الخارجية الفلسطينية تدين مشاركة موظفين من البيت الأبيض في اقتحام الأقصى
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الثلاثاء، دخول عدد من كبار موظفي البيت الأبيض باحات المسجد الأقصى في القدس برفقة جماعات يهودية وبحماية الشرطة الإسرائيلية.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن دخول موظفي البيت الأبيض للمسجد الأقصى “تم بطريقة اقتحامية وبمشاركة المستوطنين ومن دون تنسيق مع الجهة الرسمية المسؤولة عن المسجد الأقصى”، في إشارة إلى دائرة الأوقاف الإسلامية.
كما أدانت الوزارة “دعوات المنظمات اليمينية لتنظيم اقتحامات حاشدة للمسجد الأقصى لتغيير الوضع التاريخي القائم فيه، وانتزاع صلاحيات الأوقاف الإسلامية”.
وأشارت إلى أن ذلك يحدث “في وقت تتواصل فيه إجراءات وتدابير الاحتلال الجائرة لمنع أي نشاط، ليس سياسيا فقط، بل ثقافيا، اجتماعيا، رياضيا أو فنيا ينظمه المقدسيون، وهو ما يعني حرمان الفلسطينيين من أي نشاط جماعي في مدينتهم”.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن “حرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الوطني الإنساني للفلسطينيين في القدس لا تقتصر فقط على حملات التضييق والتنكيل والتهجير القسري إلى خارج المدينة، إنما تتواصل من خلال هدم المنازل وطرد مقومات هذا الوجود”.
وجددت الوزارة مطالبتها المدن العربية والإسلامية بعقد توأمات فورية مع القدس “كتعبير تضامني يتبنى صمود الفلسطينيين المقدسيين وطرح قضاياهم في المحافل كافة”.
اقتحام “قبر يوسف”
وفي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، اندلعت مواجهات شعبية تصدى خلالها المواطنون لعملية اقتحام كبيرة للمستوطنين لمنطقة “قبر يوسف”، أسفرت عن وقوع إصابات، فيما قامت قوات الاحتلال بشن حملات اعتقال جديدة طالت عددا من المواطنين، بينهم أشقاء.
وقالت مصادر محلية إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس، فجر الثلاثاء، وقامت بتطويق منطقة “قبر يوسف” لتمكين أكثر من 1200 مستوطن من دخول المنطقة، على غرار مرات عديدة سابقة، لإقامة “طقوس تلمودية” في المكان.
وذكرت المصادر أن مواجهات عنيفة اندلعت حين تصدى سكان نابلس لتلك العملية، حيث قامت قوات الاحتلال بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة العديد من السكان بحالات اختناق وبالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وكثيرا ما تقوم قوات الاحتلال باقتحام منطقة “قبر يوسف” الذي كان سابقا مسجدا إسلاميا، قبل أن تمنع إسرائيل الصلاة فيه بعد احتلال الضفة الغربية عام 1967، ويضم المكان ضريح الشيخ يوسف دويكات.
إلى ذلك فقد اعتقلت قوات الاحتلال فجر الثلاثاء، ثلاثة شبان من مدينة جنين شمال الضفة، بعد امداهمة منازل ذويهم وتفتيشها.
واعتقلت كذلك قوات الاحتلال خلال مداهمات لمخيم عايدة للاجئين التابع لمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية شقيقين، بعد دهم منزل والدهما وتفتيشه.
وفي سياق آخر استولت قوات الاحتلال على أوراق ثبوتية لأرض تعود لعائلة أبو محيميد في بيت تعمر شرق بيت لحم، بعد أن داهمت عددا من المنازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، كما تخللت عملية الاقتحام اعتقال أحد الشبان.
ونفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في بلدة بيت كاحل شمال مدينة الخليل الواقعة جنوب الضفة الغربية، واعتقلت من هناك سبعة مواطنين.
وذكرت مصادر محلية أن حملة الاعتقالات التي نفذتها قوات الاحتلال طالت ثلاثة من اشقاء الأسير قاسم عارف عصافرة، المتهم بقتل جندي إسرائيلي قبل أسبوعين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة صوريف شمال غرب الخليل واستولت على مركبة أسير محرر، وفي مدينة الخليل فتشت عدة منازل المواطنين خلال حملة دهم واسعة.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين من بلدة سلوان بالقدس المحتلة، وآخرين من بلدة العيسوية، خلال حملات دهم وتفتيش طالت كذلك بلدة عناتا التابعة للمدينة المقدسة.
وتتعرض مدينة القدس لحملات دهم واسعة ينفذها جيش الاحتلال، وبالأخص بلدة العيسوية، التي تتعرض لحصار مستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وتقوم قوات الاحتلال بشكل شبة يومي بتنفيذ حملات اعتقال ضد شبان وأطفال المدينة المقدسة، علاوة عن فرضها غرامات مالية على السكان وتحرير مخالفات، بالإضافة إلى عمليات هدم المنازل الواسعة وتشريد سكانها، وتمكين الجمعيات الاستيطانية من السيطرة على تلك المنازل بعد طرد سكانها قسرا.
وكان نادي الأسير، أحد أبرز المؤسسات التي تتابع ملف الأسرى، قال ان سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 500 مواطن مقدسي بينهم فتية وأطفال منذ نحو شهر، عقب الأحداث الأخيرة في بلدة العيسوية شمال شرق القدس.
وأوضح أن عمليات الاعتقال طالت مواطنين من مختلف أنحاء القدس، فيما سجلت أعلى نسبة في بلدة العيسوية التي شهدت اعتقال أكثر من 300 حالة من مختلف الأعمار.
وأكد أن سلطات الاحتلال تحاول فرض سيطرتها بالقوة على المدينة “عبر سياسة إرهاب المواطنين”، مؤكدا أن تزايد عدد الأسرى مؤخرا يعد “مؤشرا على استهداف الاحتلال لكل من يتصدى لسياساته وانتهاكاته من أبناء القدس وضواحيها”.