الداخلية في غزة تكشف إحباط مخططات تفجير لأصحاب «الفكر المنحرف» وتؤكد: لا ظاهرة تخابر في القطاع
كشفت وزارة الداخلية في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس، أن الأجهزة الأمنية التابعة لها، أحبطت عمليات أخرى بعد التفجيرين الأخيرين اللذين استهدفا حاجزين للشرطة في مدينة غزة نهايات الشهر قبل الماضي، ونفذها أشخاص يحملون افكارا متشددة، وأكدت إفشال الأمن في غزة ضربات الاحتلال الأمنية، وأنه لا توجد ظاهرة «تخابر».
وقال إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية، في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للوزارة «من خلال التحقيق المستمر استطعنا ضبط كامل الخلية التي تورطت بهذه العملية، وضبط المعدات المستخدمة، وما زالت عملية التحقيق مستمرة لنحدد الجهة التي تقف خلفها بشكل مباشر».
وكان تفجيران انتحاريان قد استهدفا نقاطا شرطية في مدينة غزة ليل 27 من شهر أغسطس الماضي، أسفرت عن مقتل المنفذين وثلاثة من أفراد الشرطة، وتبين بعد تحقيقات الأجهزة الأمنية أنهم يحملون أفكارا متشددة، وأنهم كانوا ضمن خلية تعمل على تنفيذ هجمات أخرى.
ولم يستبعد البزم أن تكون هناك أياد خفية للاحتلال وراء تلك العمليات، وقال إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول استغلال كل الأدوات لتحقيق أهدافه، من بينها التواصل مع «أصحاب الفكر المنحرف»، لافتا إلى ان الداخلية تبذل «جهودا أمنية، وجهودا توعوية علاجية كبيرة، لتحصين المجتمع، ومحاصرة الأفكار الشاذة المنحرفة».
وأكد وجود عمل وبرنامج مشترك مع وزارة الأوقاف، وتابع «لكن ما زلنا بحاجة للمزيد لتحصين المجتمع من هذه الآفة الخطيرة التي تؤثر على النسيج الوطني الفلسطيني».
يشار إلى ان وزارة الداخلية أطلقت قبل أيام حملة توعية، للتحذير من مخاطر التخابر أو التواصل مع المخابرات الإسرائيلية، حيث تهدف الحملة للتوعية من الأساليب الجديدة التي تتبعها المخابرات الإسرائيلية للحصول على المعلومات بطريقة التحايل.
وفي هذا السياق أكد البزم أن الأجهزة الأمنية في غزة، أثبتت في كل مرة أن لديها قدرة عالية على إفشال ضربات الاحتلال، معتبرا أن «عملها الأمني المنظم أصبح يشكل صعوبة أمام الاحتلال في عمليات التجنيد، ويفقده نقاط القوة».
وأشار إلى أنه «ليست هناك ظاهرة تخابر في غزة وإنما هي حالات، والمجتمع يرفض هذه الشرذمة»، مشيرا إلى أن لدى الأجهزة الأمنية خبرة تراكمت بشكل كبير، وأنها «أصبحت تسجل نقاطا بشكل مستمر في شباك مخابرات الاحتلال»، وأنها حققت نجاحات كبيرة في مواجهة مخابرات الاحتلال خلال السنوات الأخيرة.
وقال «الاحتلال يستهدف دائما الحالة الأمنية المستقرة في غزة؛ لإدراكه أن العامل الأساسي لصمود شعبنا هو استقرار الحالة الأمنية». وأكد وجود «يقظة عالية» من الأجهزة الأمنية، وتطوير للأدوات والأساليب التي نستخدمها للحفاظ على الحالة الأمنية واستقرار القطاع.
وفي استعراضه لأساليب المخابرات الإسرائيلية، قال إنها تلجأ لـ «التحايل»، بعدما باتت تجد صعوبة في التواصل وتجنيد العملاء. وأضاف البزم «هناك مؤشرات على أرض الواقع تدلل على أنه لا يستطيع أن يصل لأهداف تتعلق بالمقاومة، فيلجأ لاستهداف المدنيين».
وأشار كذلك إلى أن الاحتلال يجري «عمليات استهداف مبرمجة» تشمل «اتصالات عشوائية، واتصالات مدروسة»، تجاه المواطنين.
وتابع «لكننا نشكل عملية تحقيق سريعة في أي عملية اختراق أمني، ونتابع أساليب الاحتلال بشكل مستمر».
ولفت البزم إلى أن الشارع الفلسطيني يشكل داعماً للمؤسسة الأمنية في كل الأوقات، وقال «هناك حالة احتضان شعبي وتفاعل إيجابي ووعي كبير، إلى جانب تكامل بين الوعي الشعبي وعمل الأجهزة الأمنية».
وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة، أن هناك وعيا لدى الشعب الفلسطيني، لكنه قال إن الاحتلال «يختلق أساليب جديدة نعمل دوما على كشفها، سعيا لزيادة الوعي الشعبي واليقظة لدى المواطنين».
ونبه إلى ان الاحتلال يعمل على خداع المواطنين، من خلال استدراجهم عبر صفحة «المنسق» (منسق حكومة الاحتلال في المناطق الفلسطينية) وغيرها على مواقع التواصل الاجتماعي، محذرا من أن «المنسق» يمتلك صفحات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، يديرها ضباط في جهاز «الشاباك».
ونوه إلى ضرورة التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي «بحذر»، مطالبا أولياء الأمور بالانتباه لأبنائهم في تعاملهم مع هذه المواقع، والقيام بدورهم حتى لا يقعون فريسة للاحتلال، مؤكدا أنه لا توجد شريحة من أبناء الشعب الفلسطيني غير مستهدفة، داعيا في الوقت ذاته المواطنين الى عدم تقديم أي معلومة لأي جهة قبل التأكد من هويتها، مضيفا «يجب التفريق بين الهوس والحذر، فالحذر والاحتياط والانتباه واجب، واليقظة مطلوبة».
وكشف خلال الحملة أن الاحتلال يلجأ لاستخدام أسماء «جمعيات طبية»، وأخرى مهتمة بمساعدة الأسر الفقيرة، في الحصول على معلومات من المواطنين، غبر الاتصال المباشر بهم. وفيما يتعلق بعلاقة وزارة الداخلية مع مصر، قال البزم: «علاقتنا مع مصر استراتيجية، ونسعى دائماً لتطويرها ومنع أي مساس بها، وهناك حالة ضبط غير مسبوقة على صعيد الحدود».