السلطات العراقية ترفع حظر التجوال بعد أول ليلة هادئة منذ انطلاق الاحتجاجات الدامية
اعلنت قيادة العمليات المشتركة ليل السبت 2 سبتمبر 2018 رفع حظر التجوال الذي فرض في وقت سابق من السبت بمدينة البصرة الجنوبية، بعد ليلة هادئة هي الأولى دون حوادث منذ انطلاق الاحتجاجات في البصرة التي أسفرت عن مقتل 12 متظاهراً.
وشهدت شوارع مدينة البصرة الغنية بالنفط هدوءاً للمرة الأولى منذ الرابع من أيلول/سبتمبر. وكان مراسل من وكالة الأنباء الفرنسية أفاد في وقت سابق عن انتشار كثيف لقوات مكافحة الإرهاب والرد السريع في شوارع المدينة من خلال حواجز ثابتة رُفِعت في ما بعد، وسط غياب تام للمتظاهرين، وحركة سيارات خفيفة.
استهداف مطار البصرة بالصواريخ
وكانت نيران الصواريخ قد استهدفت مطار البصرة صباح السبت بعد ليلة من الاحتجاجات التي اتهمت النخبة السياسية في العراق بسوء الحكم وشهدت إشعال المحتجين النار في القنصلية الإيرانية واحتجاز اثنين من العاملين في حقل نفطي كرهائن لفترة وجيزة.
وتقع البصرة، ثاني أكبر مدن العراق، في منطقة ذات أغلبية شيعية بجنوب العراق وتشهد احتجاجات عنيفة منذ خمسة أيام إذ اقتحم محتجون مباني حكومية وعاثوا فيها فساداً وأضرموا النار فيها تعبيراً عن رفضهم للفساد السياسي.
وبدأت المظاهرات لأول مرة في يوليو/تموز احتجاجاً على سوء الخدمات العامة لكنها تصاعدت الأسبوع الماضي. وقال منظمو الاحتجاجات في البصرة إنها ستتوقف السبت. وكان وجود قوات الأمن كثيفاً في المدينة التي يقطنها ما يربو على مليوني نسمة مع استئناف حظر التجول من الرابعة مساء (1300 بتوقيت جرينتش).
تداعيات «حرق» القنصلية الإيرانية
ووقع الهجوم على المطار، حسب «رويترز»، بعد فترة وجيزة من رفع حظر تجول فرض أمس شمل سائر أنحاء المدينة وبعد ساعات من إعادة فتح ميناء أم قصر الذي أغلق محتجون مدخله مما أدى لتوقف جميع العمليات به.
واقتحم المحتجون الجمعة القنصلية الإيرانية في المدينة وأضرموا النار بها ونددوا بما يصفه كثيرون بالنفوذ الإيراني في الشؤون السياسية للعراق. وندد العراق وإيران بما حدث مما أثار مخاوف من رد انتقامي محتمل.
واقتحمت مجموعة أخرى من المحتجين منشأة لمعالجة المياه تابعة لحقل غرب القرنة2 النفطي واحتجزوا موظفين عراقيين لمدة ساعة تقريباً قبل أن يغادروا بهدوء ويطلقوا سراحهما. وقال مدير في الحقل النفطي إن الإنتاج لم يتعطل.
والسياسيون العراقيون ينتقدون بعضهم البعض
تأتي الأزمة فيما لا يزال الساسة يحاولون التوصل لاتفاق بشأن حكومة جديدة بعد انتخابات غير حاسمة في مايو أيار. واجتمع البرلمان الجديد لأول مرة يوم الإثنين لكنه فشل في انتخاب رئيس له ناهيك عن ترشيح رئيس وزراء جديد.
وعقد البرلمان جلسة طارئة لمناقشة الاحتجاجات في البصرة بعد ظهر السبت حذر خلالها رئيس الوزراء حيدر العبادي من أن الوضع قد ينزلق إلى صراع مسلح. وقال «يجب عزل الجانب السياسي عن الأمني والخدمي».
ومع ذلك، انتقد قادة جميع الكتل الرئيسية التي تتنافس على تشكيل ائتلاف حاكم أدوار بعضها البعض في الأزمة.
وبعد جلسة البرلمان دعت الكتلتان الأكبر، وهما تحالف الفتح وتحالف سائرون، العبادي إلى الاستقالة. ويقود تحالف سائرون رجل الدين الشيعي الشعبوي مقتدى الصدر الذي جاءت كتلته في المركز الأول في انتخابات مايو وكان قد تحالف مع العبادي.
ويتنافس تحالفهما على تشكيل حكومة جديدة مع تحالف الفتح الذي يدعمه نوري المالكي سلف العبادي وهادي العامري وهو زعيم جماعة شيعية مسلحة مدعومة من إيران. وكان العامري أول من دعا العبادي للاستقالة الجمعة.
ارتفاع حصيلة القتلى في الاحتجاجات في البصرة
وقالت مصادر إن ثلاثة محتجين قتلوا الجمعة وأصيب 48 آخرون منهم 26 بطلقات نارية. وأضافوا أن اثنين من أفراد قوات الأمن أصيبا.
وقالت دائرة صحة البصرة ومصادر طبية محلية إن ما لا يقل عن 13 محتجاً قُتلوا خلال الاحتجاجات في البصرة بعضهم في اشتباكات مع قوات الأمن، منذ يوم الإثنين كما أصيب العشرات.
وفي اجتماع لمجلس الوزراء عقد في وقت سابق السبت وافق الوزراء على إرسال وفد إلى البصرة. وقال العبادي في بيان إنه أمر «بإحالة الوحدات الأمنية المسؤولة عن حماية المؤسسات العراقية والقنصلية الإيرانية في البصرة إلى التحقيق لعدم قيامهم بواجباتهم في توفير الحماية اللازمة».
وتمت السبت إقالة كل من قائد عمليات البصرة وقائد قوات شرطة المدينة.