الخارجية الأمريكية تهدد بغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن
هددت وزارة الخارجية الأمريكية منظمة التحرير الفلسطينية بإغلاق مكتبها في العاصمة الأمريكية واشنطن، ما لم تدخل في مفاوضات سلام جدية مع إسرائيل بشكل مباشر وهادف.
وأشارت صحيفة ” ان بي سي ان ” الأمريكية إلي أن هذه الخطوة ستمنح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفوذا في الوقت الذي يسعي فيه إلي التوصل لاتفاق سلام في الشرق الأسط.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية لـ”ان بي سي ان” أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون ادعي أن الفلسطينيون خالفوا قانوناً أمريكياً ينص على ضرورة غلق بعثة منظمة التحرير الفلسطينية، إذا ما قام الفلسطينيين بدفع المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة إسرائيل على جرائم بحق الفلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة أن هناك شرط في القانون الأمريكي يسمح بمنح أموال الدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية ولمواصلة عمل مكتبها في واشنطن، بشرط بإن لا تطلب من المحكمة الجنائية الدولية مقاضاة الإسرائيليين لارتكابهم جرائم ضد الفلسطينيين.
وأشار المسؤول إلي ان تيلرسون رأى أن الفلسطينيين انتهكوا هذا الحكم بسبب بعض التصريحات التى ادلى بها الزعماء الفلسطينيون حول المحكمة الجنائية الدولية.
ولفتت الصحيفة إلي أن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية فال لوكالة فرانس برس في سبتمبر الماضي “أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر الخط بدعوته في المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق مع الإسرائيليين ومحاكمتهم”.
ودعا عباس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالمحكمة الجنائية الدولية إلي فتح تحقيق ومقاضاة المسؤولين الإسرائيليين بسبب تورطهم في انشطة استيطانية واعتداءات ضد الشعب الفلسطيني.
وأضافت الصحيفة أن الفلسطينيون يأملون بإن لا يغلق مكتبهم في واشنطن، والقانون نفسه يسمح لترامب قيامه بمناورة قد تؤدي إلي غلق المكتب الفلسطيني.
وانتقد مسؤول في وزراة الخارجية الأمريكية قرار ترامب بغلق المكتب الفلسطيني لأنه جاء بعد 90 يوما من دعوة عباس بالمحكمة الجنائية، وأنه يجب علي الفلسطينيين الدخول في مفاوضات مباشرة وذات مغزي مع إسرائيل وإلا سيغلق مكتبهم وفرض القيود علي منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة، وأضاف أننا لا نأمل أن يكون هذا الاغلاق قصير الأجل.
وأضافت الصحيفة أن منظمة التحرير الفلسطينية هي المؤسسة الرسمية التي تمثل الفلسطينين رسميا، وعلي الرغم من أن الولايات المتحدة لا تعترف بدولة فلسطين، إلا أن منظمة التحرير الفلسطينية تحتفظ بمكتب الوفد العام في واشنطن، مما يسهل تفاعل المسؤولين الفلسطينيين مع الحكومة الأمريكية.
ولا يشارك الاسرائيليون والفلسطينيون حاليا فى مفاوضات مباشرة، ولكن ادارة ترامب تعمل على استئناف محادثات السلام فى الشرق الاوسط، ويرأس جاريد كوشنر صهر ترامب وكبار مستشاريه مسؤولون البيت الأبيض في اعداد اتفاق السلام الذى يعتزمون طرحه.
وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية أان الولايات المتحدة لا تقطع العلاقات مع الفلسطينيين وتركز على اتفاق سلام شامل بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وأن هذا الاجراء لا يجب ان يعتبر اشارة الى ان الولايات المتحدة تقطع العلاقات مع الفلسطينيين..
ولم تكشف ادارة ترامب عن اي تفاصيل حول جهودها للتوصل الى اتفاق سلام يمنح الفلسطينيين دولة مستقلة مقابل انهاء النزاع مع الاسرائيليين، وعلى الرغم من تأييد الفلسطينيين علنا للجهود الأمريكية الرامية إلى إعادة إحياء المحادثات، فقد شككوا في أن علاقة ترامب الوثيقة بإسرائيل تشير إلى أن أي صفقة ستقترح ستكون غير مواتية لهم، ولكن خطر فقدان مكاتبهم في واشنطن يمكن أن يكون نقطة ضغط أخرى لإقناع الفلسطينيين بالمجيء إلى طاولة المفاوضات.
وأكد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي اليوم السبت أن القيادة الفلسطينية لن تقبل اى ابتزاز او ضغط، وأنهم ينتظرون المزيد من الاتصالات من الحكومة الامريكية.