الحزب الشيوعي العراقي يتهم أحزاباً دينية بالوقوف وراء استهداف مقرّه في البصرة
أكد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي في محافظة ذي قار عبد الرضا الزهيري، أمس الإثنين، أن المطالبة بالإصلاحات الحكومية ومحاربة الفساد دفع بالاحزاب الدينية إلى مهاجمة مقارنا في ذي قار والبصرة.
وقال إن «مواقفنا الثابتة إزاء الفساد المستشري في البلاد والمطالبة المستمرة بإجراء اصلاحات حكومية دفعت الأحزاب الدينية لاستهدافنا عبر مهاجمة مقارنا الحزبية في ذي قار والبصرة».
وأضاف أن «تحالفنا مع التيار الصدري والقائم على أساس محاربة الفساد وإجراء الإصلاحات الحكومية لم يصب بمصلحة بعض الاحزاب التي سارعت بحرق بعض المقار الحزبية».
كما لفت إلى أن «القوة الأمنية المخصصة لحماية مقارنا لم تكن كافية لتأمينها».
وتعرض مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة، أول أمس، إلى اعتداء بقنبلة يدوية، أدى إلى حدوث أضرار مادية في المبنى من دون خسائر بشرية.
وجاء هذا الهجوم بعد الاعتداء في الشهر الماضي على مقرّي الحزب في مدينتي الناصرية وسوق الشيوخ، في محافظة ذي قار.
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، أوضحت تفاصيل حادثة الاعتداء على أحد مقرات الحزب في مدينة البصرة.
وقال عضو اللجنة، كاظم الحسيني، إن «مقر الحزب الشيوعي في مدينة البصرة تعرض لهجوم برمانة يدوية تحمل في داخلها شظايا مميتة».
وبين، أن «الحادث وقع في تمام الساعة الـ2 و30 دقيقة من فجر امس(الأحد/ الاثنين) ما سبب بتحطم زجاج المقر دون تسجيل أي إصابات بشرية»، مشيراً إلى أن «الحارس هو الشخص الوحيد الذي كان يشغل المقر ولم يصب بأي أذى».
وتابع، أن «القوات الامنية أجرت كشفاً لموقع الاعتداء والحزب، وما زلنا بانتظار نتائج التحقيق، فضلاً عن انتظار مراجعة كاميرات المراقبة».
وفي تعليق على الحادث، زار رئيس تحالف «سائرون» في البصرة، عضو لجنة الأمن والدفاع النائب بدر الزيادي، مقر الحزب الشيوعي في المحافظة.
ونقل بيان عن الزيادق تأكيده إن «الحزب الشيوعي هو جزء من تحالف سائرون، ونحنُ لن نسمح للعابثين بالأمن ومحاولتهم تعكير الأجواء الطبيعية في المحافظة من خلال استهدافهم مقار ومكاتب الاحزاب التي تساند مشروع الإصلاح الذي أزعج الفاسدين وأضر بهم، وهذا لا يخلو من تضرر مصالحهم والتضييق عليهم من خلال المشروع الإصلاحي ولن يثني من عزيمة المصلحين والمساندين للإصلاح».
ودعا، الأجهزة الأمنية إلى ضرورة «توفير الحماية اللازمة لمقار الأحزاب التي تتعرض لحوادث كما حصل لمقر الحزب الشيوعي، وان هذا السلوك يندرج ضمن الأعمال الإرهابية ولا بد من توفير حماية لمقرهم، وإننا نؤكد على الأجهزة الأمنية متابعة الجهات التي نفذت الهجوم وأن تنال جزاءها العادل وفق القانون العراقي».
وأدان مكتب العلاقات الوطنية للاتحاد الوطني الكردستاني الاعتداء على مقر الشيوعي في البصرة.
وبعث الحزب الكردي برقية إلى الحزب الشيوعي العراقي، جاء فيها: «يدين الاتحاد الوطني الكردستاني وبشدة الاعتداء الآثم على مقر الحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة، ونطالب الجهات الأمنية باعتقال الجنات وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات».
وحملت البرقية توقيع سعدون فيلي، مسؤول العلاقات الوطنية للاتحاد الوطني الكردستاني.
كذلك، استنكرت جماعة علماء العراق استهداف مقر الشيوعي العراقي.
وجاء في بيان الجماعة: «نعتبر هذا العمل الجبان الذي قامت به أياد أثيمة تستهدف القوى السياسية والوطنية، اعتداءً على كل الكيانات السياسية»، داعياً القوات الأمنية إلى «كشف الجناة الذين يحاولون زعزعة أمن محافظتنا وسلمها».
كما استنكر تجمع «الحكمة والاعتدال العراقي»، الهجوم معتبراً إياه «عملا جبانا».
كذلك، أورد الموقع الرسمي للحزب الشيوعي العراق، بيانين لأهالي محافظة الأنبار، أدانوا فيه الحادث. وطبقاً للبيان فإن «أهالي محافظة الأنبار يدينون الاعتداء الغاشم على مقر الحزب الشيوعي العراقي في البصرة وبعد التداول بالحادث الآثم نعلن جميعاً استنكارنا للعمل الجبان الذي استهداف مقر الحزب من شخص لا يمثل سوى نفسه».
وأعلن أهالي الأنبار، وفقاً للبيان، وقوفهم «خلف قواتنا الأمنية العسكرية، وأن هذا العمل الخارج عن القانون الذي يتنافى مع الأعراف والتقاليد ويتنافى مع القيم الإسلامية التي تحرم الاعتداء على النفس البشرية». وأضافوا: «هذا العمل مرفوض ومدان ونطالب بأشد العقوبة لمرتكب هذه الإعتداء الجبان الذي يمس أمن واستقرار وطننا الغالي».
وختم البيان: «لتسد المحبة والوئام والتعاون بين العراقيات والعراقيين من جميع القوميات وأتباع الديانات والمذاهب، وليسد السلم الاجتماعي في ظل دولة مدنية ديمقراطية حديثة تحترم المواطنة الحرة والمتساوية والمشتركة، وليسد السلام على أرض السلام».