العدوان التركي يفاقم مأساة السوريين
لطالما صاحبت العمليات العسكرية في سوريا، مأساة إنسانية عند اشتداد وتيرة المعارك، فبالأمس كان هناك نازحون من إدلب واليوم من مناطق شمالي شرق سوريا من جراء “الغزو التركي”.
فأمواج من سكان مدينة رأس العين شمال شرقي سوريا شرعت في مغادرة منازلهم، منذ الأربعاء الماضي، عندما بدأت الطائرات التركية في قصف المنطقة وذلك بعد إعلان أنقرة أطلاق عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد.
وحمل عشرات المدنيين من رجال ونساء وأطفال أغراضهم الشخصية خارجين في المدينة إن كان في سيارات أو سيرا على الأقدام، في مشهد يتكرر في سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.
وعملت العديد من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية في محاولة للتخفيف من معاناة النازحين ومعالجة أوضاعهم وتقديم توصيات تعود إيجابا بالنفع للاجئين عامة والنازحين في الداخل خاصة، الذين باتت حالتهم مزرية ويفتقدون إلى أبسط مقومات الحياة.
كما يعيش الأطفال في رعب حقيقي إذا حاولوا الذهاب لمدارسهم رغم أنها قد تتعرض للقصف، فيما يطالب الأهالي بإغلاقها.
تحذيرات الأمم المتحدة
من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة أن هجوم تركيا الدامي على مواقع الأكراد شمال شرقي سوريا أجبر 130 ألف شخص على الفرار من منازلهم، وتوقعت أن يرتفع هذا العدد أكثر من 3 مرات.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاركي، لـ”فرانس برس”: “انتقلنا إلى سيناريو الاستعداد لنزوح ما يقارب من 400 ألف شخص داخليا في أنحاء المناطق المتأثرة بالعملية التركية”، مضيفا أن هؤلاء سيكونون “بحاجة إلى المساعدة والحماية”.
واستقر كثير من النازحين عند أقاربهم أو لدى مجتمعات محلية مضيفة، لكن أعدادا متزايدة تصل إلى ملاجئ جماعية، بما فيها مدارس.
وحذرت الأمم المتحدة من تأثير أي تصعيد إضافي في العملية التركية أو التحولات المفاجئة في الجهات المسيطرة على الأرض.
ولفتت إلى أنه “لا يزال القلق بالغ بشأن المخاطر التي تواجه آلاف النازحين الضعفاء بمن فيهم نساء وأطفال في مخيمات عدة” للنازحين.
ونوهت الأمم المتحدة كذلك إلى وجود تداعيات عدة أخرى للهجوم العسكري الذي يجري على عدة جبهات على الحدود بين سوريا وتركيا.
وأعربت كذلك عن قلقها على سلامة موظفي 113 منظمة إغاثة دولية وتابعة للأمم المتحدة في المنطقة، بينما خفضت عدد موظفيها الدوليين إلى 200 من 384.