العاهل الأردني يدعو إسرائيل لاستئناف الحوار ويكشف أن المملكة كانت مهددة من «وكلاء إيران»
قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن الحوار بين بلاده وإسرائيل متوقف منذ عامين تقريباً، مؤكداً أنه من الضروري إعادة إطلاقه.
بشأن الخطوات التي سيتخذها الأردن حال ضمّت إسرائيل الضفة الغربية تنفيذاً لتعهدات مسؤولين يمينيين، قال الملك عبدالله، في مقابلة بثتها قناة «فرانس 24» الإثنين 13 يناير 2020، إن التعهد بضم الضفة هو «خطاب معين صادر عن إسرائيل سببه السياسات المتعلقة بالانتخابات؛ الأمر الذي رفع من مستوى القلق في المنطقة؛ حيث إنهم (المسؤولين الإسرائيليين) يسيرون في معظم الوقت باتجاه غير مسبوق لنا جميعاً، وهذا من شأنه أن يولّد المزيد من عدم الاستقرار وسوء التفاهم».
العاهل الأردني يدعو إسرائيل للحوار
كما أكد العاهل الأردني أنه «من الضروري إعادة إطلاق الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والحوار بين الأردن وإسرائيل كذلك، الذي توقف منذ عامين تقريباً، ولذلك علينا أن ننتظر قرار الشعب الإسرائيلي». وأكد أن «الأردن ملتزم بالسلام كخيار استراتيجي، وهو عامل مهم لاستقرار المنطقة».
تابع أيضاً: «نحن، وللأسف، ندرك حقيقة استمرار أجواء الانتخابات (في إسرائيل) منذ عام تقريباً؛ الأمر الذي يعني أن إسرائيل تنظر إلى الداخل وتركز على قضاياها الداخلية، وبالتالي فإن علاقتنا الآن في حالة توقف مؤقت، نريد للشعب الإسرائيلي الاتفاق على حكومة في القريب العاجل لكي نتمكن جميعاً من النظر إلى كيفية المضي قدماً».
كما أوضح: «بسبب موسم الدعاية الانتخابية الذي استمر لفترة طويلة، لم يكن هناك أي تواصل ثنائي أو خطوات ذات أثر؛ لذلك عندما تكون هناك بعض القرارات والتصريحات، كما ذكرتَ سابقاً ضم الضفة الغربية، فإنها تولد الشك لدى الكثير منا عن الوجهة التي يسعى إليها بعض السياسيين الإسرائيليين».
فيما اعتبر أن «حل الدولتين برأيي وبرأي معظم الدول الأوروبية هو الطريق الوحيد إلى الأمام، أما بالنسبة لمن يدعم أجندة حل الدولة الواحدة، فهذا أمر غير منطقي بالنسبة لي».
العاهل الأردني أوضح أن «هناك ازدواجية في المعايير، وفئتين من القوانين لشعبين اثنين، وهذا سيخلق المزيد من عدم الاستقرار، الطريق الوحيد الذي بإمكاننا المضيّ من خلاله قدماً هو الاستقرار في الشرق الأوسط، ولتحقيق ذلك علينا أولاً تحقيق الاستقرار بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
ويتحدث عن محاولة استهداف وكلاء إيران للمملكة
بخصوص استهداف «وكلاء إيران» لأهداف في الأردن، أشار الملك عبدالله إلى أنه كان هناك مستوى تهديد أعلى خلال عام 2019 على أهداف معينة داخل الأردن، وقال: «فمن منظور عسكري نحن في حالة تأهب أعلى لمواجهة وكلاء قد يستهدفون، كان هذا مصدراً للقلق، ولكن لحسن الحظ لم يحدث شيء».
العاهل الأردني أوضح أن عمّان رصدت اتصالات تتحدث عن أهداف في الأردن، وبالتالي اتخذ الإجراءات اللازمة للرد بالشكل المناسب، حتى «نكون متأهبين لأي شيء، لم يحدث شيء، ولكن مرة أخرى، أعتقد أنه علينا أن نعود إلى الحوار بيننا جميعاً، لأن أي سوء تقدير من أي طرف يعد مشكلة لنا جميعاً، وكلنا سندفع الثمن».
كان السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان ألمح، خلال مؤتمر انعقد بالقدس الغربية، في وقت سابق من الشهر الجاري، إلى أن خطة السلام الأمريكية المعروفة بـ «صفقة القرن» ستتضمن اعترافاً أمريكياً بحق إسرائيل في ضم أجزاء من الضفة الغربية.
بينما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، في ذات المؤتمر، بعدم إخلاء أي مستوطنة إسرائيلية مقامة بالضفة الغربية، وأكد عزمه ضم منطقة غور الأردن وشمالي البحر الميت بالضفة إلى سيادة تل أبيب حال انتخابه رئيساً للوزراء مرة أخرى.
فيما يطالب الفلسطينيون بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة عام 1967، بما في ذلك غور الأردن، على الحدود بين الضفة الغربية والأردن.