الفلسطينيون يرفضون تمهيد المنامة لـ«صفقة القرن» الأمريكية: الحلّ سياسيّ وليس اقتصاديا… وعباس في قطر
استقبل الفلسطينيون على الصعيد الرسمي ورجال الأعمال الإعلان عن عقد ما تسمى «ورشة البحرين الاقتصادية» بالرفض مع التشديد على أن الحل للقضية الفلسطينية سياسي وليس اقتصاديا، يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولاته الخارجية لحشد جبهة ضد «صفقة القرن» المقرر الإعلان عنها خلال يونيو/ حزيران المقبل. وفي هذا السياق تأتي زيارته الرسمية إلى الدوحة التي وصلها أمس وتستغرق 3 أيام.
ويلتقي الرئيس عباس اليوم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، وسيبحث معه المخاطر التي تحيق بالقضية الفلسطينية، في ظل المخطط الأمريكي الرامي إلى طرح «صفقة القرن».
وقال سفير فلسطين لدى الدوحة، منير غنّام، في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية «إن الرئيس سيبحث مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تنسيق المواقف المشتركة في ظل التحديات والمشاريع المشبوهة التي تواجهها قضيتنا». وأشار إلى أن العلاقة الفلسطينية القطرية «عميقة باعتبارها أول من استجاب إلى النداء الفلسطيني بتوفير الدعم المالي وشبكة الأمان للحكومة، في ظل الحصار المالي الذي تمارسه حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية». وثمّن قرار الدوحة الأخير بتقديم أكثر من 300 مليون دولار للحكومة الفلسطينية عبارة عن منح وقروض.
ومن المقرر أن تنظم «ورشة البحرين الإقتصادية» يومي 25 و26 من يونيو. ولم يصدر بعد رد الرئيس محمود عباس، لكن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قال إن «ورشة العمل» التي تشكل الجزء الأول من خطة السلام «عقيمة». وأضاف في تصريحات إلى موقع لشبكة «سي أن أن» الإخبارية الأمريكية، أن أي خطة اقتصادية بلا آفاق سياسية «لن تفضي إلى شيء». وتابع «لن يقبل الفلسطينيون أي اقتراحات دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».
وحول مشاركة الرئيس عباس تابع القول «هذا القرار يعود للرئيس»، لكنه أشار إلى اجتماع مماثل عقد في واشنطن في مارس/ آذار من العام الماضي، من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية لأهالي غزة، وقال «اختار الفلسطينيون عدم الحضور».
وقال المستشار اليهودي لملك البحرين الحاخام مارك شناير للإذاعة الإسرائيلية أمس إن ملك البحرين سيفعل كل شيء من أجل إنجاح مؤتمر المنامة الخاص بـ«صفقة القرن» التي أعلن الفلسطينيون عن مقاطعتهم لها. كما أكد الحاخام شناير أنه للمرة الأولى تقف إسرائيل ودول الخليج والولايات المتحدة في صف واحد وتابع «كان ملك الحرين كان الأكثر جدية وشجاعة في كل ما يتعلق بالتطبيع وتطوير العلاقات بين إسرائيل وبين دول الخليج». شناير الذي يعمل مستشارا خاصا لملك البحرين منذ سنوات ويعتبر عراب العلاقات السرية بين البحرين وبين إسرائيل قال للإذاعة الإسرائيلية أمس إن مجموعة الدول التي ستلتقي في البحرين في يونيو/حزيران المقبل هي مجموعة قوية زاعما أنها قادرة على توفير حل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. واعتبر صفقة القرن تطورا جيدا نحو تسوية «الشأن الإسرائيلي الفلسطيني» وقال إن الرافعة الاقتصادية تشكل مركبا مركزيا في حل الصراع «. وعن سبب اختيار البحرين لاستضافة المؤتمر الخاص بإطلاق صفقة القرن وبمشاركة وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون أيضا قال شناير إن الملك البحريني هو الجهة الأكثر شجاعة ومركزية في مجال العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج. وتابع الحاخام الإسرائيلي – الأمريكي «قال لي ملك البحرين في الماضي إنه من المهم أن تتحالف إسرائيل بعظمتها التكنولوجية مع دول الخليج بقوتها الاقتصادية من أجل المساعدة في تطوير المنطقة وتحويلها لواحدة من المناطق الأكثر ريادة في العالم». يشار أن البيت الأبيض سبق وكشف أول أمس عن نيته الكشف عن القسم الاقتصادي في «صفقة القرن» خلال مؤتمر البحرين المذكور في نهاية الشهر المقبل لافتا إلى الرغبة بتشجيع الاستثمار المالي في الضفة وغزة. وعلم أنه خلال مؤتمر المنامة وكجزء من «صفقة القرن» سيشرع في تجنيد 25 مليار دولار بمشاركة وزراء اقتصاد ومالية ورجال أعمال وسيمثل إسرائيل وزير المالية كحلون.
هذا وأكد مجلس الوزراء الفلسطيني خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها أمس الإثنين في مدينة رام الله، برئاسة الدكتور محمد اشتية، رفضه المطلق لما يسمى مؤتمر “السلام من أجل الازدهار” كفصل أول مما تسمى «صفقة القرن».
وشدد المجلس على أن حل الصراع في فلسطين سياسي متعلق بإنهاء الاحتلال وبإحقاق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني المتمثلة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وتطبيق حق العودة للاجئين استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، مشيراً إلى أن الشأن الاقتصادي هو نتيجة للحل السياسي، وأن الشعب الفلسطيني وقيادته لا يبحثان عن تحسين الأوضاع وتحقيق الرفاهية تحت الاحتلال، موضحاً أنهما لم تستشارا حول الورشة المذكورة، لا من ناحية المدخلات ولا المخرجات ولا التوصيات ولا حتى الشكل والمضمون.
وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من ورشة البحرين، ورأت أن عقدها «لا يعدو كونه منصّة لإعلان الانخراط الرسمي العربي بغالبيته في تبني صفقة القرن».
وعلى صعيد رجال الأعمال قال رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري إنه تلقى دعوة للحديث في مؤتمر “السلام من أجل الازدهار”، لكنه أعلن رفضه المشاركة .وقال المصري: وجهت لي دعوة كما هو متوقع توجيهها للعديد من الشخصيات الفلسطينية في مجال الاقتصاد والسياسة، لكنني لن أشارك في هذا المؤتمر، ولن يشارك فيه أي ممثل عن شركاتنا أو في أي من نتائجه وتوابعه. وأضاف: «من جديد نؤكد موقفنا الواضح: لن نتعامل مع أي حدث خارج عن الإجماع الوطني الفلسطيني». وتابع: “نحن الفلسطينيين قادرون على النهوض باقتصادنا بعيداً عن التدخلات الخارجية… إن فكرة السلام الاقتصادي فكرة قديمة يتم طرحها الآن بشكل مختلف، وكما رفضها شعبنا سابقاً نرفضها الآن»