبب الدعم العسكري الأمريكي للأكراد السوريين ضد داعش منذ عام 2014، وتشك تركيا ان الولايات المتحدة متواطئة في الانقلاب العسكري الذي حاول الإطاحة بأردوغان في عام 2016.
واضافت الصحيفة أن أنفرة كانت تأمل ان تقوم لاولايات المتحدة بإسقاط تحالفها مع الأكراد بمجرد هزيمة داعش، ولكن في 17 يناير ألقي وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خطابا قال فيه “أن القوات الأمريكية ستبقي في سوريا لمنع تقدم قوات بشار الأسد وتقليل النفوذ الإيراني في سوريا”، مما يعني عمليا أنهم سيبقون في الجيب الكردي في الشمال الشرقي من البلد.
وقال تيلرسون “أن استمرار الوجود الأمريكي في سوريا من شانه أن يحقق الاستقرار في البلاد”، ولكن الواقع يظهر عكس ذلك تماماً.
في الواقع، كانت الولايات المتحدة تتكفل بوجود دولة كردية دائمة تحت حماية الولايات المتحدة ويسيطر عليها أشخاص يصفهم أردوغان بأنهم “إرهابيون” وتعهد بتدميرهم.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت قبل عدة ايام انها ستقوم بتدريب 30 الف جندى من القوات الديمقراطية السورية، وتحتوي هذه المجموعة على مقاتلين عرب، ولكن يديرها الأكراد بشكل أساسي.
وتري الصحيفة وجود اخطار ناجمة عن التدخل التركي في سوريا، وهو ازدهار المنافسات العرقية والطائفية والمطالبات الإقليمية من جميع الأطراف التي تدعي ان جماعتهم شردت مؤخرا أو الماضي القريب، واثار ذلك أردوغان عندما قال “أن 55% في عفرين عربي و35% أكراد و7% تركمان ونهدف منح عفرين لأصحابها الشرعيين”.
وهذا يعني أنه إذا كانت تركيا وحلفائها من الميليشيات العربية ستحتل عفرين فهناك احتمال لعمليات تطهير عرقي للأكراد الذين يعيشون هناك، ويخشى المسيحيون واليزيديون أيضا استهدافهم من قبل الميليشيات العربية التي تقاتل إلى جانب الجيش التركي.