الشرطة الإسبانية تنقذ مسنين من بيت الأهوال
كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن الشرطة الإسبانية أنقذت شخصين مُسنين يُزعم أنهما تعرّضا للحبس والتخدير على يد زوجين تظاهرا بأنهما مقدما رعاية، فيما نهبا أكثر من مليوني دولار من الحسابات المصرفية الخاصة بعددٍ من الضحايا.
وقد تمكّن الحرس المدني الإسباني في النهاية من الوصول إلى ما وُصف بأنَّه «بيت الأهوال»، بعد أن طلبت شرطة فرانكفورت مساعدته في تعقب امرأة ألمانية تبلغ من العمر 101 عام تُدعى ماريا بابيس.
تعرّض مسنين لانتهاكات على يد مقدمي رعاية
وحسبما قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية فقد حدد ضباطٌ من القوات الإسبانية مكان ماريا في دار رعاية في مدينة تشيكلانا دي لا فرونتيرا، بالقرب من مدينة قادس الجنوبية. كانت المرأة المسنة مريضة للغاية، وأثارت سجلات المستشفى المشرفة على علاجها شكوكاً بشأن سلوك الأشخاص الذين كانوا يقومون على رعايتها قبل دخولها إلى دار الرعاية.
ووجد تحقيقٌ أن زوجين كوبيين من أصل ألماني، لم يُكشف عن اسميهما رسمياً بعد، قد صادقا ماريا في مدينة تنريفي وأحضراها إلى جنوب إسبانيا «حتى يتسنى لهما السيطرة عليها بشكل أفضل». وقالت الشرطة إنَّ الزوجين استخدما الأسلوب نفسه لاستغلال بعض الأشخاص الضعفاء الآخرين.
وقد كشفا عن حجم ما تعرضوا له للشرطة الإسبانية
وحالما تحسّنت حالتها بدرجة تسمح لها بالتحدث، أخبرت ماريا الحرس المدني بأن الزوجين احتفظا بها في منزل مستأجر لعدة أشهر، وقيّدا يديها. وقد باعا منزلها في تنريفي دون علمها واستوليا على أكثر من 156 ألف دولار من حسابها المصرفي.
وقبل يومٍ واحد من اعتقال الضباط للزوجين، تمكّن الرجل والمرأة من إقناع ماريا بمغادرة دار الرعاية معهما. وفي غضون 5 ساعات، كانت جثةً هامدة.
وقال الحرس المدني في بيان: «كان موتها غريباً نظراً لأنَّه في صباح ذلك اليوم، التُقط لها فيديو ظهرت فيه وهي بكامل صحتها وكانت تلعب الدف أثناء فطور الكريسماس في الدار».
ولم تخضع جثتها للفحص، وأصر الزوجان على إحراقها بسرعة. وأخبر متعهد الموتى الشرطة بأنه اعتقد بأنه من الغريب أن الزوجين لم يطلبا رماد جثة ماريا، رغم ادعائهما ولعهما بها.
وعندما وصل الحرس المدني إلى المنزل المستأجر، عثروا على تذكرتي طيران إلى كوبا، وأدلة على وجود منزل آخر مستأجر قريب.
حيث يتم حبسهما في منزل بلا خدمات بعيداً عن الأعين
وعثروا هناك على امرأة هولندية مُسنة ورجل ألماني مسن في حالة بالغة السوء من حيث الصحة والنظافة.
وقال البيان: «وجدنا الاثنين في غرف موصدة من الخارج، وكانا يتناولان طعامهما عبر أنابيب أنفية، ولم يكن بإمكانهما التحرك».
وهما يتعافيان الآن. وقد تعرّف كاتب العدل الذي أنهى الأعمال الورقية الخاصة بممتلكات ماريا بابيس على المرأة الهولندية، وقال إنها هي التي تظاهرت بأنها ماريا بابيس أثناء التوقيع على أصول ممتلكاتها.
الزوجان رهن الاحتجاز الآن. وتمكّن المحققون من الوصول إلى مبلغٍ يقدر بحوالي مليوني دولار «حصلا عليه في ظروف مماثلة» من أربعة أشخاص آخرين كانا قد تظاهرا «برعايتهم».
وتسعى السلطات الإسبانية للحصول على مساعدةٍ قانونية من المحاكم في إنجلترا وإيطاليا وألمانيا وكوبا للمساعدة في تحديد حجم أموال وممتلكات الزوجين في دول العالم.
واتُّهم الزوجان بارتكاب جرائم تشمل الاحتيال والاختلاس والعنف المنزلي وغسل الأموال. وقد اعتُقل أربعة أشخاص آخرين فيما يخضع 9 آخرون للتحقيق.