الحكومة اليمنية لن تفاوض الحوثيين قبل إطلاقهم الأسرى وتسهيل الإغاثة
أبلغ رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر أمس، رد الحكومة الشرعية اليمنية إلى الموفد الدولي مارتن غريفيث في شأن اقتراحاته المتعلقة بالوضع في مدينة الحديدة ومينائها (غرب)، والتي قدمها الأخير للرئيس عبد ربه منصور هادي خلال زيارته عدن بداية الشهر الجاري. في غضون ذلك، دمرت مقاتلات للتحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية فجر أمس، مركزاً للقيادة والاتصال لميليشيات الحوثيين في مديرية عنس شرق مدينة ذمار (جنوب صنعاء).
وشدد بن دغر على «ضرورة إبداء حسن النية قبل أي مشاورات مقبلة، من خلال إطلاق كل الأسرى والمعتقلين في سجون جماعة الحوثيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثة الى المتضررين في عموم البلاد». وأشار إلى أن الحكومة اليمنية «تؤكد على السلام العادل والشامل وفقاً للمرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة)، والتزام الحوثيين الانسحاب الكامل من صنعاء والمدن اليمنية، وتسليم السلاح للدولة، وعودة السلطة الشرعية».
وقال رئيس الوزراء مخاطباً غريفيث: «على الأمم المتحدة رفض الانقلاب في اليمن، وإلا ستضطر للتعامل مع أي عملية انقلاب على السلطات الشرعية المنتخبة في أي مكان في العالم». وأكد أن الميليشيات «لم تكن يوماً جادة في الجنوح إلى السلم، واعتادت على المراوغة في تنفيذ الاتفاقات ونقض العهود والمواثيق، وآخرها رفضها الانسحاب من الحديدة، وتجنيب المدنيين الحرب».
وأشاد الموفد الدولي بـ «جهود الحكومة في دعم عملية السلام، ونياتها الصادقة نحو التوصل إلى حل سياسي». وأعرب عن «ارتياحه إلى الأفكار التي طرحها بن دغر على صعيد التوصل إلى استئناف المفاوضات». وقال إن الأمم المتحدة «ستعمل خلال الأيام المقبلة للتشاور مع كل الأطراف، لبلورة الرؤى والأفكار الممكنة والمتسقة مع مرجعيات السلام، والتأكيد على الجوانب الإنسانية لليمنيين المتضررين».
إلى ذلك، شدد الرئيس اليمني على «ضرورة فتح جبهات لتضييق الخناق على الحوثيين في ذمار، وقطع شريان إمدادهم في اتجاه محافظات إب وتعز والبيضاء. وأكد أهمية «تفعيل دور المقاومة في مناطق إقليم تهامة (غرب)، وتقديم كل أشكال الدعم لهزيمة الحوثيين».
وفيما استهدفت طائرات للتحالف معسكراً للشرطة تابعاً للحوثيين في محافظة صعدة (شمال)، وفقاً لموقع «اليمن العربي»، نفذ الجيش اليمني «عملية نوعية» استهدفت مواقع الميليشيات في مديرية شداء غرب صعدة، ما أدى إلى مقتل عشرات من المسلحين الحوثيين.
وقال قائد اللواء الثالث العميد محمد عبدالله العجابي لموقع «سبتمبر نت» إن «مجموعة خاصة تابعة للواء نفذت عملية التفافية ناجحة على مواقع الميليشيات قرب جبل تويلق على جبهة شداء»، مشيراً إلى «مقتل جميع المسلحين الحوثيين في تلك المواقع».
وحررت قوات الجيش عدداً من القرى والمواقع التي كانت تتمركز فيها الميليشيات في مديرية حيران شمال محافظة حجة. وقال مصدر عسكري إن «الجيش يدعمه التحالف، تمكن من تحرير ما تبقى من قريتي الجعدة والحراملة التابعتين لمديرية حيران (صعدة)، وتحرير مواقع شرق وادي حيران في اتجاه مديرية حرض (حجة)».
وبعدما طالب بتدخل روسي لوقف تقدم قوات الشرعية في الحديدة، بعث رئيس «المجلس السياسي الأعلى» لجماعة الحوثيين مهدي المشاط برسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعرب خلالها عن أمله بأن «تضطلع فرنسا بدور سياسي مهم وبارز في إحلال السلام». وأفادت وكالة «سبأ» الخاضعة لسيطرة الحوثيين ليل السبت- الأحد، بأن المشاط دعا خلال لقائه السفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تيستو، إلى «معاودة فتح السفارة الفرنسية في صنعاء».
إلى ذلك، دعت وزارة الأوقاف اليمنية في بيان أمس، الجهات الأمنية المختصة في عدن إلى «الوقوف بحزم إزاء ما يتعرض إليه خطباء المساجد وأئمتها والعلماء من اغتيال وإرهاب». ويأتي بيان الوزارة بعد ساعات على اغتيال إمام «مسجد عبدالله عزام» في مدينة المعلا في عدن، الشيخ محمد بازرعه برصاص مسلحين ليل السبت – الأحد.