العلاج بالوان.. هل هو مفيد؟
توجد في هذا الكون الشاسع أشعة غير مرئية مثل الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء، إضافة إلى أشعة الراديو والمايكرويين وغيرها، ومثلما تستطيع هذه الأشعة غير المرئية التأثير على أجسامنا، فإنه من المنطقي أن تكون الأشعة المرئية أو كما نسميها أيضاً الطيف المرئي قادرة في التأثير على أجسامنا.
والشيء الجيد في الطيف المرئي هو أن أطياف اللون هذه لا تؤذينا كالأشعة غير المرئية؛ بل العكس تماماً، تعالجنا من الكثير من الأمراض وتعطينا طاقة إيجابية، فيما يسمى “العلاج بالألوان”.
فما هو العلاج بالألوان، وهل هو مفيد حقاً، وما الأمراض التي يعالجها؟
ما هو العلاج بالألوان؟
يعدُّ العلاج بالألوان أو كما يسمى أيضاً العلاج بالأضواء الملونة، أحد العلاجات البديلة، ويعتمد على تحقيق التوازن بين صحة العقل والجسم عن طريق الألوان.
إذ يدَّعي المعالجون بالألوان أنهم قادرون على استخدام الضوء الملون من أجل موازنة الطاقة التي يفتقر إليها جسم الشخص سواء كان على المستوى الجسدي أو العاطفي أو الروحي أو العقلي.
ويعتمد العلاج بالألوان على فكرة أن الألوان تخلق نبضة كهربائية في دماغنا، مما يحفز العمليات الهرمونية والكيميائية الحيوية في أجسامنا، وهذه العمليات إما أن تحفزنا وإما أن تهدِّئنا.
يُعتقد أن العلاج بالألوان يعود إلى ما قبل الميلاد!
وفق موقع Health Site، فإن العلاج بالألوان كان يعد علاجاً شائعاً منذ 2000 عام قبل الميلاد.
إذ كان المصريون القدماء واليونانيون يستخدمون المعادن والأحجار الملونة والبلور والمراهم الملونة أيضاً كعلاجات للعديد من الأمراض.
وبحسب السجلات الهندية فقد أوصى طبيب هندي يدعى “شاراكا”، وهو متخصص بعلم “الأيورفيدا” وكان يعيش في القرن السادس قبل الميلاد، باستخدام ضوء الشمس في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض.
في حين اعتبر العالِم العربي ابن سينا أن الألوان ذات أهمية حيوية من أجل تشخيص الأمراض وعلاجها، وقد ذكر ذلك في كتابه “القانون في الطب” عندما قال: “اللون هو أحد أعراض المرض التي يمكن ملاحظتها”.
كما طوّر أيضاً مخططاً يربط اللون بدرجة حرارة الجسم وحالته الجسدية، إذ إنه كان يرى أن اللون الأحمر يحرك الدم، والأزرق والأبيض يبردانه، في حين يقتل اللون الأصفر الالتهابات.
كيف يتم العلاج بالألوان
بداية قد لا يكون متوافراً في جميع الدول العربية هذا العلاج، ولكنكم ستجدونه لو أنكم تعرفون مراكز تجميل صينية أو هندية في منطقتم، لكون هذا العلاج شائعاً جداً في دول شرق آسيا.
ويتم العلاج بالعديد من الطرق، منها عن طريق تسليط الألوان على نقاط محددة في جسمكن ومنها أيضاً عن طريق وضع ألوان حبرية.
كما أن هناك من يضع ألواناً مختلفة من الحرير فوق نقاط محددة من جسمك، يقال إنها تساعد على التحكم في مزاجك وسلامتك العاطفية.
ويتم ذلك طبعاً بإشراف متخصص بالعلاج يسألك عن الأمراض التي تعانيها وأشياء تخص جوانب حياتك السيئة ويحدثك عما ستقدمه هذه الألوان لها.
مميزات كل لون
ستختلف درجات الألوان المستخدمة في جلسة العلاج بالألوان وفقاً لنوع المرض الذي تحاول تصحيحه.
على سبيل المثال، الأضواء الزرقاء أو الأرجوانية مضادة للالتهابات ومهدِّئة للأعصاب، بينما يساعد اللون الأخضر على التنقية والتطهير، فيما يساعد الضوءان الأبيض والأصفر على تحفيز الجهاز اللمفاوي. الضوء الأحمر ينشط الدورة الدموية ولكنه قد يسبب الانفعالات إذا كنت متوتراً بالفعل.
الشاكرات السبع
وفقاً للفلسفة الهندية فإن الجسم يمتلك ما يسمى “الشاكرات السبع”، ويُعتقد أنها موجودة على طول العمود الفقري وصولاً إلى الرأس، ولكل شاكرةٍ لون محدد إلى جانب وظيفة جسدية.
وبحسب هذه الفلسفة فإن الشاكرات يمكن أن تكون غير متوازنة وتؤدي إلى العديد من الأمراض الجسدية.
شاكرة الجذر أو القاعدة وتمثل اللون الأحمر
تقع هذه الشاكرة في قاعدة العمود الفقري، وهي تمثل اتصال الإنسان بالأرض، وأيضاً هي المسؤولة عن شعوره بالأمان، أما فوائدها الجسدية فتكمن في علاج السرطانات والإمساك.
شاكرة العجز وتمثل اللون البرتقالي
تقع شاكرة اللون البرتقالي أسفل “السرة” ويُعتقد أنها مرتبطة بالتكاثر وصحة الكلى والسكري وتصلب الشرايين.
أما فوائدها المعنوية فيعتقد أنها مسؤولة عن الرغبة الجنسية لدى الإنسان، وقدرته على الإبداع وتقبُّل التغيير.
شاكرة الضفيرة الشمسية وتمثل اللون الأصفر
تقع شاكرة اللون الأصفر بين السرة وعظم القفص الصدري، ويعتقد أنه تساعد الإنسان على الترويح عن نفسه.
أما جسدياً فهي تعالج أمراض الكبد والبنكرياس واضطرابات المعدة والأمعاء.
شاكرة القلب وتمثل اللون الأخضر
تقع شاكرة القلب فوق القلب مباشرة، ويعتقد أنها مسؤولة عن الشعور بالسلام والحب، وهو ما يساعد في علاج أمراض العين والسكري والقلب والرئتين والجهاز المناعي والعصبي والاضطراب العاطفي الموسمي.
شاكرة الحنجرة وتمثل اللون الأزرق
تقع شاكرة اللون الأزرق عند الحنجرة وترتبط بالغدة الدرقية، وأهميتها المعنوية تبرز في تمكينك من التعبير عن نفسك بشكل سلمي، أما أهميتها الجسدية فتتعلق بالتمثيل الغذائي.
شاكرة الحاجب أو العين الثالثة وتمثل اللون الأزرق النيلي
تقع شاكرة اللون الأزرق النيلي في منتصف الجبهة بين العينين مباشرة، ويعتقد أنها مسؤولة عن تركيز العقل والتخيل والابتكار والقدرة على اتخاذ قرارات سريعة وحكيمة.
أما جسدياً فيُعتقد أنها تخفف آلام التهاب المفاصل وتقضي على مجموعة كبيرة من المشاكل النفسية، إضافة إلى الإدمان والاكتئاب.
شاكرة التاج وتمثل اللون البنفسجي أو الأبيض
تقع شاكرة اللون البنفسجي أو أحياناً يُستخدم اللون الأبيض في الجزء العلوي من الرأس.
وترتبط هذه الشاكرة بالأشياء المعنوية مثل التفكير الروحاني والأحلام.