الغرب سبب كل كارثة في الشرق الأوسط : العراق لم يستعيد قوته.. ليبيا تغرقها الفوضي
أثبتت السنوات الماضية أن تدخل الغرب بداية من الولايات المتحدة لدول اوروبا، كان سبب أزمات الشرق الأوسط التي لا تتعافي منها بداية من الفساد بالعراق للتطرف في ليبيا إلي الفوضي في سوريا جراء وجود كيانات أجنبية مختلفة زادت من الأزمة السورية.
حثت صحيفة “ذا ناشيونال” الأماراتية، ليبيا علي التخلص من التطرف لإنهاء سنوات الفوضي، ودعت الفصائل السياسية إلي وضع المنافسات جانباً من أجل إحياء ثروات البلاد.
التدخل الغربي سبب الفوضي في الشرق الأوسط
وعقدت الصحيفة مقارنة بين الأحداث التي وقعت في ليبيا عام 2011 التي أدت إلي انهيارها، وبين ما حدث في العراق عام 2003 الذي تسبب في عدام استرداد العراق قوته حتي الآن.
وتقول الصحيفة أن في الحالتين العربيتين نستخلص أن العالم عاجز عن التعلم من دروس التاريخ، وفي ليبيا والعراق كان التدخل الغربي مسؤولاً عن الإطاحة بنظام قوي ولم يظهر حتي الآن أي بديل عملي لحل الأزمة بالبلدين.
وتشير الصحيفة إلي استمرار العراق حتي الآن في النضال لتشكيل حكومة متماسكة، وطوال هذه السنوات كان هناك عواقب وخيمة علي الاقتصاد والأمن والخدمات العامة الأساسية التي يجب ان تتوفر مثل الحصول علي مياة نظيفة.
تحويل ليبيا لأرض خصبة للمتطرفين
وفي ليبيا لم يؤدي غياب الحكومة المستقرة إلى تعطيل الخدمات الأساسية فحسب ، وأنما أيضاً أدى إلى تحويل البلاد إلى أرض خصبة للمتطرفين ، مما ترتب عليه عواقب كارثية على المنطقة بأسرها وخارجها.
وكان أحدث الهجمات الإرهابية في ليبيا وقعت في طرابلس في ديسمبر الماضي عندما شن تنظيم داعش الإرهابي هجوم علي وزارة الخارجية الليبية.
وتري الصحيفة أن حال ليبيا مثل العراق، فهي تتمتع باحتياطيات نفطية كبيرة ، وهذا يعني انه من المفترض ان يكون لديها اقتصاد صحي، ولكن الأنتاج والتصدير معطل بسبب الجماعات المتشددة التي تناضل من أجل السيطرة على المنشآت.
وسعت الأمم المتحدة بدعم من الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ، إلي محاولة لمواءمة مصالح المجموعات القبلية القوية وإجراء انتخابات تقود إلى حكومة وحدة وطنية، ولكن التقدم كان بطيئا بشكل مؤلم.
مؤتمر باريس
وفي مايو الماضي عقد مؤتمر في باريس، أسفر عنه موافقة الفصائل الليبية المتنافسة على إجراء انتخابات في شهر ديسمبر، ولكن تخلي عن الخطة في نوفمبر بسبب مواجهات السلطة بين الهيئتين الحاكمتين المتنافستين في البلاد.
اتهم غسان سلامة المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا ، الفصائل السياسية بتخريب إرادة الغالبية العظمى من الليبيين سعياً وراء مصالحهم الخاصة.
وقال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة ” أن المكاسب التي تحققت في ليبيا على مدى السنوات القليلة الماضية كانت هشة وفريسة للحيوانات المفترسة الت تبحث عن طرق لعكس المكاسب”.
مسار الخروج من الفوضي بيد الشعب الليبي
وتضيف الصحيفة ان الليبيين هم فقط من بيدهم كسر الجمود السياسي في البلاد ورسم مسار للخروج من المسار الضيق إلي الاستقرار والازدهار.
وتستند آمال هذه الأمة الآن على تنظيم مؤتمر وطني تدعمه الأمم المتحدة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة ، يهدف إلى الجمع بين جميع الأطراف وتهيئة المشهد للانتخابات في الربيع.
وأكدت كارين بيرس ، سفيرة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة ، على الحاجة إلى تمثيل مجموعة واسعة من المجتمع الليبي ، بما في ذلك النساء في المؤتمر.
لقد عانى الشعب الليبي ما يقرب من ثماني سنوات من الفوضى الدموية. لقد حان الوقت لإعادة ليبيا إلى وضع قدميها وإنهاء معاناتها.