العبادي والمالكي سبب الأزمة الداخلية في العراق
رغم ارتفاع صادرات النفط العراقية إلا أن الدولة تواجه أزمة داخلية كبيرة، وتتجه بغداد نحو مواجهة كبيرة بين الكتلتين الرئيسيتين المتنافستين، بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس الوزراء السابق “المالكي”، وكلاهما حاليا في سباق لقيادة البلاد، في حين تواجه التهديدات العراق تهديدات داخلية وخارجية.
وبحسب قناة “أر تي” الروسية أن معدلات انتاج وتصدير النفط في تطور ايجابي رغم أن العراق تتأرجح نجو حافة الهاوية، وعززت العراق صادرتها من النفط الخام في الجنوب إلي 3.583 مليون برميل في اليوم منذ اغسطس، بزيادة 40 الف برميل عن شهر يوليو.
وأشارت القناة إلي بدأ بغداد زيادة انتاجها من النفط منذ اجتماع منظمة الأوبك في فينا، وزاد انتاجها الإجمالي إلي متوسط 3.549 مليون برميل في اليوم لمدة 3 أشهر، أي بزيادة قدرها 109.000برميل في اليوم منذ 5 أشهر الأولي من عام 2018.
وأضافت القناة أنه علي لارغم استمرار الاضطرابات في البصرة إلا ان صادرات النفط ارتفعت في الجنوب، وتم شحن 2.727 مليون بريمل يومياً من نفط البصرة من المحطات التي في أطراف البصرة، بجانب 856.000 برميل يوميا من البصرة، وتعتبر صادرات النفط في إقليم كردستان واعدة ايضا فهي تقوم بتصدير 445 الف برميل يوميا لميناء جيهان التركي وهو ما يمثل زيادة بنسبة 40% مقارنة بشهر يوليو.
ورغم من كل الآفاق الواعدة لتصدير النفط العراقي إلا أن لامستقبل أقل سطوعاً، حيث تواجه البلاد حالة من الاغلاق التام إذا لم تتمكن الكتل السياسية المتنافسة من التوصل لاتفاق لتشكيل البرلمان قريباً، وقبل عدة أيام اجتمع البرلمان العراقي لأول مرة منذ انتخابات مايو، في الوقت الحاضر ، وما زال رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي يحاول الوصول إلى تحالف يشكل الأغلبية ، لكنه ، حتى الآن تم حظره من قبل منافسيه ، بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، بعد عدة مناقشات ساخنة ، لم يتم التوصل إلى حل.
وتقول القناة “أن عبادي يقاتل من أجل البقاء في السلطة ، بعد أن توصل بالفعل إلى اتفاق تحالف مع حركة تابعة لمقتدى الصدر.
بينما حذر الصدر وهو رجل دين شيعي، قوي الحكومة من أن صبره ينفد، وقد يكون الصدر الذي يشتهر بشكل رئيسي بموقفه المتشدد، برجوعه في السلطة ان يكون السبب الرئيسي في صراع السلطة الحالي، كما أصبح أحد المؤيدين الرئيسيين للاحتجاجات العنيفة المستمرة في مدينة البصرة جنوب العراق وما حولها ، حيث يحارب المحتجون قوات الأمن العراقية في محاولة لإجبار الحكومة في بغداد على اتخاذ إجراءات بشأن الغذاء والماء والطاقة التي يعاني العراق من نقصها، وفي الأسابيع الأخيرة قتل العشرات من المتظاهرين وأصيب كثيرون آخرون في العديد من الاحتجاجات التي تهدد الآن بالتسرب إلى الجزء الجنوبي كله من العراق.
تمكن نوري المالكي ، رئيس الوزراء السابق ، من تشكيل تحالف مع قائد الميليشيات هادي العامري ، زعيم الميليشيات الشيعية التي تعرف باسم الحشد الشعبي، والعامري مدعوم بقوة من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، وطهران لا تحاول فقط تعزيز موقفها من السلطة في العراق ، ولكنها تحاول أيضاً التأثير على الحكومة للابتعاد عن كتلة السلطة التي تقودها السعودية في المنطقة.
ومما يزيد الاضطرابات في العراق ويكون بمثابة القاء الوقود علي النار أعلن الحشد الشعبي أنهم سيستهدفون القوات الأمريكية والقوات الأجنبية في العراق، وقالت الميليشيات أنها ستتخذ إجراءً إذا حاول غير العراقيين تشكيل حكومة موالية للولايات المتحدة وموالية للسعودية في بغداد.
بينما يضع الغرب دعمه لعبادي الذي ينظر له بإنه سياسي أضعف من سلفه المالكي، ويؤكد المحللين الغربيين أن المالكي يركز بشكل كبير علي الصراعات القبلية والطائفية، في حين العبادي لديه موقف أكثر انفتاحًا.
وأوضحت القناة أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يلقيان باللوم علي المالكي في دعمه صراع السلطة المؤيد للشيعة، وعدم بالاهتمام بالجماعات الطائفية والدينية الأخري التي خلقت أرضية خصبة للإرهاب وكانت أحد الاسباب وراء صعود نجاح داعش في العراق.
وتحذر القناة من احتمال فشل الأطراف المتصارعة في العراق في إبرام اتفاق ومعالجة المشاكل في الجنوب مما يعرض انتاج النفط للخطر ويغرق البلاد في المزيد من الفوضي والتدهور.