القاتل ليس واحداً والضحايا قُتلوا تِباعاً أمام عيني أبيهم.. تفاصيل صادمة في مجزرة الرحاب
يبدو أن ما خفي في حادث مدينة الرحاب، الذي راحت ضحيته أسرة كاملة، أعظم مما هو ظاهر؛ إذ تتكشَّف مع مرور الساعات ملابسات تشي بأن الجريمة التي وقعت تحت غطاء من السرية، تمت بشكل احترافي أيضاً.
وكان سكان شارع مصطفى لطفي المنفلوطي، بمدينة الرحاب، استيقظوا يوم الأحد 6 مايو/أيار، على رائحة كريهة، فوجئوا أنها ناتجة عن مقتل جارهم عماد سعد، القاطن في فيلا رقم 27، وزوجته وأولاده الثلاثة، رمياً بالرصاص.
وكان “عربي بوست”، نقل عن مصدر بالنيابة العامة في مصر، أن الواقعة تحوَّلت دفّتها من الانتحار إلى القتل العمد، بالنظر إلى ما تم رصده في مسرح الجريمة. لكنّ الأمر تطوَّر بعد أن كشف المصدر نفسه عن احترافية في التنفيذ.
أكثر من مُنفذ
ويقول المصدر، إن التقارير التي تشير إلى أن التنفيذ تم باحترافية شديدة تجعل شخصاً واحداً يقتل 5 أشخاص بطلقات دقيقة في الجبهة، لا يمكن القطع بها، وإن النيابة العامة تذهب إلى أن التنفيذ تم عن طريق أكثر من شخص.
وأضاف المصدر أن تصور النيابة لما حدث هو أن مجموعة من الأشخاص تمكنوا من تثبيت الضحايا الخمس في صالة الفيلا، وقاموا بتصفيتهم واحداً تلو الآخر، أمام عين أبيهم، الذي تشير التقارير الأولية إلى أنه كان آخر من قُتل.
هذه الطريقة التي “تشبه طريقة المافيا”، كما يقول المصدر، تؤكد أن ثمة دوافع، وربما شخصيات كبيرة وراء ارتكاب الجريمة على هذا النحو، فالقتل كان مقصوداً به الانتقام بلا شك.
وتابع المصدر “الجاني، أو الجناة للدقة، دخلوا إلى الفيلا بشكل طبيعي، ثم تمكنوا من السيطرة على الوضع، وغالباً كانوا يتحدثون مع الأسرة خلال التصفية، إما على سبيل التوبيخ أو التهديد لمعرفة شيء ما، وبالتالي فقد وقعت عمليات القتل في مرات منفصلة كنوع من التنكيل بالأب، أو التهديد له؛ لأنه غالباً أصل الخلاف، ولذا كان آخر من تم قتله”.
المصدر قال إن الدلائل تؤكد تعدد مرتكبي الواقعة والتصفية الجماعية، بمعنى أن الضحايا جميعاً كانوا في مكانٍ واحد، ثم تم توزيع جثثهم على أماكن مختلفة كمحاولة لتضليل العدالة.
كما أن الضرب في المواجهة يؤكد تعدد الجناة، لأنه لو كان شخصاً واحداً لحدثت حالة من المقاومة أو الفوضى أو الصراخ، أو على الأقل لقتل بعضهم من الظهر خلال محاولته الهرب، لكن طريقة القتل تؤكد سيطرة الجناة التامة على الوضع، كما أن غياب دور كلب الحراسة يؤكد أن دخول المكان كان طبيعياً جداً.
القضية سهلة
ولم يُعرف الدافع الرئيسي للواقعة حتى الآن، لكن المصدر يقول إن هذه القضايا رغم أنها صادمة، إلا أن كشف ملابساتها يكون سهلاً، ولا يتطلب وقتاً.
وأضاف “الخلاف غالباً مالي، لكنه يخص مبالغَ كبيرة، أو ربما تجارة كبيرة تطال أطرافاً كباراً، فطريقة القتل تفتقد إلى الإنسانية، وغالباً ما يكون هذا عادياً في عالم البزنس الكبير جداً، أو المشبوه.
وخلص المتحدث إلى أن اللغز كله سيتم كشفه من خلال المراقبة، إما الخاصة بموقع الحادث وهي رهن الفحص حالياً، وإما من خلال كاميرات الفلل المجاورة، مضيفاً “لو قام الجناة بمحو محتوى كاميرات الفيلا نفسها، فلن يتمكنوا من فعل الأمر نفسه في الفلل الأخرى، ولو حدث ذلك فإنه يعني أننا بصدد عصابة منظمة، ربما وراءها أسماء كبيرة.