السراج: نطالب فرنسا باتخاذ موقف واضح حيال هجوم حفتر
في مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية، أدان فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً، تصاعد العنف في ليبيا معتبراً أنه يعيد ليبيا إلى المربع الأول، مستنكراً في نفس الوقت الموقف “غير الواضح” لباريس حيال هجوم قوات المشير خليفة حفتر على طرابلس.
وقال السراج: “خلال الأسبوعين الماضيين قمنا بما في وسعنا للدفاع عن مدينة طرابلس والمدنيين، واضطرت القوات المهاجمة إلى التراجع، وهذا ما أثار إطلاق الصواريخ عشوائياً على أهداف مدنية كالمنازل والمدارس وسيارات الإسعاف. هذه الأعمال جزء من جريمة الحرب”.
وفي مواجهة هذا الصراع، وصف السراج رد فعل المجتمع الدولي بأنه “غير كاف”، معتبراً أن جملة إدانة هجوم قوات خليفة حفتر على طرابلس يجب أن تكون مصحوبة باجراءات ملموسة، بما في ذلك الوقف الفوري لإطلاق النار وإعادة جميع القوات إلى مواقعها الأولية.
وحث السراج المجتمع الدولي لاتخاذ موقف واضح، بما في ذلك فرنسا، التي أكد أنه لا يشك في دعهما لحكومة الوفاق المعترف بها من المجتمع الدولي، ولكنها تقدم أيضا الدعم لخليفة حفتر، مع دول أخرى.
وهذا الدعم الفرنسي هو الذي دفع حفتر إلى تنفيذ هجومه والخروج من العملية السياسية، وفق السراج، الذي قال: “يدهشنا ويحيرنا موقف فرنسا.. فكيف يمكن لبلد يتطلع إلى الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية أن يكون له موقف غير واضح للغاية حيال الشعب الليبي، الذي يطمح إلى نفس القيم؟”.
وأضاف: “نحن قلقون حيال سمعة فرنسا في الرأي العام بسبب موقفها غير الواضح وعدم تضامنها معنا”.
ونفى السراج أن يكون الصراع الحالي هو جزء من المعركة ضد الإرهاب، كما تقدمها حاشية خليفة حفتر، معتبرا أن هذا الصراع هو بين مؤيدي النظام العسكري والاستبدادي ومؤيدي دولة مدنية تضمن الحريات.
كما اعتبر السراج أن استئناف المحادثات السياسية على المدى القصير سيكون صعباً، مشدداً على أنه المستحيل تجديد الحوار السياسي في سياق هذه المعارك. وأوضح أن أولوية اللحظة هي “وقف القتال ومعاناة السكان”.