العلماء يكتشفون جهازاً مناعياً مكوناً من “أعضاء دقيقة” يتذكر كيفية مكافحة العدوى
تم اكتشاف «أعضاء دقيقة» جديدة في جسم الإنسان مما قد يفسر كيف نتذكر كيفية محاربة المرض.
يقول العلماء إن مجموعات الخلايا، التي كشف عنها في الدراسة للمرة الأولى، تعمل كمقرات رئيسية للجسم كي يخطط لهجمات ضد العدوى العائدة، وفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
خلايا ذاكرة
ويمكن أن يفسر الاكتشاف الذي أطلق عليه العلماء (SPFs) كيف تقوم اللقاحات بتدريب الجسم على تذكر ما يجب فعله عند الإصابة.
فهي تحتوي على خلايا ذاكرة تحتوي بدورها على مكتبة من المعلومات المناعية، ويمكن أن تتحول إلى خلايا دم بيضاء، وتنضم بنفسها لمحاربة العدوى.
ويقول الخبراء إن فهم الكيفية والتوقيت الذين يتذكر عندهما الجسم المناعة، يمكن أن يساعد في تطوير لقاحات أفضل في المستقبل.
اكتشف العلماء في معهد جارفان للبحوث الطبية في سيدني بأستراليا وجود خلايا SPFs في الفئران، ووجدوا أن البشر لديهم نفس الأنسجة.
ولكونها هياكل رقيقة ومسطحة لم تلاحَظ مجموعات الخلايا هذه في الماضي؛ لأنها تظهر بشكل مؤقت فقط عندما يكون الشخص مريضاً.
كما أن المجاهر التي لا يمكن أن ترى سوى صور ثنائية الأبعاد ربما لم تستطع رصدها لأنها دقيقة للغاية.
لكن العلماء يستخدمون الآن صوراً ثلاثية الأبعاد لاكتشاف ما أطلقوا عليه اسم بؤر تكاثرية (subcapsular proliferative foci) أو SPFs اختصاراً.
ظهور هذه الخلايا على العُقد الليمفاوية يؤدي إلى زيادة سرعة التفاعل لمواجهة العدوى
إنها تظهر على العُقد الليمفاوية، وهي غدد الجهاز المناعي، التي يتراوح عددها بين 500 و700 عقدة منتشرة حول الجسم.
وعلى حد قول الباحثين، يمثل هذا الاكتشاف نقطة محورية لقدرة الجسم على الاستجابة بسرعة؛ لأن العقد الليمفاوية تمثل مراكز تحكم موضوعة باستراتيجية في جهاز المناعة، وهي متموضعة عند أماكن دخول البكتيريا أو الفيروسات إلى الجسم.
«حتى الآن، لم نكن نعرف كيف نجحت اللقاحات في تدريب جهاز المناعة»
يقول الباحث الكبير تراي فان: «عندما تقاتل البكتيريا التي تستطيع مضاعفة عددها كل 20 إلى 30 دقيقة، فإن كل لحظة مهمة.
«وبعبارة صريحة، إذا كان نظام المناعة الخاص بك يستغرق وقتاً طويلاً لتجميع الأدوات اللازمة لمكافحة العدوى، فإنك تموت».
«ولهذا السبب، فإن للقاحات أهمية كبيرة. يقوم التلقيح بتدريب الجهاز المناعي حتى يتمكن من تكوين الأجسام المضادة بسرعة كبيرة عند ظهور العدوى».
«حتى الآن لم نكن نعرف كيف وأين يحدث هذا».
تختفي خلايا SPFs بمجرد اختفاء العدوى
بعد أن تتم محاربة العدوى من قبل الخلايا الشبيهة بالصفائح، تختفي حتى يصاب الشخص بالمرض في المرة القادمة.
ولا تظهر خلايا SPFs إلا عندما يحارب الجسم عدوى كان قد حاربها من قبل، مما يوحي بأنها تحتوي على مكتبة من المعلومات المناعية.
ويصفها الباحثون كـ»مجمع خدمات متكامل» لمحاربة العدوى التي تستطيع هذه الأجسام تذكرها.
تعمل اللقاحات من خلال إدخال -أو تشجيع الجسم على إنتاج- خلايا الذاكرة الموجودة في الـSPFs.
«لا تزال هناك أسرار مخبأة داخل الجسم»
ومع ذلك، فإن الاكتشافات الجديدة تقترح أنه في اللقاحات المستقبلية يمكن التركيز على كيفية تحول خلايا SPFs إلى النوع الصحيح من خلايا الدم البيضاء لمحاربة أمراض معينة.
ويضيف الدكتور فان: «هذا النظام موجود طوال الوقت، ولكن لم يستطع أحد رؤيته لعدم توافر الأدوات المناسبة. إنه تذكير مهم بأنه لا تزال هناك أسرار مخبأة داخل الجسم، وهذا بالرغم من أننا ننظر إلى أنسجة الجسم من خلال المجهر لأكثر من 300 عام».