السلطات الباكستانية تعتقل زعيم حركة “لَبّيْك” المتشددة
اعتقلت السلطات الباكستانية رجل دين بارزا أغلق أتباعه مدنا كبرى أوائل هذا الشهر للمطالبة بتشديد قوانين التجديف في البلاد، وذلك في أعقاب إلغاء حكم إعدام المسيحية آسيا بيبي المتهمة بإهانة النبي محمد.
كما أفادت تقارير غير مؤكدة باعتقال عدد من أتباع رجل الدين المتشدد كاظم حسين رضوي، زعيم حركة “لَبّيْك”، من مناطق متفرقة في البلاد.
وقال سعد، نجل رضوي، إن الشرطة اعتقلت والده في وقت متأخر خلال حملة على مدرسته الدينية في مدينة لاهور، شرق البلاد.
وأضاف، لوكالة رويترز عبر الهاتف، أن “الشرطة داهمت مدرستنا واعتقلت قائدنا المبجل”.
وقالت الشرطة إن أتباع رجل الدين المتشدد اشتبكوا مع رجال الأمن في لاهور بعد اعتقاله بوقت وجيز، ما أدّى إلى إصابة خمسة أشخاص.
وكان رضوي قد حثّ أتابعه في وقت سابق الجمعة على الخروج إلى الشوارع إذا اعتقل.
وفي رسالة مصورة بالفيديو، نُشرت الجمعة، دعا زعيم آخر من حركة “لَبّيْك”، وهو بير أفضال قادري، إلى احتجاجات جديدة، وقال إن الشرطة اعتقلت عشرات من أعضاء الحزب في مدينة كراتشي ومناطق أخرى من إقليم البنجاب.
وفي أوائل هذا الشهر، قاد رضوي مظاهرات استمرت ثلاثة أيام في أنحاء باكستان، احتجاجا على تبرئة السيدة آسيا بيبي، التي ألغت المحكمة العليا في البلاد إدانتها بالتجديف وأسقطت حكما بإعدامها كان قد صدر بعد إدانتها بتهمة إهانة النبي محمد.
وطالب المتظاهرون بإعدام المسيحية عندما أغلقوا طرقا رئيسية، ما أدّى إلى إصابة مناطق كبيرة في البلاد بالشلل.
وردّا على ذلك، عقدت الحكومة اتفاقا مع الإسلاميين لفرض حظر سفر على بيبي، التي أطلق سراحها في وقت سابق هذا الشهر، انتظارا لنتيجة المراجعة النهائية لقضيتها.
لكن حركة “لَبّيْك” تعهدت بالعودة إلى الشوارع في حالة السماح لبيبي بمغادرة البلاد.
“القانون سيأخذ مجراه”
قال وزير الإعلام الباكستاني، فؤاد شودري، في تعليق له على تويتر، إن الزعيم المتشدد اعتقل قبيل مظاهرة كانت ستنظم، السبت، في مدينة إسلام آباد.
وأضاف أن اعتقال رضوي لا علاقة له بقضية آسيا بيبي، وأن “القانون سيأخذ مجراه، ولا يمكن تركه للأفراد” لتطبيقه.
وتعود قضيّة إدانة بيبي إلى حادثة وقعت عام 2009 عندما طُلب منها إحضار الماء أثناء العمل في أحد الحقول، ما أثار اعتراض عاملات مسلمات على لمسها وعاء الماء كونها غير مسلمة، ما أدّى إلى حصول عراك. ثم زعم إمام محلّي لاحقًا أنّ بيبي أهانت النبي محمد.
ونفت بيبي هذه التهمة، وأثارت محاكمتها استياء منظمات حقوقية دولية وشخصيات دينية وسياسية.
وفرّ محاميها خارح باكستان خشية التعرض للقتل.