السلطات السودانية تضبط خلية تابعة لحركة عبد الواحد نور المتمردة كانت تخطط لاغتيالات وسط المحتجين
ضبطت السلطات السودانية خلية كانت تخطط لتنفيذ اغتيالات أثناء مظاهرات الاحتجاج على تدهور الأوضاع المعيشية، حسبما قال وزير الإعلام السوداني مأمون حسن.
وشهدت مدن سودانية احتجاجات شارك فيها مئات الجمعة. وفرقت الشرطة محتجين خارج مسجد في أم درمان عقب صلاة الجمعة بالقرب من العاصمة الخرطوم مستخدمة الغاز المسيل الدموع.
وقال حسن، في مؤتمر صحفي، إن الخلية المزعومة “تتبع حركة عبد الواحد محمد نور المتمردة في دارفور”.
واتهم الوزير الحركة بالسعى لإحداث فوضى في السودان.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط الخلية في منطقة الدروشاب بالخرطوم بحري، معلنا مقتل أحد أفرادها خلال عملية المداهمة.
و قال “كانوا يخططون لتنفيذ اغتيالات وسط المحتجين”.
ولم يصدر تعليق فوري عن حركة عبد الواحد نور على مزاعم وزير الإعلام السوداني، الذي قال إنه تم ضبط أسلحة بحوزة الخلية. وأشار إلى أن عدد أعضائها عشرة.
وعرضت السلطات تسجيلا مصورا لطلاب جامعيين يقولون إنهم ينتمون لحركة عبد الواحد نور. وطبقا للإفادات المصورة، فإنهم كانوا يخططون لتنفيذ أعمال تخريبية خلال الاحتجاجات.
وقال شهود عيان إن مدينة عطبرة، الواقعة في ولاية نهر النيل، شهدت اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين في عدد من أحيائها.
كما شهدت مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان، اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، حسب محمد عثمان، مراسل بي بي سي في السودان.
واعتقلت السلطات عددا من المحتجين، وكذلك صحفيين اثنين خلال تغطيتهما الاحتجاجات.
وكانت السلطات قد فرضت طوقا أمنيا على عدد من المساجد ونشرت قوات شرطة بالقرب من المرافق الحيوية بعد دعوات للتظاهر أطلقتها قوى المعارضة.
وبدأ صحفيون سودانيون إضرابا عقب الاحتجاجات الدامية على غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الخبز، وقتل فيها 19 شخصا منذ بدئها في 19 ديسمبر/كانون الأول – بحسب ما تقوله الحكومة، بينهم فردان من قوات الأمن.
وقال بيان للحكومة إن معظم القتلى لقوا حتفهم “خلال حوادث نهب”، بينما أصيب 219 شخصا. وأضاف أنه لم يُقتل أحد في العاصمة.
وكانت السلطات السودانية قد قالت في السابق إن ثمانية أشخاص فقط قتلوا في الاشتباكات، بينما قالت منظمة العفو الدولية، أمنستي، إن عدد القتلى يصل إلى 37.
لماذا يضرب الصحفيون؟
وقالت شبكة الصحفيين السودانيين الخميس إنها تضرب تضامنا مع المحتجين.
وقالت الشبكة: “نعلن بدء إضراب لثلاثة أيام من 27 ديسمبر/كانون الأول احتجاجا على استخدام الحكومة العنف في مواجهة المتظاهرين”.
ونظم صحفيون اعتصاما خارج مقر صحيفة “التيار” المستقلة. واقتادت عناصر تابعة للأمن ثمانية صحفيين منهم إلى جهة غير معلومة، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس عن رئيس تحرير الصحيفة، عثمان الميرغني.
وقال صحفي من بين هؤلاء فيما بعد إنه أفرج عنهم بعد ذلك بسرعة.
وقال الصحفيون إنهم يضربون أيضا احتجاجا على مصادرة الأجهزة الأمنية للصحف بصفة دورية، وضرب الإعلاميين الذين يغطون المظاهرات والقبض عليهم.
ويشكو العاملون في الصحافة في السودان من مضايقات السلطات لهم، التي أحيانا ما تصادر الصحف بسبب مقالات تعتبرها الاستخبارات الوطنية وأجهزة الأمن مسيئة.
ما هو هدف الاحتجاجات؟
ودعا نشطاء وجماعات معارضة في السودان الشعب إلى الخروج إلى الشوارع من جديد خلال الأيام المقبلة.
وقال بيان للحزب الشيوعي السوداني: “نحث الشعب السوداني على مواصلة مظاهراته حتى ينجح في الإطاحة بالنظام”.
وقبضت السلطات على عدد من أعضاء الحزب بعد بدء الاحتجاجات.
وقد زاد الضغط على الإئتلاف الحاكم بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير باستقالة عبد الرؤوف قرناص، وزير الصحة والتنمية الاجتماعية في حكومة الولاية الشمالية الخميس.
كما دعا زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال، عبد العزيز الحلو، السودانيين إلى التظاهر للمطالبة بتنحي البشير.
واتهم الحلو الحكومة بتعمد تجويع الناس الذين وصفهم بالمظلومين. وطالب بدولة سودانية ديمقراطية، حديثة، علمانية، يكون للمواطنين فيها حقوق متساوية.