السودان نجحت رغم المخاطر خلافاً لليبيا واليمن وقد يكون مصدر إلهام للجزائريين
صحيفة “لاكروا” الفرنسية في افتتاحيتها عددها الصادر، الأربعاء، إن المفاوضات الصعبة بين العسكر والمدنيين في السودان أبعدت شبح الفوضى في هذه البلد، حيث أدت احتجاجات شعبية حادة إلى الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير الذي حكمه لمدة ثلاثين عاما.
وقد اتفق الفرقاء على إنشاء “مجلس سيادي” مدني – عسكري لإدارة انتقال سياسي في غضون ثلاث سنوات مع حكومة جديدة وبرلمان جديد. والهدف صياغة دستور جديد لتحقيق الاستقرار في هذا البلد الذي تخنقه الانقسامات العرقية.
واعتبرت “لاكروا” أن الاتفاق بين المجلس العسكري الحاكم والمعارضة ممثلة في قوى الحرية والتغيير يعد نجاحاً رغم المخاطر التي ستواجهه أثناء تطبيقه، موضحة أن قادة المجتمع المدني السوداني نجحوا في التنسيق والبقاء متحدين مع بعضهم البعض تحت راية تحالف قوى الحرية والتغيير، وفتحت لهم الانقسامات داخل صفوف القوات المسلحة مساحة احتلوها بحزم وبشكل مدروس.
كما أوضحت “لاكروا” أن السودان عرف كيف يبقى نفسه سيداً لمصيره، على عكس ليبيا واليمن، اللذين تحولا إلى مسارح لتجاذبات القوى الإقليمية. وكان لوساطة الاتحاد الإفريقي دور أساسي في ذلك، يستحق الثناء عليه، كما تقول الصحيفة الفرنسية.
ورأت “لاكروا” أن التحول الذي يشهده السودان، إذا تأكد، بنجاح العملية السياسية في البلاد، فإنه سيكون لذلك أثر يؤدي إلى الاستقرار في المنطقتين العربية والساحل الإفريقي. كما أنه سيكون مصدر إلهام بالنسبة للجزائريين المنخرطين في عملية مماثلة. وعليه حثتّ الصحيفة كلاً من فرنسا والاتحاد الأوروبي على دعم العملية السياسية في السودان.