القتال يتجدد في مدينة الحديدة رغم مبادرات وقف إطلاق النار في اليمن
اندلع القتال مجددا في مدينة الحديدة اليمنية، بالرغم من موافقة الحوثيين وتحالف تقوده السعودية على وقف الأعمال العدائية.
واستأنفت طائرات حربية تابعة للتحالف القصف بعد اندلاع اشتباكات بين الحوثيين وقوات الحكومة المعترف بها دوليا.
وتحاول منظمة الأمم المتحدة إحياء محادثات السلام بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات والتي تسببت في أزمة إنسانية حادة.
وحتى الآن، تسبب الصراع في مقتل الآلاف ودفع الملايين إلى حافة المجاعة.
وسُمع أصوات قتال عنيف في ضواحي مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فيما شنت طائرات التحالف سلسلة من الضربات الجوية ضد مواقع استراتيجية للحوثيين، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء.
ما الذي اتفق عليه الجانبان؟
أعلن محمد الحوثي، زعيم اللجنة الثورية العليا للحوثيين، في بيان صدر في وقت سابق التوقف عن شن الهجمات بالطائرات بدون طيار والهجمات بالصواريخ على قوات التحالف الذي تقوده السعودية استجابة لطلب من الأمم المتحدة.
وأضاف البيان أن الحوثيين مستعدون للتحرك باتجاه وقف إطلاق نار على نطاق أوسع وذلك “إذا كان تحالف العدوان يريد السلام”.
وفي الأسبوع الماضي، أصدر التحالف أوامر بوقف الهجوم على الحديدة، التي تضم ميناء رئيسيا على البحر الأحمر. كما أعلنت السعودية والإمارات دعم المحادثات برعاية الأمم المتحدة.
وأعرب مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، عن أمله في أن تبدأ محادثات السلام قبل نهاية العام الجاري.
وأبلغ غريفيث مجلس الأمن يوم الجمعة أنه تلقى “تأكيدات” من الجانبين بأنهما سوف يحضران المحادثات، متعهدا بأن يصطحب ممثلي الحوثيين من العاصمة اليمنية صنعاء إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
ولم يحضر الحوثيون محادثات للسلام كانت مقررة في سبتمبر/ أيلول الماضي.
ما هي أهمية هذه المعركة؟
يبدو أن الهجمات الأخيرة على ميناء الحديدة والقتال الذي استأنفه الجانبان سوف يؤدي إلى انتكاسة في الجهود الدولية التي تستهدف إنهاء الصراع.
وتُعد الحديدة بمثابة خط حيوي لأقل بقليل من ثلثي سكان اليمن الذين يعتمدون بشكل شبه كامل على واردات الغذاء والوقود والإمدادات الطبية القادمة إلى البلاد عبر ميناء المدينة.
وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من السيناريو الأسوأ، وهو أن يؤدي النزاع المسلح على المدينة إلى وفاة 25 ألف شخص، بالإضافة إلى قطع الإمدادات عن الملايين.
ماذا وراء هذا الصراع؟
بدأ الصراع في عام 2014 عندما نجح الحوثيون الشيعة في استغلال ضعف الرئيس اليمني والسيطرة على محافظة صعدة بشمال اليمن وغيرها من المناطق المجاورة.
ثم تمكن الحوثيون من السيطرة على العاصمة صنعاء، وهو ما اضطر الرئيس عبد ربه منصور هادي للفرار إلى المنفى.
وتصاعد الصراع بشكل كبير في مارس 2015 عندما بدأت السعودية وثماني دول عربية أخرى ذات غالبية سنية – مدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا – شن ضربات جوية ضد الحوثيين. وكان الهدف المعلن لهذا التحالف هو استعادة حكومة هادي مقاليد الحكم في اليمن بصفتها الحكومة الشرعية للبلاد.