الصحف العبرية ترصد ثورة “بدنا نعيش” في غزة وقمع حماس للمظاهرات
اهتمت العديد من الصحف العبرية بالمظاهرات التي شهدتها قطاع غزة مؤخراً وكيفية تعامل منظمة حماس مع الاحتجاجات الفلسطينية التي تطالب بتحسن أوضاعهم القاسية.
وسلطت صحيفة “هآرتس” العبرية، الضوء علي اعتقال منظمة حماس مئات الفلسطينيين لقمع ما أسطلقت عليه مسمي “ثورة الجياع” في قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، أن قوات الأمن التابعة لحماس في قطاع غزة قمعة المظاهرات التي شارك فيها مئات الفلسطينيين الذين خرجوا إلي الشوارع احتجاجاً علي التدهور الاقتصادي، مشيرة إلي خروج الفلسطينيين إلي الشارع رغم العنف والتخويف والهجمات الإسرائيلية، خرجوا للاحتجاج على الوضع الاقتصادي المؤلم إلا أن نيران قوات الأمن كانت في استقبالهم.
بينما أشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، الي اجتماع الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية والاسلامية في مقر الجبهة الشعبية في غزة، و دعت حركة حماس إلى سحب الأجهزة الأمنية والمسلحين من الشوارع والساحات العامة، وإطلاق سراح كافة المعتقلين الذين اعتقلوا بسبب احتجاجهم علي رفع الأسعار وفرض الضرائب في غزة، دعوا إلى مساءلة جميع ضباط الأمن الذين اعتدوا على المتظاهرين
وتقام الاحتجاجات في قطاع غزة تحت شعار “نريد ان نعيش” تنظمها حركات شبابية واعدة، و مجموعات فلسطينية تعارض حكم حماس على قطاع غزة.، ويُنظر إلى الاحتجاجات الواسعة على أنها تحد كبير لحركة حماس ، التي سيطرت على قطاع غزة بعنف في صيف عام 2007.
يطالب المحتجون بأن تتخلى حماس عن قرارها بفرض ضرائب جديدة ، وتجري معظم الاحتجاجات في جباليا ودير البلح وخان يونس والنصيرات والبريج، ويأتي ذلك مع ارتفاع معدل البطالة واستمرار نقص الكهرباء.
وقالت مصادر في قطاع غزة “إن رجلاً فلسطينياً يبلغ من العمر 32 عامًا أشعل النار في نفسه احتجاجًا على الأزمة الاقتصادية”، ووقع الحادث في منطقة الفلوجة في جباليا في شمال قطاع غزة. بعد إزالة عناصر حماس مكانه في السوق وطرده من منزله، ونقل الرجل للمستشفي لتلقي العلاج الطبي.
وأشارت الصحيفة إلي خروج مؤيدي حماس امس السبت إلي الشوارع للاحتجاج ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وحمل المحتجون عباس مسؤولية الأزمة الاقتصادية بسبب العقوبات التي فرضها علي قطاع غزة منذ عام 2017 والتي شملت خفض الرواتب لآلاف الموظفين الفلسطينيين والأسر الفقيرة.
وقال متحدث باسم حماس إن عقوبات عباس تشكل “جريمة سياسية ووطنية وأخلاقية” ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأطلقت حماس يوم السبت سراح بعض المتظاهرين بكفالة بعد إجبارهم على توقيع وثائق يتعهدون فيها بعدم المشاركة في المظاهرات، واتهمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين قوات الأمن التابعة لحماس بضرب واعتقال عدد من الصحفيين لدورهم في تغطية الاحتجاجات، وتم التعرف على ثلاثة من الصحفيين الذين استهدفتهم حماس هم محمود اللوح وحمزة حماد وأسامة كحلوت.
وقال شهود عيان” إن ضباط أمن حماس قاموا أيضاً بضرب الناشط الحقوقي جيل سرحان ، الذي نُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي”. و قالوا أيضاً ” إن بكر التركماني ، محامي يعمل في اللجنة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان ، تعرض للضرب على أيدي ضباط حماس”.
قالت السلطة الفلسطينية وكبار ممثليها في منظمة التحرير الفلسطينية وفتح ” إن الاحتجاجات هي مؤشر على الاستياء المتزايد في قطاع غزة من سياسات حماس الفاشلة والإجراءات القمعية، واتهموا قوات الأمن التابعة لحماس بالضرب المبرح لعشرات المحتجين والصحفيين”.
ونقلت “جيروزاليم” بوست بيان المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف الذي أدان قمع القوات الأمنية التابعة لحماس الاحتجاجات السلمية في قطاع غزة.
وأعرب ملادينوف عن إدانته بشدة حملة الاعتقالات والعنف التي استخدمتها قوات الأمن التابعة لحماس ضد المتظاهرين، بمن فيهم النساء والأطفال، في غزة خلال الأيام الماضية.
وقال ملادينوف “أشعر بالقلق بشكل خاص من ضرب الصحفيين والموظفين في اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان ومداهمة المنازل”.
وأضاف أن أهالي غزة طالت معاناتهم، احتجوا على الوضع الاقتصادي المؤلم وطالبوا بتحسين مستوى المعيشة في القطاع، هذا حقهم في الاحتجاج دون خوف من الانتقام.
بينما اقترح يحيى موسى ، أحد كبار مسؤولي حماس ، يوم الجمعة تشكيل لجنة وطنية لإدارة شؤون قطاع غزة في أعقاب استمرار الاحتجاجات.
ودعا حماس إلى عقد مؤتمر صحفي للإعلان عن قبولها لمطالب المحتجين ، وخاصة السماح لهيئة أخرى بإدارة شؤون الفلسطينيين في قطاع غزة، وقال موسى ” إنه يعارض استخدام القوة ضد المتظاهرين”.