الصين تسكت أفواه المتعافين من كورونا في ووهان
أفادت صحيفة The New York Times الأمريكية بأنَّ المتعافين من فيروس كورونا المستجد في الصين يتعرضون للإسكات بسبب سعيهم للحصول على إجابات حول ماهية الأخطاء التي شابت استجابة الدولة الأولية للفيروس ومن المسؤول عنها.
الصين تعرف بمراقبتها للانتقادات المُوجَّهة لسياساتها، ويتعرض المنشقون للسجن أو الاختفاء القسري بعد تقديم شكاوى. فيما تعمل أجهزة المراقبة الحكومية في الصين بأقصى طاقتها لحماية الرواية التي يروجها الحزب الحاكم عن استجابة الدولة لفيروس كورونا المستجد وفقاً لما أفاد به موقع Business Insider الأمريكي.
سكان ووهان يقاضون بكين: ووفقاً لصحيفة The Times البريطانية، خطط 7 من سكان ووهان الذين نجوا من جائحة فيروس كورونا المستجد، أو مات أحد أفراد عائلتهم من الفيروس، لمقاضاة الحكومة من أجل الحصول على بعض الإجابات عن العثرات التي أدت إلى تطور تفشي الفيروس إلى جائحة. ويقول هؤلاء إنهم “يرغبون في “تعويض عادل عن خسائرهم وعقاب أقسى للمسؤولين”، وفقاً لتقرير الصحيفة.
لكن بدلاً من الحصول على إجابات يتعرضون للمضايقات والتهديدات، حسبما ذكرت صحيفة The Times؛ ما دفع الكثيرون لإسقاط شكواهم. وأشارت الصحيفة إلى أنَّ المحامين حُذِروا من رفع أية دعاوى قضائية ضد الحكومة، واستجوبت الشرطة أفراد عائلات الضحايا المكلومين.
بكين تشعر بالقلق: وفي تصريح لصحيفة The Times، قال يانغ زنكينغ، ناشط صيني في مجال الصحة العامة يقيم في نيويورك الذي اعتُقِل سابقاً بسبب نشاطه، “هم يشعرون بالقلق لأنه لو دافع الناس عن حقوقهم، فسيعرف المجتمع الدولي حقيقة الموقف في ووهان والتجارب الفعلية التي مرت بها العائلات هناك. وأضاف أنَّ ما لا يقل عن 7 مواطنين من ووهان من الذين تواصلوا معه طلباً للمساعدة تعرضوا للتهديد لكي يُسقطوا دعواهم القضائية.
فيما يقول بعض السكان إنَّ إجمالي عدد الوفيات قد يكون أعلى بكثير من الأرقام الرسمية المُعلَّن عنها.
صحيفة The Times أفادت بأنَّ رجلاً آخر يُدعى تان جون، وهو موظف مدني في مقاطعة هوبي الصينية، تقدم بشكوى يتهم فيها حكومة المقاطعة “بإخفاء حقيقة انتشار الفيروس والتعتيم عليها”؛ ما دفع الناس “لتجاهل خطر الفيروس”. وأقر بأنه قدّم شكوى في محكمة ووهان، لكنه رفض الحديث مع الصحيفة عن تفاصيل تطور دعواه القضائية.
كورونا في الصين: ورفعت الصين فجأة في الشهر الماضي حصيلتها من الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد بنسبة 50%، وزعمت أنها غاب عنها تسجيل تلك الوفيات الأولية لأنَّ الارتباك ساد المنشآت الطبية في مدينة ووهان -منشأ الفيروس. وأكد المسؤولون الصينيون على أنَّ النهج الصارم الذي تبنته البلاد للحد من انتشار الفيروس، بما في ذلك تطبيق بروتوكولات الإغلاق الصارمة، ساعد على إبقاء عدد حالات الإصابة منخفضاً.
لكن الكثير، بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تشككوا في استجابة الصين للفيروس ومدى صدق تصريحاتها الرسمية.
ترامب يهاجم الصين: إذ قال الرئيس ترامب في إحاطة إعلامية لفريق عمل البيت الأبيض لمواجهة فيروس كورونا المستجد في الشهر الماضي: “هل تعتقدون أنكم تحصلون على أرقام صادقة من بعض هذه الدول؟ هل تصدقون حقاً تلك الأرقام الخاصة بالدولة الضخمة التي تسمى الصين؟”.
وزاد المجتمع الدولي من الضغط على الصين لإجراء تحقيق مستقل في أصل نشأة الفيروس، وكذلك عن استجابتها لتفشي الفيروس في المراحل الأولى. وفي الأسابيع الأخيرة، دعت المفوضية الأوروبية والسويد وأستراليا ودول أخرى الصين إلى التحلي بمزيد من الشفافية.