الصين تنفي التمييز العنصري ضد الأفارقة بسبب كورونا
نفت الصين، الإثنين 13 أبريل 2020، وجود أي تمييز رسمي في المعاملة يستهدف “الأشقاء الأفارقة” المقيمين لديها، مؤكدة أن “سوء فهم” في تدابير الوقاية المطبقة قد حدث في ولاية كانتون، جنوب البلاد، التي تسكنها جالية إفريقية كبيرة، وهو ما ترتب عليه موجة احتجاجات دبلوماسية واسعة.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان قال في تصريح صحفي، الإثنين 13 أبريل 2020، إن “سوء فهم” قد حدث في تدابير الوقاية المطبقة في كانتون، نافياً استهداف الجالية الإفريقية بشكل متعمد، حسبما نقلت وكالة رويترز.
كما أكد خلال مؤتمر صحافي أن “الحكومة الصينية تعامل جميع الأجانب في الصين بمساواة، وترفض رفضاً تاماً الكلام والسلوكيات التي تنم عن تمييز”، داعياً السلطات المحلية إلى “تحسين آلياتها وأساليب عملها”.
استهداف مباشر: أفراد الجالية الإفريقية في ولاية كانتون، أفادوا الخميس 9 أبريل 2020، بأنهم استُهدفوا وتم طردهم من أماكن سكنهم وفرض عليهم حجر صحي تعسفي وأجريت لهم فحوصات كورونا واسعة، خصوصاً مع تكثيف بكين حملتها للحد من الإصابات المستوردة.
عدد من الأفارقة أكدوا لوكالة “فرانس برس” أنه تم طردهم بالقوة من منازلهم، بينما رفضت الفنادق استقبالهم.
الطالب الغيني تيام أكد أن نتيجة فحصه جاءت سلبية، لكن الشرطة طلبت وضعه في حجر صحي الخميس، رغم أنه لم يغادر الصين منذ نحو أربعة أعوام.
وأضاف: “جميع الذين رأيتهم يخضعون للفحص أفارقة. الصينيون ينتقلون بحرّية. لكن الأفارقة لا يستطيعون الخروج”.
أكد ذلك تاجر نيجيري طرد من شقته، وقال إنه “أمضى أياماً في الشارع قبل أن ينقله شرطيون إلى فندق للحجر”.
قال التاجر: “حتى إن جاءت نتيجة الفحص سلبية لا تسمح لنا الشرطة بالبقاء في شققنا، ولا تعطي أي تبرير”.
وكان خمسة منهم مواطنون نيجيريون واجهوا موجة غضب واسعة، بعدما ظهرت تقارير إعلامية صينية أشارت إلى أنهم خرقوا الحجر الصحي الإلزامي وترددوا إلى مطاعم وغيرها من الأماكن العامة.
احتجاجات دبلوماسية: رئيس المفوضية الإفريقية موسى فكي أعرب، السبت 11 أبريل 2020، عن قلقه إزاء ما راج من معلومات حول إساءة معاملة بعض الأفارقة المقيمين بولاية كانتون.
جاء ذلك خلال لقاء جمع فكي والسفير الصيني لدى الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، حيث دعا فكي الحكومة الصينية إلى اتخاذ تدابيرَ فورية بما يتماشى مع علاقات بين الاتحاد الإفريقي وبكين.
كما احتجت نيجيريا وعدد من الدول الإفريقية على ما قالت إنها “إساءة معاملة” يلقاها الأفارقة في الصين.
حيث التقى رئيس مجلس النواب النيجيري في أبوجا السفير الصيني لدى بلاده، وعرض عليه صوراً متداولة قال إنها عن إساءة معاملة النيجيريين في غوانزو، بعد انتشار إشاعات تفيد بنقل أفارقة وباء كورونا للمدينة.
تدخل أمريكي: الولايات المتحدة أدانت بشدة السبت “رهاب السلطات الصينية تجاه الأفارقة”.
فقد أشار متحدث باسم الخارجية الأمريكية إلى أن “الانتهاكات وسوء معاملة الأفارقة المقيمين والعاملين في الصين تمثل تذكيراً محزناً إلى أي درجة الشراكة بين جمهورية الصين الشعبية وإفريقيا جوفاء”، وهو ما اعتبرته الصين “محاولة من أمريكا للإضرار بعلاقة بكين بالدول الإفريقية”.
كورونا في الصين: وسجلت الصين، الأحد 12 أبريل 2020، ارتفاعاً قياسياً جديداً بعدد الإصابات بفيروس كورونا القاتل، وهي الأعلى منذ نحو ستة أسابيع، نتيجة الزيادة في عدد المسافرين المصابين القادمين من الخارج، وذلك في تأكيد للتحديات التي تواجهها بكين في منع حدوث موجة ثانية من الفيروس، في حين سجلت البلاد إصابتين بفيروس حمى الخنازير الإفريقية.