الصين تراهن على المقاتلة الشبحية «J-20» لإيقاف التوسع العسكري الأمريكي
تحول صراع التطوير العسكري بين مختلف مصنعي الأسلحة إلى أكثر من مجرد العمل على تحديث المنظومات الدفاعية في تلك البلدان، بل بدا الأمر كأنه سباق بين القوى الرئيسية في مجالات التصنيع العسكري، وهي الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا.
واشنطن وهي صاحبة الباع الطويل في التطوير العسكري لا تزال تواجه منافسة قوية على مستوى التحديث الفعلي للمنظومات الدفاعية والعسكرية، فبعيدًا عن روسيا باتت الصين أيضًا واحدة من القوى الرئيسية في مجالات تسويق الأسلحة.
الصين تسعى للاستحواذ على تقنيات ناسا العسكرية.. وألمانيا كلمة السر
تواجه الصين معوقات واضحة على مستوى التصنيع التقني، حيث تقف الولايات المتحدة وأوروبا بالمرصاد ضد أي مساع تبذلها بكين من أجل تطوير القدرات التكنولوجية في العديد من المجالات الحيوية، وهو ما يتم بالتعاون مع عدد من القوى الأوروبية الرائدة على مستوى تلك الصناعات، وعلى رأسها ألمانيا.
وبذلت الصين على مدى العقدين الماضيين جهودا واسعة لإظهار قدراتها العسكرية، حيث ركزت بشكل رئيسي على الطائرات بشكل عام، والمقاتلات الشبحية على وجه الخصوص، لتتمكن في نهاية المطاف من إنهاء عملية التطوير المستمرة لطائرتها J-20، والتي ظهرت لأول مرة في الصين خلال 2011، بعد أكثر من سنتين على بدء تصنيعها.
الصناعات العسكرية الصينية بشكل عام، واجهت انتقادات مختلفة على مستوى التطوير الفني، وكانت القدرات الفنية لمحرك المقاتلة الشبحية J-20 إحدى أبرز مواطن النقد في الأعوام القليلة الماضية.
وذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، أن مشاكل المحرك التى منعت طائرات بكين المقاتلة الشبح J-20 من الدخول إلى مراحل الإنتاج الضخم قد تم علاجها، الأمر الذي يسمح لها الآن بالبدء في عمليات التصدير الموسعة.
العيوب التي تم الإبلاغ عنها في الطائرة الشبحية الصينية كانت تتمثل في الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة عند وصول تحليق الطائرة بسرعات عالية.
كوريا الشمالية تستعد لنسف المفاوضات بعرضها العسكري الأضخم الشهر المقبل
وأشار التقرير إلى أن الاختبارات الأرضية والرحلات التجريبية اكتملت بنجاح باستخدام محرك WS-15، والذي بدا مناسبًا لقدرات الطائرة، موضحة أن عملية الإنتاج الضخم للطائرة ستبدأ بنهاية عام 2018.
وكانت الصين تعتمد بصفة رئيسية على محركات WS-10 لتشغيل الطائرة الشبحية، وهي نسخ أقل قوة من الطرز الحالية، كما كانت بكين تعتمد على محركات مؤرّخة من طراز AL-31F الروسية، والتي شوهدت لأول مرة على مقاتلات سوخوي Su-27 التابعة للاتحاد السوفييتي في عام 1981.
وحتى الشهر الماضي، كانت التقارير التحليلية العسكرية ترجح كفة طائرة F -22 رابتور الأمريكية، والتي تكمن أفضليتها في المقام الأول كنتيجة لاعتمادها على محركات نفاثة من طراز G199-PW-100.
هذه المحركات لديها القدرة على توجيه الناقل الخلفي للمحرك في اتجاهات مختلفة، مما يتيح للطائرات أداء المناورات بسرعة أكبر من الصوت، وهو الأمر الذي افتقدته الطائرات الصينية.
وقال أحد المصادر لصحيفة واشنطن بوست: “وجود محرك محلي المنشأ أمر لا بد منه لدخول مجموعة العشرين للإنتاج الضخم، حيث لن يكون هناك بلد آخر مستعد لإعطاء الصين مثل هذه التقنية المتطورة”.
وعلى الرغم من التطوير المستمر لمحرك الطائرة، فإن مصادر متخصصة أكدت وجود بعض المشاكل البسيطة في المحرك التي لم يتم تسويتها بعد، لكن الفنيين يتوقعون إيجاد حلول عندما يكون المحرك أكثر انتظامًا في الطائرات، وذلك حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
ليست حربا اقتصادية فقط.. الصراع الاستخباراتي بين أمريكا والصين يدخل آفاقا جديدة
الأهمية الاستراتيجية والعسكرية لطائرات J-20 لا تنحصر في كونها الطائرة الشبحية الأبرز للصين، ولكن للتوظيف الذي ينتظرها في المحيط الهادي.
ووفقًا لموقع نيكست بيج فيوتشر، تنشر الولايات المتحدة من 200 إلى 300 طائرة من طراز F-35 الشبحية في منطقة المحيط الهادي الباسيفيكي بحلول منتصف العقد القادم، وهو الأمر الذي سيتبعه رغبة صينية في إنشاء أسطول من طائرات J-20 يصل إلى 200 على الأقل.
ويُفسر هذا الصراع الاستراتيجي إلحاح بكين في عملية تطوير J -20، كواحدة من أكثر الطائرات قدرة على الإطلاق والتخفي، كما أنها واحدة من المقاتلات الشبحية القادرة على منافسة طائرات F-35 وF-22 الأمريكية.