السعودية: حماقة إيران لن تصل بها إلى حد إعلان الحرب.. ولكن إن فرضت فنحن رجالها
اعتبر مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، أن بلاده قاعدة عربية صلبة أخذت على عاتقها التصدي لتدخلات إيران ضد أمتها.
وفي حديث مطول لصحيفة “إندبندنت عربية” عن صدى التوتر في منطقة الخليج، أكد المعلمي أن الجميع يأمل في عدم نشوب الحرب، إلا أن ذلك يتوقف على السلوك الإيراني.
وقال: “آمل في أن لا نكون ماضين إلى حرب، فهي لا تعود بالمصلحة على أحد، فما “الحرب إلا ما علمتم وذقتم”، بمعنى أنها ليست أمرا سهلا ميسورا، واتخاذ القرار بخوضها من أخطر القرارات التي يمكن أن يتخذها أي قائد أو مسؤول، وأنا على ثقة بأن قادة المملكة العربية السعودية لا يرغبون في الحرب، ولكن كما قال الأمير سعود الفيصل رحمه الله قبل وفاته بأشهر قليلة: “نحن لا نرغب في الحرب ولكن إذا فرضت علينا فنحن رجالها”، وهذا هو نهج المملكة.
وأضاف: “أما العنصر المشترك في كل الأحداث الحالية وفي كل التوتر القائم حاليا فهو السلوك الإيراني في المنطقة، مشيرا إلى أن السلوك الذي بدأ منذ عام 1979 بهدف فرض السيطرة والهيمنة وتصدير الثورة ونشر العقيدة الأيدلوجية التي تنتمي إليها القيادة في إيران، يستهدف المنطقة العربية ويرى ساحتها متاحة لمثل هذه التدخلات ومثل هذه الأفكار”.
واعتبر المعلمي أن “الإيرانيين يرتكبون خطأ جسيما حين يظنون أن تدخلهم إذا حقق نجاحا محدودا في لبنان أو في العراق أو في غيرهما، يستطيعون تكرار هذا النجاح على نطاق الأمة العربية، ذلك أنه على الرغم مما يعتري الأمة العربية من ضعف وتمزق وتفكك نشهدها في السنوات الأخيرة مع الأسف، إلا أن هناك قاعدة صلبة للأمة العربية هي المملكة العربية السعودية، وستظل هذه البلاد إن شاء الله حصنا منيعا في وجه طموحات أي جهة ترغب في الاعتداء على مقدسات الأمة العربية وعلى طموحاتها وآمالها”.
وردا على سؤال حول قرع جون بولتون مستشار الرئيس الأمريكي طبول الحرب ضد إيران، قال السفير السعودي، إن “بولتون لا يخفي حماسته لعملية ضد إيران بشكل أو آخر، ولكن عملية اتخاذ القرار في الولايات المتحدة عملية صعبة ومعقدة وتنتهي بيد الرئيس نفسه”.
وأضاف: “نحن لا نرغب في تغيير النظام، هذا الأمر يعود إلى الشعب الإيراني، ولكننا نرغب في تغيير سلوكه، طبعا من ضمن وسائل الضغط على النظام الإيراني زيادة العقوبات الاقتصادية والحصار دبلوماسيا في الدرجة الأولى، ومثل هذا الأمر هو ما يسعى الأمريكيون إليه في الأمم المتحدة، وهو شيء نرحب به لأننا نريد لهذه الضغوط أن تنجح لكي نتجنب الحرب”.
وأعرب عن عدم سعادته بالمقارنة بين عراق صدام وإيران خامنئي واعتبار النفط ورفع أسعاره أو خفضها أحد دوافع الحرب، مرجحا أن “حماقة إيران لن تصل إلى درجة الجرأة على إعلان حرب أو حتى التفكير في ذلك”.