العثور على مخطوطات تشرح بعضاً من ألغاز بناء هرم خوفو
قالت صحيفة “ديلي اكسبريس” البريطانية إن الفيلم الوثائقي “Egypt’s Great Pyramid: The New Evidence” «هرم مصر الأكبر: الدليل الجديد» الذي تبثه القناة الرابعة البريطانية، كشف كيف يمكن لمجموعة من المخطوطات السليمة أن تُسلط الضوء على لغز بناء الهرم الأكبر.
مازالت طريقة بناء هرم خوفو يحفها الغموض منذ آلاف السنين
حيث يعتبر، هرم الجيزة الأكبر هو أقدم وأكبر الأهرامات الثلاثة في الجيزة بمصر، وأحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. ويعتقد معظم المؤرخين أن هذا الصرح الضخم بُني على مدار أكثر من 20 عاماً للفرعون خوفو، الذي دُفن في قبر بداخله. وتُلقي بعض التطورات الأخيرة -مثل اكتشاف قوارب في قاعدة الهرم- الضوء على الطريقة التي استطاعت بها هذه الحضارة المتقدمة بناء مثل هذه الصروح قبل أكثر من 4000 عام.
الفيلم الوثائقي “Egypt’s Great Pyramid: The New Evidence” «هرم مصر الأكبر: الدليل الجديد» والذي انطلق عام 2019، وصف بالتفصيل عثور عالم الآثار بيير تليت على عدد من مخطوطات البردي القديمة في كهف بوادي الجرف.
وقال تليت: «منذ اليوم الأول الذي توصلنا فيه لهذا الاكتشاف، كان من الجليّ أننا عثرنا على أقدم المخطوطات البردية في العالم».
وأضاف: «جاء هذا الاكتشاف خطوة بخطوة، إذ بدأ بعثورنا على أجزاء صغيرة جداً في البداية، ثم في الأسبوع الماضي فقط، عثرنا على مخطوطات بردية كبيرة جداً كانت محفوظة في حالة جيدة للغاية».
وقال: «هذه طريقة جديدة نرى بها بناء هذا الهرم لأننا لا نعرف الكثير عن الطريقة التي بُني بها، وتمدنا هذه المخطوطات بمعلومات ثمينة للغاية حول الطريقة التي تمكن بها العمال من بناء مثل هذه الصروح الكبيرة».
لكنَّ فيلماً وثائقياً سلط الضوء على بعض التفاصيل الغامضة
حيث استمر الفيلم ليكشف كيف قضى عالم الآثار الدكتور بيير تليت نصف عقد تقريباً في محاولة لفهم ما تخبرنا به المخطوطات عن المصريين القدماء.
وقال المُعلِّق: «لقد أمضى بيير أربع سنوات من التحليل الدقيق لفك رموز أوراق البردي بالكامل».
وأضاف: «لكن هذا الاكتشاف يكشف، بالتفصيل، كيف شارك البحارة في بناء الهرم».
وتابع: «كان كاتب هذه المخطوطات رجلاً يدعى ميرر وكان مشرفاً على سفينة شحن وفريق مكون من 40 من أفضل العمال».
وأضاف: «ويصف ميرر المهمة الشاقة التي كان على أفراد فريقه الاضطلاع بها وهي نقل أحجار الهرم الخارجية البيضاء الثمينة على طول نهر النيل، ويعد هذا الوصف أول رواية شخصية لأحد المشاركين في بناء الأهرامات».
ويُعتقد أن يوميات ميرر، وهو موظف من الدرجة المتوسطة ويحمل لقب «مفتش»، تعود إلى العام السادس والعشرين من فترة حكم الفرعون خوفو وهو يتحدث عن الأشهر العديدة التي قضوها في نقل الأحجار الجيرية من طرة إلى الجيزة.
ومع أن هذه اليوميات لا تحدد مكان استخدام هذه الأحجار أو الغرض منها، وبالنظر إلى أن تاريخ هذه المخطوطات يعود إلى ما يعتقده كثيرون نهاية عهد خوفو، يرجح الدكتور تليت أن هذه الأحجار كانت لكسوة الهرم الأكبر من الخارج.
وتمتد الفترة التي تغطيها مخطوطات البردي من يوليو/تموز إلى نوفمبر/تشرين الثاني.
ويتحدث ميرر في هذه المخطوطات عن انطلاق رحلتين أو ثلاث ذهاباً وإياباً على طول النهر كل عشرة أيام وعمل حوالي 40 بحاراً تحت إشرافه.