الصين تسيطر على عالم الأدوية والعقاقير وهي من يمنح الهند المواد الأولية لصناعتها
كشف فيروس كورونا عن اعتماد الولايات المتحدة على العقاقير المكافئة، لكن سلسلة التوريد تلك تسيطر عليها الصين، كما أن الهند مسؤولة عن 70% من الإمدادات العالمية من بعض الأدوية مثل دواء هيدروكسي كلوروكوين الذي وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه دواء محتمل لمرض كوفيد-19.
في شهر مارس/آذار، زادت صعوبة الحصول على دواء هيدروكسي كلوروكوين، الذي يستخدم كذلك لعلاج الملاريا ولما بدأ الناس في ادخار كميات منه، سرعان ما أوقفت الهند -التي يقال إنها مسؤولة عن 70% من الإمدادات العالمية لدواء هيدروكسي كلوروكوين- تصدير الدواء لتأمين مستلزماتها منه، حسب تقرير شبكة CNN الأمريكية.
لم تقر إدارة الدواء والغذاء الأمريكية بـدواء هيدروكسي كلوروكوين على أنه العلاج لمرض كوفيد-19، لكن هذا الحدث أظهر مدى اعتمادية الولايات المتحدة على الهند في العقاقير، وتحديداً العقاقير المكافئة، التي تعد نسخاً من الأدوية المعروفة ولها نفس التأثير، ولكن بتكاليف أقل.
في الولايات المتحدة، يجري الحصول على 90% من الوصفات الطبية من الأدوية المكافئة، وواحدة من أصل ثلاث حبوب مستهلكة تنتجها شركات الأدوية الهندية، حسبما أشار تقرير صادر في أبريل 2020 عن اتحاد الصناعة الهندية وشركة كيه بي إم جي.
عملية مترابطة بين الهند والصين: رغم أن الولايات المتحدة تملك تأثيراً على ما يبدو على حليفتها الهند فيما يتعلق بالحصول على المنتج النهائي، ثمة إشكالية أكبر تتعلق بمرحلة سابقة في سلسلة التوريد. تحصل الهند على 68% من موادها الخام -المعروفة بأنها مكونات صيدلانية فعالة- من الصين. وأي إخلال بسلسلة التوريد تلك، يمكن أن يخلق مشكلة رئيسية، ولا سيما خلال الجائحة.
يوجد في الصين الآن أكثر من 7000 شركة لتصنيع المكونات الصيدلانية الفعالة، مقارنة بحوالي 1500 مصنع في الهند، وذلك بحسب تقرير اتحاد الصناعة الهندية وشركة كيه بي إم جي.
قال فيناي بينتو، المدير التنفيذي لشركة Wallace Pharma الهندية، وهي واحدة من كبرى الشركات التي تنتج دواء هيدروكسي كلوروكوين في البلاد: “عندما أغلقت الصين بسبب مرض كوفيد-19، صرنا يائسين”.
أضاف: “كان علينا فوراً أن نسرّع من وتيرة فرق المبيعات وسلاسل التوريد لنضمن أن لدينا ما يكفي من المواد الخام. وحاولنا جاهدين الحصول على المخزون الذي يحتفظ به التجار المحليون. كان هذا بكميات أصغر وأسعار أغلى بكثير”. حتى أن بعض شركات الأدوية الهندية لجأت إلى استئجار طائرات خاصة لنقل المكونات الصيدلانية الفعالة من الصين.
الإغلاق أثر على التوريد: في منتصف شهر مارس، خففت الصين من حالة الإغلاق، لكن إغلاق الحدود العالمية بسبب الجائحة تسبب الآن في مزيد من المشكلات اللوجستية مع شحنات جميع صادرات المنتجات.
بي سي ميشرا، مدير المديرية العامة للتجارة الخارجية في الهند قال أواخر أبريل: “ما زلنا نواجه صعوبات كبيرة في الحصول على الواردات من الصين. إذا قارنا مارس/آذار 2019 و 2020، سنجد أن الواردات من الصين انخفضت بنسبة 40%”.
أما جاياسري يير، المديرة التنفيذية لمنظمة Access to Medicine Foundation، وهي منظمة غير ربحية تحلل بيانات الصناعات الدوائية، فقد قالت إن هناك كذلك خوفاً بين شركات الأدوية من أنها “قد لا يكون لديها مخزون كافٍ من المكونات الصيدلانية الفعالة من أجل الدفعة القادمة من التزاماتها”.