الصين تبدأ انتاج طائرتها.. ولكن لا يمكنها الطيران دون موافقة بوتين
دخلت الطائرة الصينية الشبحية J 20 مؤخراً مرحلة الإنتاج الكمي، لتدشن رسمياً انضمام بكين إلى نادي ذوات الطائرات الشبحية من الجيل الخامس والذي يضم الولايات المتحدة وروسيا فقط.
ونقل موقع South China Morning Post عن مصدر عسكري صيني، قوله إن طائرة J-20B قد تغلبت على المشكلات المتعلقة بالرشاقة بحيث يمكن اعتبارها أخيراً مقاتلة من الجيل الخامس.
إذ دخلت نسخة معدلة من J-20 في مرحلة الإنتاج الكمي الضخم رسمياً، مع حصول ترقيات لها كطائرة مقاتلة من الجيل الخامس، وفقاً المصدر القريب من المشروع.
وقال المصدر إنه تم الكشف رسمياً عن الطائرة المقاتلة الشبح J-20B المعدلة يوم الأربعاء 8 يوليو/تموز 2020، بحضور العديد من كبار القادة العسكريين، من ضمنهم نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الجنرال تشانغ يوشيا.
وجانغ هو ثاني نائب رئيس للجنة العسكرية المركزية وهو مسؤول عن تطوير الأسلحة لجيش التحرير الشعبي.
تطوير أخير قبل دخول الطائرة الصينية الشبحية J 20 مرحلة الانتاج الكمي
وبدأ الإنتاج الكمي لـJ-20B يوم الأربعاء، وقال المصدر: “لقد أصبحت أخيراً طائرة مقاتلة شبحية كاملة، مع خفة الحركة التي تلبي المعايير المطلوبة.
إن التغيير الأكثر أهمية للطائرة المقاتلة هو أنها مجهزة الآن بناقلات الدفع (دوافع نفاسة متحركة الاتجاه تساعد الطائرة على تغيير اتجاهها بسرعة).
يسمح التحكم في ناقلات الدفع (TVC) للطيارين بالتحكم بشكل أفضل في الطائرة عن طريق إعادة توجيه اتجاه دفع المحرك.
في عام 2018، أظهرت الصين لأول مرة، مقاتلة متعددة المهام J-10C -مزودة بمحرك WS-10 Taihang- بالمعرض الجوي الصيني في تشوهاي، مما جعل الطائرة من خلال خطواتها، في أداء يشير إلى أن الصين قد نجحت في تكنولوجيا الدفع.
المشكلة أن الطائرة ما زالت تعتمد على محرك روسي
وستظل الطائرة مزودة بمحرك روسي، لكن “النسخة ذات المحرك الصيني يمكن أن تكون جاهزة في غضون عام أو عامين”، وإلى حين اعتماد المحركات الصينية ستكون هذه الطائرة رهينة لقرار روسي بشأن تزويد بكين بالمحركات.
وقال المصدر إن J-20B ستستمر في استخدام محركات Saturn AL-31 الروسية، لأن هناك حاجة إلى مزيد من العمل على محرك WS-15 الصيني.
ويقوم المهندسون الصينيون بتطوير محركات توربينية WS-15 عالية الدفع لـJ-20، لكن هذا العمل متأخر عن الجدول الزمني المحدد.
وقال المصدر: “المحرك الصيني المصمم لطائرات J-20 لا يزال يفشل في تلبية المتطلبات، لكن تطويره يسير بسلاسة تامة، وقد يكون جاهزاً في العام أو العامين المقبلين”.
واستدرك: “ولكن الهدف النهائي للصين هو تجهيز الطائرات المقاتلة من طراز J-20B بمحركات محلية”.
وكان يعتقد أن الصين قامت ببناء نحو 50 طائرة من طراز J-20 بحلول نهاية عام 2019، ولكن المشاكل مع محركات الطائرات أخرت مزيداً من خطط الإنتاج.
ودخلت الدفعة الأولى من طائرات J-20 بالصين الخدمة في عام 2017، عندما قررت الولايات المتحدة نشر أكثر من 100 طائرة من طراز F-35 في اليابان وكوريا الجنوبية في ذلك العام.
يتم تعريف مقاتلي الجيل الخامس من خلال تقنية التخفي، وسرعة الطيران الأسرع من الصوت من دون الحارق اللاحق، والقدرة على المناورة الفائقة، وإلكترونيات الطيران المدمجة للغاية.
لكن وسائل الإعلام الغربية وصفت الإصدار السابق من طائرة J-20 بأنها “طائرة اعتراضية (أي غير قادرة على الدخول في قتال متلاحم)، بسبب افتقارها إلى الرشاقة.
وقال المصدر العسكري: “إن إطلاق طائرة J-20B يعني أن هذه الطائرة هي الآن طائرة مقاتلة رسمية من الجيل الخامس”، مضيفاً أن شركة تشنغدو الفضائية، التي تصنّع طائرات J-20، قد تلقت “أوامر من جيش التحرير الشعبي الصيني بشأن إنتاج الطائرة”.
وأنشأت CAC خط إنتاجها الرابع في عام 2019، كل واحد لديه القدرة على إنتاج نحو طائرة في الشهر.
كيف صممت الصين هذه الطائرة؟
قامت طائرة J-20 برحلتها الأولى في 11 يناير/كانون الثاني 2011، وتم الكشف عنها رسمياً في معرض الصين الدولي للطيران والفضاء 2016. وتم إدخال الطائرة إلى الخدمة في مارس/آذار 2017، وبدأت مرحلة التدريب القتالي في سبتمبر/أيلول 2017. وتم تشكيل أول وحدة قتالية من طراز J-20 في فبراير/شباط 2018.
ويقول الروس إن الصينيين استلهموا الكثير في J-20 من مشروع مقاتلة سوفييتية من الجيل الخامس تم طرحه في عام 2000.
وقال دميتري دروزدينكو، المسؤول بإحدى المؤسسات الإعلامية الروسية العسكرية، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، إن طائرة J-20 “مبنية على مشروع MiG 1.44 الذي لم يكتمل، وهو المشروع السوفييتي المنافس لمشروع الطائرة سوخوي PAK FA التي خرج منها مشروع الطائرة الروسية الشبحية سوخوي 57”.
ويضيف: “الطائرة الصينية متشابهة للغاية مع MiG 1.44، على الرغم من أنه لم يتم الإعلان عن ذلك رسمياً، كما أن الطائرة J-20 تستخدم محرك AL-31F، الذي طورته شركة Salut، والذي اشتراه الصينيون مقابل نصف مليار دولار”.
ما مدى قدرتها الشبحية؟
لاحظ المحللون أن أنف ومظلة J-20 يستخدمان تصميماً يوفر قدرات شبحية مماثلة للطائرة الأمريكية الـF-22؛ مما يؤدي إلى أداء مميز مماثل بالأمام، في حين أن فوهات المحرك الجانبية والمحورية المتناظرة قد تعرّض الطائرة للانكشاف من قبل الرادارات.
في مايو/أيار 2018، زعم قائد جوي هندي أن مقاتلات Su-30MKI الروسية الصنع التي تمتلكها نيودلهي يمكنها اكتشاف طائرة J-20 من “عدة كيلومترات”، وسط تقارير معاكسة من وسائل الإعلام الهندية تفيد بأن طائرة J-20 غير قابلة للكشف.
لاحظ المحلل جوستين برونك، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن الصينيين ربما يحلّقون على متن J-20 بعاكسات الرادار خلال فترة السلم لأغراض السلامة والتدريب، بسبب احتمال وقوع حوادث ولكي يتم التعرف عليها من الطائرات أو المنشآت الأرضية المضادة.
هناك معلومات محدودة حول مجموعة أجهزة الاستشعار الخاصة بالطائرة J-20.
ويعتقد أنها مزودة برادار AESA، كما يوجد مستشعر بصري كهربائي، وست فتحات بصرية كهربائية على الأرجح، تشكل نظام الكشف السلبي.
ومن المحتمل جداً أن تكون الطائرة مجهزة بجيل جديد من روابط تبادل البيانات وتدابير الدعم الإلكتروني ومجموعة الحرب الإلكترونية التي تناسب بشكل قياسي، مقاتلات الجيل الخامس الأخرى في العالم.
لكن، غني عن القول أن هناك افتقاراً إلى أي مصادر مستقلة حول مستشعرات الطائرة وإلكترونيات الطيران بها.
هل هي أفضل من الـ”إف 35″؟
ومن المفترض أن تكون طائرة J-20 طائرة مقاتلة من الجيل الخامس على قدم المساواة مع مقاتلات Lockheed F-22 Raptor و F-35 Lightning متعددة المهام.
ولكن عادةً ما تتم مقارنتها بـF 35، لأن الـF 22 تعتبر طائرة استثنائية في قدراتها، كما أن القوات الأمريكية أوقفت إنتاجها، لأنها باهظة التكلفة.
تم تصميم J-20، لتعزيز القدرة على المناورة، ولتزويد الصين بمجموعة متنوعة من خيارات القتال الجوي غير المتوافرة سابقاً.
وتقول مصادر وزارة الدفاع الأمريكية، إن الصين تعتبر تقنية التخفي مكوناً أساسياً في تحويل قوتها الجوية من “قوة جوية إقليمية في الغالب إلى واحدة قادرة على القيام بكل من العمليات الهجومية والدفاعية”.
وقال تقرير قوة الصين، إنه يعتقد أن طائرة J-20 مزودة بأنظمة فرعية وتقنية تقليل التوقيع الميداني التي تلبي بشكل جماعي، التصنيف المقبول دولياً لطائرة من “الجيل الخامس”.
وقال الجنرال ديفيد ل. جولدفين، رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية، إن المقاتلات في عصر المعلومات مثل طائرة J-20، مصممة للارتباط بشبكات الدفاع الوطنية، التي تمكّن هذه المقاتلات المتطورة من الوصول إلى المعلومات في الوقت الحقيقي والتي توفرها الأقمار الصناعية والمركبات الجوية من دون طيار.
ونتيجة لذلك، يجب تقييم طائرة J-20، مثل F-35، كجزء من “عائلة أنظمة” بدلاً من طائرة قائمة بذاتها.
وتختلف الآراء حول نقاط القوة النسبية لـJ-20 كمقاتلة تفوُّق جوي (جو-جو) أو طائرة قصف جوي (جو-أرض).
ويعتقد بعض المحللين أن تركيز J-20 على التسلل الأمامي يجعلها تقدم اعتراضاً فعالاً على المدى البعيد بالأساس، أي إنها مخصصة للاشتباكات متوسطة المدى.
بغض النظر عن هذا الغموض، من المرجح أن يمتد نصف القُطر القتالي لـJ-20 إلى ما وراء البر الصيني الرئيسي. تقترح كلية الحرب البحرية الأمريكية أن طائرة J-20 يمكن أن تكون “منصة هجوم سطحي فعالة لمسافة تصل إلى عدة مئات من الأميال البحرية في البحر”.
وذكرت “غلوبال تايمز” في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن طائرة J-20 قادرة على إعادة التزود بالوقود الجوي، وربما تزيد من نطاق العمليات عبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
بالنسبة إلى أي الطائرتين ستكون أفضل في قتال جوي تلاحمي، يقول محلل الدفاع الأسترالي مالكولم ديفيس، إنه يميل نحو طائرة F-35 أكثر من J 20.
ويضيف ديفيس أن F-35 أفضل في تكامل البيانات، ولديها القدرة على جمع مصادر متعددة للمعلومات والعمل كعقدة في شبكة تبادل المعلومات المرتبطة بها.
ويتابع: “في قتال تقليدي بين F-35 وJ-20، من الصعب معرفة من يتفوق، لكن F-35 لديها ميزةٌ أفضل في التخفي والوعي بساحة المعركة، أما الطائرة J-20 أسرع وذات مدى أطول وحمولة كبيرة”.
وقال ديفيس، الذي يعد كبير المحللين في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، إن السؤال لم يكن بسيطاً: “خلاصة القول هي… أعتقد أنه من السابق لأوانه القول مَن المتفوق منهما”.
في المقابل قال فو تشيانشاو، خبير الدفاع الجوي الصيني، لصحيفة “غلوبال تايمز”، إنه يعتقد أن طائرة J-20 هي الآن أكثر تعقيداً من طائرة F-35 التابعة للقوات الجوية الأمريكية.
ويعتبر أن برنامج F-35 الأمريكي أغلى مشروع في العالم، وربما هو الخطأ الأكبر بتاريخ الجيش الأمريكي.
ولكن على الرغم من هذه الإدعاءات، أعطى الطيارون العسكريون الأمريكيون مراجعات حماسية لطائرة F-35، مدَّعين أنها توفر إدراكاً استثنائياً لظروف المعركة. ويقول بعض الخبراء إن موجة من طائرات F-35 ستهلك أي شيء داخل مسرح العمليات.
هل تتفوق على الطائرة الروسية سوخوي 57؟
في مقال حديث حول “المنفعة المتبادلة” من أي صفقة محتملة تستورد خلالها الصين طائرات Su-57، خلص موقع الدفاع الروسي البارز RG إلى أن Su-57 ليست أفضل ولا أسوأ من J-20، ولكنها تفي بغرض تشغيلي مختلف تماماً.
إذ يقول الموقع: “تم تصميم طائرة J-20 كمنصة خفية للصواريخ يمكنها اختراق الدفاعات الجوية المعقدة، من أجل استهداف البنية التحتية الحيوية أو الأصول العسكرية”.
في المقابل، تتفوق Su-57 كمنصة تفوُّق جوي بميزات الهجوم الشبح والهجوم البري، مع إمكانات عالية في القتال التلاحمي.
ومن ثم، فإن موقع RG يرى أنه يجب على القوات الجوية الصينية شراء Su-57 ليس كبديل، ولكن كمكمل لـJ-20.
وفي الوقت نفسه، وفقاً لـYahoo News، من حيث الأداء الحركي الكلي، من المحتمل أن تكون Su-57 ذات أداء متفوق مقارنةً بـJ-20 الصينية.
فمن خلال قدرتها على تغيير اتجاه الحركة عبر التوجيه الثلاثي الأبعاد، من المحتمل أن تتمتع Su-57 بزاوية عالية السرعة وقابلية ممتازة للقدرة على المناورة الهجومية.
ويعتقد أن الطائرة الروسية تتمتع أيضاً بأداء طيران فوق صوتي جيد جداً.
وبمجرد أن تتلقى Su-57 مرحلتها الثانية من محركات Saturn izdeliye 30 الجديدة الأقوى، يجب أن تكون قادرة على تحقيق أداء حركي والقدرة على المناورة، تقريباً على قدم المساواة مع الطائرة الأمريكية الشهيرة Lockheed Martin F-22 Raptor.